أمور لا تصدّق
| محمد حسين
عادة حين يتم إعفاء مدير ما من مهامه قد يشعر بالغبن والظلم ويلعن حظه العاثر الذي أوقعه تحت رحمة «فاكس» أنهى أحلامه بطريقة قسرية مفاجئة.
ولا يختلف هذا الأمر بين مدير قضى سنة واحدة على رأس عمله أو قضى ربع قرن أو أكثر وهنا الطامة الكبرى.
فمن قضى سنة أو عدة سنوات (بعدد أصابع اليد الواحدة) قد يبدو شعوره بالظلم معللاً بعض الشيء فأعماله التي بدأها لن تظهر نتائجها بهذه السرعة ولذلك يصبح همه الأساسي تسويق مظلوميته للعودة إلى مهام الإدارة وتبدأ رحلته في التنقل بين هذه الجهة أو تلك.. تلك الرحلة التي قد تنتهي بالعودة المظفرة لامتطاء كرسي الإدارة من جديد.
وهنا لا بد من القول إن أعداد هؤلاء ليست كبيرة وأكثر من يتم إعفاؤهم يذهبون إلى النسيان أو للعمل كمستشارين لا عمل لهم إلا انتظار أحلامه بطريقة قسرية مفاجئة.. وقضاء الوقت حتى الانتهاء من الخدمة والذهاب إلى التقاعد!!
ولا يمكننا إغفال البعض منهم الذين تم إنهاء تكليفهم لأسباب مجهولة (بلا أسباب) ويشهد لهم البعض بالكفاءة والمهارة ويستحقون العودة إلا أن هذا الأمر يصبح ضرباً من الخيال مع مرور الوقت حتى يتلاشى الأمل نهائياً.
أما من عاد منهم (مديراً) بعد إعفائه فصال وجال حتى أعفي مجدداً فهنا لا أمل له مطلقاً بالعودة وهذه سابقة لم تحدث مطلقاً في بلدنا.
وإن حدثت فهي معجزة يشار إليها ولا يمكن إغفالها بأي حال من الأحوال!!
أما إن عاد للمرة الثالثة فهنا لا بد أن في الأمور أمور ويمكن وصفها بالأمور التي لا تصدق.. فكيف إذا كان هذا المدير قضى في فترتيه نحو ربع قرن فما الذي ننتظره منه في الثالثة؟ وكيف إذا كانت حدثت في ظل حكومتنا الحالية؟ ولا يختلف هذا الأمر.