سورية

أكدت ألا مكان لـ«الجدوى» بمعناها الأميركي في الهدنة الإنسانية الأخيرة … موسكو تشدد على ضرورة القضاء على الإرهابيين في حلب

| وكالات

شددت روسيا على ضرورة «القضاء على الإرهابيين» في حلب، وأعربت عن تمسكها بأن تكون في سورية «سلطة قوية» تمنع سقوطها بأيدي الإرهابيين. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى وجود اختلاف مع واشنطن بشأن النظر إلى «جدوى» التهدئة الإنسانية التي أعلنتها موسكو ودمشق في شرق حلب، مبينةً أن الأولوية الروسية خلال عملية مكافحة الإرهاب تتمثل في «مساعدة الناس»، على حين لم تقدم واشنطن للسوريين حتى «فتات الخبز» أو تنفذ التزاماتها بموجب اتفاقاتها مع موسكو.
وذكرت تقارير صحفية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن تبرمه من قيام بعض الدول الغربية بطرح معاناة المدنيين في الحرب على الإرهاب في سورية. ونقلت التقارير عن بوتين قوله خلال لقاء جمعه بمسؤولين غربيين على هامش منتدى فاليدي الروسي: «أسمع دائماً: حلب، حلب، حلب.. لكن ماذا يوجد هناك في حلب؟ هناك يوجد إرهابيون يجب القضاء عليهم حتى لو أدى الأمر للمس بالمدنيين، فإذا أخذنا بعين الاعتبار فقط حياة المدنيين، فهذا يعني أننا سنترك الإرهابيين وشأنهم، حتى في الموصل، وليس في حلب فقط». وتساءل بوتين: «ماذا بشأن الرقة؟ فهناك أيضاً مدنيون. قادة الدول الغربية يؤكدون أنهم عازمون على القضاء على الوجود الإرهابي في الرقة، فكيف يمكن أن ننجح في ذلك من دون المس بالمدنيين؟.. ما العمل؟ هل نتركهم يفعلون ما يحلو لهم؟».
بدوره، لفت رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إلى أن روسيا تدافع في سورية عن مصالحها الوطنية. وأكد في مقابلة تلفزيونية نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء مقتطفات منها أمس، أن موقف بلاده من سورية «لا يرجع فقط إلى التهديد المتزايد لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وإنما أيضاً إلى ضرورة الدفاع عن مصالح روسيا القومية». وأوضح أن هدف روسيا الأولي فيما يخص دورها في حل الأزمة السورية، يتمثل في «منع عودة آلاف المسلحين المتحدرين من روسيا، وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش ومجموعات متطرفة أخرى، لافتاً إلى أن أولئك المسلحين سيعودون من مثل هذه الرحلات بعد تعرضهم لعملية غسيل الدماغ تماماً وتحويلهم إلى قتلة وإرهابيين محترفين. وأضاف «لا نريدهم مطلقاً أن يقوموا، بعد مشاركتهم في الحرب بسورية، بأنشطة متطرفة في روسيا».
وأشار ميدفيدف إلى أن الهدف الثاني لبلاده هو الاستجابة لطلب الحكومة السورية مساعدتها عسكريا في «إعادة فرض القانون والنظام». ووصف العلاقات الروسية الإسرائيلية بـ«المتينة»، مشيراً إلى وجود «تنسيق بين البلدين في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية بما فيها القضية السورية». وأوضح أن بلاده وإسرائيل «تتفقان على وجوب أن تكون في سورية سلطة قوية تحافظ على وحدة هذا البلد وعدم سقوطها بأيدي الإرهابيين».
وشدد على استعداد روسيا لكسر الجمود الذي يعتري العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه بين أن ذلك يعتمد على موقف إدارة الرئيس الأميركي الجديد، مبيناً أن روسيا جاهزة «لبناء علاقات طبيعية وبناءة على أساس مبادئ القانون الدولي والتكافؤ بين موسكو وواشنطن»، مشيراً إلى المسؤولية تجاه العالم كله التي تتحملها روسيا الاتحادية والولايات المتحدة باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن وقوتين نوويتين كبيرتين».
وقبل يومين، أكد رئيس الوزراء الروسي عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وطالب القوى السورية الراغبة في إحلال السلام في سورية بالجلوس إلى «طاولة المفاوضات والتوافق حول مستقبل سورية ومستقبل نظامها السياسي»، موضحاً أن هذه القضية لا صلة لها بمصير زعماء معينين، وخاصة مصير الرئيس بشار الأسد. وشدد على أن الرئيس الأسد هو رئيس شرعي على رأس عمله، ويجب أن يشارك في هذه العملية.
وأكد ضرورة ضمان أن يكون مستقبل سورية قابلاً للتنبؤ وعدم السماح بتفكك هذه الدولة إلى «كيانات إرهابية»، مبيناً أن صعوبة الفصل بين «المعارضة المعتدلة» والإرهابيين تحول دون تسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى وجود «جدال ساخن»، حول هذا الموضوع بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة والدول الأوروبية، من جهة ثانية.
في غضون ذلك ردت وزارة الدفاع الروسية على تصريحات للناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية اعتبر فيها أن الهدنة الإنسانية التي أعلنتها موسكو ودمشق في حلب «عديمة الجدوى».
وأشار الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، إلى أن تصريحات جون كيربي تظهر اختلافنا معهم في فهم «جدوى» الهدنة الإنسانية في حلب. واستطرد متابعاً، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن الأولوية بالنسبة لروسيا تتمثل في «مساعدة الناس»، وأضاف: «لذلك، خلال الحرب على الإرهاب الدولي في سورية، نولي اهتماماً كبيراً بالمصالحات بين أطراف الصراع، وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأوضح كوناشينكوف أن روسيا أرسلت في الأشهر الأخيرة أكثر من 100 طن من الغذاء والأدوية والمواد الضرورية الأخرى، مشيراً إلى أن هذه المساعدات تم تسليمها إلى كل سكان حلب في الجزء الغربي والشرقي، على الرغم من أن هذا الأخير يسيطر عليه المسلحون.
وانتقد المتحدث الروسي الولايات المتحدة التي لم «تقدم للسوريين حتى فتات الخبز»، مؤكداً أن «واشنطن لم تنفذ حتى التزامها باتفاقياتها مع روسيا، ولم تسلمنا خرائط ومعلومات حول المجموعات الإرهابية في سورية، بما في ذلك تنظيما داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيان». وأشار إلى ازدواجية المعايير الأميركية بالقول: عندما يوثق الصحفيون استهداف الأحياء المدنية، تلقي الولايات المتحدة بالمسؤولية على جبهة النصرة، وعندما يرد الجيش السوري على مصادر النيران، تتحدث الولايات المتحدة عن مهاجمة الجيش السوري للمعارضة!».
وأوضح كوناشينكوف أن «الجدوى» بمفهوم الولايات المتحدة هي عندما يكون طابور من الشاحنات المحملة، يمر من دون تفتيش، محملاً بأسلحة من العيار الثقيل، متجهاً إلى الجزء الشمالي من مدينة حلب. وأكد أن «الجدوى» بالمفهوم الأميركي لا مكان لها في الهدنة الإنسانية الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن