رياضة

فادي الدباس في حديث الهم والاهتمام لـ«الوطن»: اللعب في أوروبا ليس بالضرورة جواز سفر للعب مع المنتخب

| ناصر النجار

المنتخب الوطني لكرة القدم حديث الشارع الكروي، وحديث الكبير والصغير، أسئلة كثيرة تطرح حول هذا المنتخب، وأفكار عديدة يتم تداولها، لكن السؤال الأبرز: هل أدى منتخبنا ما عليه حتى الآن؟ في المنظور العام فقد أدى منتخبنا واجبه قياساً على إمكانياته وظروفه ومقارنة بالمنتخبات الأخرى التي امتلكت استعدادات أفضل وإمكانيات أكبر ولاعبين أكثر مهارة وخبرة.
نحن لا ننسى أننا نواجه عمالقة الكرة الآسيوية، ولا ننسى أيضاً أن المنافسة كبيرة، وقد تفوق أحلامنا قبل إمكانياتنا، ولكن لا بأس من المحاولة، فشرف المحاولة أن نستمر وألا نستسلم.
حاول منتخبنا وهو يجوب بلاد آسيا شرقها وغربها بعيداً عن أرضه، بحثاً عن مجد يفتقده، فهل تفلح هذه المحاولات؟
دعم المنتخب الوطني هو واجب الكبير قبل الصغير لأنه مسؤولية وطنية والوقوف خلف المنتخب داعمين ومؤازرين هو حق مفترض على الجميع، وتبقى الآمال قائمة والتصفيات لم تنته، فهل نحقق حلماً طال انتظاره؟
محمد فادي الدباس نائب رئيس اتحاد كرة القدم ومدير المنتخبات الوطنية، كان ضيف «الوطن» في حوار خاص عن المنتخب الوطني، وإليكم التفاصيل:

صعوبات وعقبات
نبدأ من الصعوبات والعقبات التي تعترض المنتخب الوطني؟
الصعوبات كثيرة جداً، ولا يستطيع أحد تحملها، والشارع الكروي يجهل الكثير من تفاصيلها، وتبدأ من عملية تجميع اللاعبين وتأمين الفيز لهم وتأمين تذاكر السفر، فنحن نجمع لاعبينا من بلدان شتى موزعين في دول الخليج والعراق والأردن ولبنان وسورية وأوروبا، وهذا أمر متعب للغاية، وهو عمل شاق لا يحتمل الخطأ، فأي خطأ فيه قد تخسر من خلاله لاعباً أو أكثر.
ثانياً: وجود حالات تعوق العمل الفني كالإصابات وعدم الجاهزية، فليس من الضروري أن يكون جميع اللاعبين جاهزين بدنياً وفنياً عندما يلتحقون بالمنتخب والكثير من اللاعبين التحقوا بالمنتخب مجهدين أو حاملين إصابات خفيفة تطلبت استشفاءً ومعالجةً، وهذا ما لا يدركه الكثير، لذلك يعتمد المدرب في تشكيلته على مجموعة اللاعبين الجاهزين القادرين على تأدية المباراة بتقنية عالية.
ثالثاً: نحن نواجه فرقاً عملاقة على الصعيد الآسيوي، والتحضير لأي مباراة لا يتم إلا قبل ثلاثة أيام حسب وصول اللاعبين من أنديتهم، وهذا يتطلب حشد كل الجهود من الكادر الفني لحرق الوقت في سبيل تحقيق الانسجام بين اللاعبين وخصوصاً أن أغلبهم من مدارس كروية مختلفة وتأمين الجاهزية الفنية والبدنية.
رابعاً: عندما تلعب خارج أرضك فأنت خاسر لنصف المباريات حتماً، لأنك تفتقد الأرض والجمهور وهي ميزة تمتعت بها كل فرق مجموعتنا وحُرمنا منها، وفق ذلك علينا التأقلم مع الأجواء المناخية المتفاوتة من بلد لآخر، والتأقلم مع كل الأجواء المحيطة، والصعوبة الكبيرة التي نجدها تكمن في تأمين الطعام المناسب للمنتخب وخصوصاً عندما تلعب في شرق آسيا. هذه الصعوبات دائمة وبشكل يومي وتستهلك الكثير من الجهد والوقت والعمل المضني.
وهناك صعوبات عديدة تشمل عملية التحضير والاستعداد وأبرزها عدم قدرتنا على استضافة أي منتخب على أرضنا لأداء مباراة تحضيرية، واعتذار أغلب المنتخبات عن استقبال منتخبنا بسبب العقوبات المفروضة على بلدنا، فلم نستطع إقامة المباريات النوعية الطامحين لها.
والحرب هذه تبينت بشكل واضح عند اختيار ملعبنا فتم رفض كل الاقتراحات المقدمة من اتحادنا الكروي، كما إن بعض الدول رفضت استقبال مباريات منتخبنا لأسباب واهية، فما كان إلا أن رضخنا للمكان الذي فرضه الاتحاد الدولي كقرار ملزم.
والأهم من كل ذلك تجميد رصيدنا المالي، فلنا مستحقات مالية كبيرة عند الاتحادين الآسيوي والدولي لو قبضناها لكان الوضع أفضل بكثير، ولاستطعنا التحرك بشكل أفضل، فالمال هو عصب كرة القدم.

أداء متفاوت
كيف تقيّم أداء منتخبنا في مبارياته الأربع؟
لا شك أن الأداء كان متفاوتاً من مباراة لأخرى والأداء الأفضل لمنتخبنا كان مع منتخب الصين وتوجه بفوز ثمين ومستحق، وفاجأ منتخبنا منتخب كوريا الجنوبية وفرض عليه التعادل، والخسارة أمام أوزبكستان كان من الممكن تفاديها، لكن منتخبنا لم يقدم الأداء المنتظر، وربما هي لعنة المباريات الاقتتاحية.

والخسارة مع قطر؟
قطر حشدت كل شيء لتفوز علينا، بدءاً من إعلامها وجمهورها، وغيّرت مدربها، ونزلت إلى المباراة كأمل أخير لها في البطولة، كل هذه العوامل وضعت منتخبنا أمام ضغط كبير غير محتمل، وفي الميزان الفني يمكننا القول إن منتخب قطر من أفضل منتخبات المجموعة ويملك مجموعة من اللاعبين الأجانب المجنسين المتميزين والخسارة جاءت بركلة جزاء وحاولنا التعويض دون أن نتمكن.

ما تقوله، ألا يستدعي وجود مختصين يعملون على الحالة النفسية لمواجهة الضغوط التي ذكرتها؟
هذا صحيح، وكادر منتخبنا هو الأصغر بين كوارد المنتخبات الأخرى التي تملك فريق عمل كاملاً ومتكاملاً، كوادر المنتخبات الأخرى تجاوزت 20 شخصاً من المختصين بكل الأمور الفنية والبدنية والنفسية والتغذية والطبية فضلاً عن وجود مترجمين وإداريين باختصاصات مختلفة وجيش من الإعلاميين، والفارق بيننا وبينهم هو الإمكانيات المالية فقط، فبلدنا مملوء بهذه الخبرات التي يحتاجها المنتخب.

كيف تنظر إلى مباراة إيران؟
أثبت المنتخب الإيراني أنه من أفضل الفرق في المجموعة أداء ونتائج، وهو لا شك منتخب قوي يملك ميزات المنتخب العالمي المحترف، وبالمقابل فإننا نؤمن بإمكانيات لاعبينا وطاقمنا الفني وقدرتهم على تقديم أداء جيد يرضي تطلعات الشارع الكروي ويحقق النتيجة المرجوة.

لاعبون
في الفترة الأخيرة لاحظنا بعض التعديلات على صفوف لاعبي المنتخب، ما الأسباب التي دعت إلى ذلك؟
أولاً: هو قرار فني، وأنا لا أتدخل بعمل المدرب، مهمتي تسهيل أمور المنتخب وإزالة العقبات التي تعترضه، من جهة أخرى، فالمدرب يستدعي اللاعبين المناسبين للمباراة التي سيلعبها وفق أسلوب اللعب الذي يعتمده، وحاجته إلى اللاعبين طبقاً لمراكز اللعب، والمدرب متابع لكل اللاعبين في الخارج أو الداخل، ومن الممكن استدعاء لاعبين جدد في المرحلة القادمة بعد تقييم شامل لمرحلة الذهاب.

ضريبة
بعض الأشخاص ومنهم من يشغل عضوية اتحاد الكرة أو لجانه العليا، لاموك لاختيار أيمن الحكيم مدرباً، بل راهنوا على فشلكما معاً؟
على الصعيد الفني مررنا بأوقات عصيبة، وكان كل يوم يمر علينا من دون مدرب، نشعر بضياع وقت نحن بحاجته، المدربون الأجانب الذين وقع اختيارنا عليهم رفضوا القدوم إلى سوريـــة.
ونحـــن لا نقبل مدرباً لمنتخبنا يعيش بالخارج، على الصعيد المحلي وجدنا أن المدرب أيمن الحكيم يلبي تطلعات منتخبنا، فكان الاختيار عليه، وواجهنا حرباً ضروساً من المغرضـــين امتدت إلى حملـــة شخصيـــة طالت كرامتنا، وسعى البعض إلى تجييــش الشارع الكروي ضد منتخب الوطن، والأسوأ الحملــة التي قام بها البعض من داخل اتحــاد كـــرة القـــدم، هدفها إسقاط المنتخــب الوطني، والحمــد لله نجحنــا حتى الآن، ونأمل أن يستمر نجاح المنتخب لأنه يمثل الوطن ولا يمثل أشخاصاً.
على الصعيد الشخصي، ماذا استفدت من مركزك في اتحاد كرة القدم والمنتخب الوطني؟
انظر إلى صفحات التواصل الاجتماعي، وسترى الفوائد بأم عينيك، أنا أقبل بكل صدر رحب النقد البناء، لكن غير ذلك مرفوض، حشدت كل إمكانياتي في سبيل نجاح المنتخب، وضميري مرتاح، وأشكر القيادتين السياسية والرياضية التي لم تبخل علينا بأي شيء يحتاجه المنتخب سواء على الصعيد المعنوي أو اللوجستي أو المالي.

قلت: ضميرك مرتاح، ماذا تقصد بذلك؟
انتقلنا بالمنتخب الوطني من حالة كانت لا تسر عدواً ولا صديقاً إلى حالة متميزة من النضوج، استعدنا سمعة منتخبنا وهويته، وصار يشار له بالبنان، انتقلنا من المركز 153 إلى المركز 96 على صعيد التصنيف الدولي ومن المركز 26 آسيوياً إلى المركز التاسع، وانتقل تصنيفنا من المستوى الرابع آسيوياً إلى المستوى الأول، كل ذلك له دلالات، ونحن مع ذلك مستمرون لتقديم الأفضل والوصول إلى مراكز أفضل.
على صعيد المنتخب بات لدينا منتخبان في منتخب واحد، منتخب شباب قوي قادر على المشاركة في كل البطولات القادمة وهو رديف جيد وذلك من خلال اعتمادنا على العديد من اللاعبين الشباب، والمنتخب الحالي جاهز لأي مباراة وأي بطولة وبكل فخر أصبح لدينا نسيج من اللاعبين الجاهزين بأعمار مختلفة يتجاوز عددهم الثلاثين لاعباً.

محترفون
اللاعبون السوريون المحترفون في أوروبا وأميركا، سؤال يطرحه الشارع الكروي، أين أنتم منهم؟
يمكنني الإجابة عن السؤال بسؤال: أولاً: هل لدى هؤلاء الرغبة باللعب مع المنتخب الوطني؟ بعض اللاعبين أبدوا عدم الرغبة، والقوانين الدولية للأسف لا تجبر هؤلاء على اللعب مع منتخب بلادهم، ولا عقوبات بحقهم في حال امتنعوا، الأفضلية دوماً للأندية عبر العقود الملزمة، والقانون الدولي دوماً مع اللاعب ومع النادي.
ثانياً: بعض اللاعبين الذين ترشحوا للمنتخب وسبقتهم شهرة كبيرة، تبين لنا أنهم كذبة كبيرة، اللعب في أوروبا ليس بالضرورة جواز سفر للعب في المنتخب، أي لاعب يثبت أنه أفضل من لاعبينا ولديه الرغبة في الانضمام للمنتخب الوطني فنحن جاهزون لضمه، ومستعدون لتذليل كل العقبات التي تعترضه.

اتحاد الكرة
أين أنتم من تطوير كرة القدم؟
تطوير كرة القدم مهمة الأندية وهو على عاتقها من خلال بناء اللاعب والعناية به، اتحاد كرة القدم يطور الكرة عبر البرامج ودورات التأهيل والصقل لكوادر كرة القدم، وعبر عنايته بالمنتخبات والنشاطات الرسمية.

هل تعتقد أن كل أعضاء الاتحاد جادون في عملهم؟
لا، ليس كل الأعضاء على مستوى واحد من العمل وتقديم الجهد، بعضهم رأى العضوية منزلة شرف، وبعضهم رآها للتنظير والنقد السلبي، ولهؤلاء نقول: «إذا لم يكن لديكم عمل، فدعونا نعمل»!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن