سورية

دانفورد يزور أنقرة … «الديمقراطية» تعلن رسمياً بدء معركة الرقة.. وواشنطن تريد عزل المدينة تمهيداً لتحريرها.. وصمت تركي

| الوطن – وكالات

حافظ الحلفاء الأميركيون والأتراك على المظاهر فيما بينهم، إذ حط رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية جوزيف دانفورد في العاصمة التركية أنقرة، في حين كانت «قوات سورية الديمقراطية» تطلق رسمياً عملية «غضب الفرات» لتحرير مدينة الرقة من مسلحي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، مؤكدةً أنها اتفقت مع التحالف الدولي (أي باختصار مع واشنطن) على استبعاد تركيا والميليشيات التي تدعمها من العملية «بشكل نهائي».
وفضل الأتراك الصمت حيال إطلاق عملية الرقة التي جرى استبعادهم منها لصالح «مشاركة فعالة» لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة «تنظيماً إرهابياً»، ربما كي لا يغضبوا ضيفهم الأميركي أو كي يتعرفوا على ما يعرضه من دور لبلادهم في العملية. ولم يشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عملية الرقة، واكتفى بالحديث عن اقتراب المسلحين المدعومين تركياً، من مدينة الباب. وبعد يوم من انطلاق أول الاشتباكات مع داعش في محيط الرقة، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» رسمياً أمس بدء معركة تحرير الرقة، ضمن حملة اسمها «غضب الفرات»، في رد مبطن على عملية «درع الفرات» التركية شمال حلب.
ومن مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة، تلت الناطقة باسم «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد بياناً رسمياً جاء فيه: «إننا في القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية، نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش».
وأوضحت شيخ أحمد في مؤتمر صحفي أن العملية بدأت ميدانياً مساء أول من أمس مع «تشكيل غرفة عمليات «غضب الفرات» من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال»، كاشفةً أن «ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة». وبدعم من طائرات التحالف الدولي، شنت «قوات سورية الديمقراطية» هجوماً مزدوجاً على عناصر داعش المتحصنين في قريتي لقطة والهيشة بريف الرقة الشمالي. وسبق هذا الهجوم تصدي «وحدات حماية الشعب»، بمؤازرة الطائرات الأميركية، لهجوم شنه داعش على قرى كورديشان وقادرية وشمس الدين على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب والرقة. وتحدثت مصادر مقربة من داعش عن مقتل وجرح أكثر من 35 مسلحاً من عناصر «الوحدات» خلال الهجوم الفاشل. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، أن مراسلها شاهد في مكان انعقاد المؤتمر الصحفي لشيخ أحمد، عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا إنهم يتجهون نحو الجبهة.
وذكرت المتحدثة باسم «غضب الفرات» أن عمليات الحملة ستسير بكل حزم وإصرار حتى تحقق هدفها في «عزل ثم إسقاط عاصمة الإرهاب العالمي»، مؤكدة على حتمية «الانتصار في هذه المعركة المصيرية» أسوةً بما جرى في «كوباني (عين العرب) تل أبيض، الحسكة، الهول، الشدادي، ومنبج». وإيراد منبج في البيان يشكل تحدياً صريحاً للأتراك. وناشدت المتحدثة أهالي الرقة بـ«الابتعاد عن مواقع تجمعات» داعش، والتوجه «نحو المناطق التي سيتم تحريرها وأن يلتحقوا بصفوف القوات المحررة».
وفي رسائل موجهة إلى أنقرة، أشارت شيخ أحمد إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» هي فقط من سيحرر الرقة، كما دعت القوى الإقليمية إلى الاكتفاء بتقديم الدعم السياسي والمعنوي واللوجستي من دون الحديث عن أي دور عسكري. وقالت شيخ أحمد «ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها عرباً وكرداً وتركماناً، المنضوين تحت راية قوات سورية الديمقراطية وبالمشاركة الفعالة لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة (…)، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي». وأضافت: «ندعو القوى الدولية والإقليمية المتضررين من إرهاب داعش إلى المشاركة بشرف القضاء على مركز الإرهاب العالمي من خلال تقديم كل أنواع المساعدة اللوجستية والمعنوية والسياسية للقوى المشاركة بعملية التحرير».
وجاءت تصريحات المتحدث العسكري باسم «الديمقراطية» طلال سلو أشد صراحة إذ أكد على عدم وجود أي دور تركي في العملية. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا، أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة».
وأوضح سلو أن «دفعة أولى من الأسلحة والمعدات النوعية بينها أسلحة مضادة للدروع وصلت تمهيداً لخوض المعركة».
وبالترفق مع إعلان حملة «غضب الفرات»، أفاد مسؤول أميركي ببدء عملية عزل مدينة الرقة. وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية أهداف العملية بالقول: «سنسعى أولاً إلى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها».
وفي الغضون، وصل رئيس أركان الجيش الأميركي إلى أنقرة في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع نظيره التركي خلوصي آكار، حسبما أعلن الجيش التركي من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وربما كان الهدف من زيارة دانفورد هو إبلاغ الأتراك بإطلاق عملية الرقة، ومطالبتهم إما بالمشاركة فيها وفق المخطط الأميركي الذي يقضي بالتعاون مع وحدات حماية الشعب أو البقاء جانباً. وكررت أنقرة أنها لن تشارك في تحرير الرقة إذا ما شاركت الوحدات. وربما سيطالب الأتراك بالتزام الحياد وموافقة واشنطن على دعم الحملة التركية للوصول إلى الباب وإيجاد حل لمعضلة منبج، التي لم تنسحب منها عناصر «حماية الشعب» حتى الآن على الرغم من كل الوعود الأميركية لأنقرة.
ولم يأت الرئيس التركي على ذكر معركة الرقة، واكتفى بالتأكيد على أن هدف عملية درع الفرات هو الوصول إلى بلدة الباب، ودفع داعش جنوباً، من دون أن يتحدث هذه المرة عن منبج أو الرقة اللتين أوردهما ضمن أهداف العملية الأسبوع الماضي.
وأشار أردوغان إلى أن قوات المسلحين المدعومين من تركيا أصبحت على بعد 12 – 13 كيلومتر عن بلدة الباب.
وفي هذه الأثناء سيطرت ميليشيات الجيش الحر المنضوية تحت لواء «درع الفرات» على قريتي العامرية جنوب شرق بلدة الراعي، وشدود شمال مدينة الباب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن