سورية

نائب وزير الخارجية في طهران ويلتقي ولايتي ولاريجاني وظريف … المقداد: معركة حلب مصيرية والقرار اتخذ لتحريرها من الإرهابيين ولن نقدم أي تنازلات … إيران تؤكد استمرارها في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسورية

| وكالات

يقوم نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بزيارة إلى طهران لم يعلن عنها مسبقاً، التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، واعتبر أن «معركة حلب مصيرية والقرار اتخذ لتحريرها من الإرهابيين»، وأكد أن سورية لن تقدم أي تنازلات في إطار محاربة الإرهاب، ولفت إلى أن «استمرار الدعم الاقتصادي يعزز الصمود في تحقيق النصر»، معتبراً أن «المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ويجب العمل على إزالة العقبات لاستمرار الدعم الاقتصادي».
في المقابل أكد المسؤولون الإيرانيون استمرار بلادهم حكومة وقيادة وشعبا وجميع قطاعاتها في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسورية حتى دحر الإرهاب وتحقيق النصر النهائي على الإرهابيين، وشددت على «أن حلم الأعداء في تقسيم سورية والعراق لن يتحقق أبداً».
ووصل المقداد ليل الأحد إلى طهران على رأس وفد تلبية لدعوة من مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابر أنصاري.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، فقد بحث المقداد مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات في سورية.
واستعرض المقداد خلال اللقاء الذي تم بحضور السفير السوري في طهران عدنان محمود الوضع الراهن في سورية ميدانياً وما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات على الإرهاب. وقال.. أن «حكمة وشجاعة القيادة السورية ودعم الأصدقاء عزز صمود الشعب السوري ومقاومته للإرهاب على مدى أكثر من ست سنوات على الرغم من الدعم اللوجستي المنقطع النظير للإرهابيين بالمال والسلاح والعتاد».
وأضاف: أن «العلاقات السورية الإيرانية ليست علاقات إستراتيجية وحسب بل مصيرية فالعدو واحد ووحدة المصير واحدة».
وشدد المقداد على أهمية البعد الاقتصادي في الحرب التي تخوضها سورية على الإرهاب. وقال: إن «استمرار الدعم الاقتصادي يعزز الصمود في تحقيق النصر والإنجازات الميدانية فالمعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ويجب العمل على إزالة العقبات لاستمرار الدعم الاقتصادي لما له من آثار على نواحي الحياة السورية».
وتابع: «الإرهاب والإرهابيون يترنحون تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه في مختلف المناطق السورية ومعركة حلب مصيرية والقرار اتخذ لتحريرها من الإرهابيين» مشيراً إلى أن «الحرب المتعددة الأطراف التي تشن على سورية لم توفر أي جانب من جوانب الحياة فيها حيث كان الأعداء يعتقدون بأنهم يستطيعون القضاء على سورية في بضع ساعات أو أيام بل أشهر ولكن مرت سنوات وبقيت سورية صامدة صمودا أسطوريا بفضل القيادة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد ودعم حلفائنا من إيران وحزب اللـه والاتحاد الروسي».
ولفت المقداد إلى أهمية الاجتماع الأخير السوري الإيراني الروسي في موسكو، وقال: إن «استمرار التشاور والتنسيق يعزز الصمود في محاربة الإرهاب».
من جانبه أكد لاريجاني استمرار إيران حكومة وقيادة وشعبا وجميع قطاعاتها في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسورية حتى دحر الإرهاب وتحقيق النصر النهائي على الإرهابيين.
وقال: إن «الانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري والحلفاء تبعث على الأمل بأن الانتصار بات قريبا فالشعب السوري عانى وضحى وسينتصر على الإرهاب»، مضيفاً: أن «مجلس الشورى الإيراني يدعم قرارات الحكومة الإيرانية في دعم الشعب السوري في مختلف المجالات».
وأكد لاريجاني ضرورة الاهتمام بالجانب الاقتصادي وتذليل الصعوبات في هذا المجال، مشدداً على أهمية التنسيق السوري الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب والإرهابيين.
كما بحث المقداد مع مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الحرب التي تخوضها سورية ضد الإرهاب والأوضاع في المنطقة ومجالات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال المقداد خلال اللقاء الذي عقد بحضور محمود: «نحن في حرب واحدة ضد الإرهاب ونواجه فيها الصهيونية وأدواتها ونحن على ثقة بأن هذا التحالف بين سورية وإيران وحلف المقاومة وروسيا سينتصر على الإرهاب وعلى المؤامرات التي تحيكها الكثير من الدول المرتبطة مصيرياً مع الكيان الصهيوني بما في ذلك الوهابية السعودية».
وأضاف: إن «تلك الدول لا تعمل من أجل مصلحة شعوبها وإنما لمصلحة الصهيونية العالمية وأهداف الإمبريالية في المنطقة حيث تقوم بتكثيف دعمها للإرهاب واستئجار العصابات الإرهابية لتحقيق أهدافها».
وأشار المقداد إلى أن «تحالف أميركا والصهيونية مع الإرهابيين من تنظيمي جبهة النصرة وداعش والتنظيمات الأخرى المرتبطة بهما خير دليل على نيات وأهداف أميركا في المنطقة».
وأكد أن «الحملة الهستيرية التي تقودها أميركا وكيان الاحتلال الإسرائيلي والقوى الحليفة لهما كقطر والسعودية وتركيا ودول أخرى هدفها حرمان محور المقاومة من تحقيق هذا النصر».
وتابع: «نعبر عن ثقتنا بالانتصار لأننا أصحاب حق ولأننا مستمرون في تعزيز صمودنا كما نعبر عن أمتناننا الكبير لكل الدعم الكبير الذي تقدمه الشعب والحكومة والقيادة الإيرانية لسورية لتحقيق الانتصار على الإرهاب»، مضيفاً: «من أهم أولوياتنا محاربة الإرهاب وكيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل استعادة الأراضي العربية المحتلة واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني».
وبين المقداد أن «الأميركيين يظنون أنهم قادرون على إرسال إرهابيين من الموصل إلى سورية لكننا مطمئنون بأن القوات العراقية سوف تفشل هذه الخطط».
وأوضح أن سورية تعمل على مسارين هما محاربة الإرهاب والحل السياسي للأزمة في سورية، مضيفاً: إن «الوضع في حلب يسير لصالح قوى الخير والمقاومة ونحن متفائلون إزاء ذلك».
من جانبه أكد ولايتي أن إيران ستستمر في دعمها لسورية حتى تحقيق النصر على الإرهاب باعتبارها في الخط الأمامي لمحاربة الإرهاب والتصدي للمؤامرات الصهيوأميركية في المنطقة.
وشدد على «أن حلم الأعداء في تقسيم سورية والعراق لن يتحقق أبدا»، موضحاً أن «الأعداء يسعون من وراء هذا المشروع إلى حماية أمن إسرائيل لكن حلمهم هذا لن يصبح حقيقة».
إلى ذلك بحث نائب وزير الخارجية والمغتربين مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف آفاق التعاون الإستراتيجي بين البلدين وآخر التطورات في سورية.
وأكد المقداد في تصريح له بعد اللقاء، أن سورية لن تقدم أي تنازلات في إطار محاربة الإرهاب وأنها عاقدة العزم على مواصلة حربها حتى تطهير كل أرضها من دنسه.
وأشار المقداد إلى الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حلب وكل سورية. وقال: إن «القوى المعادية عبأت كل طاقاتها لضرب سورية خدمة للكيان الصهيوني هذه القوى التي لا تريد الخير لسورية وأصبحت تفضل التعاون مع إسرائيل ضد دول المنطقة».
وأضاف: «هناك دعم إقليمي ودولي كبير للإرهابيين في حلب ولكن نحن في سورية وإيران وروسيا مصممون على دحر الإرهاب وأن الجهود التي تبذل لحرف الرأي العام العالمي عن الإرهاب والإرهابيين في سورية ودعمه لن تلقى إلا الشجب والاستهجان سواء في سورية أو العراق أو من قبل أحرار العالم».
وأكد المقداد ضرورة محاربة الإرهاب في سورية والعراق ولاسيما تنظيم داعش وأخواته وكل المجموعات الإرهابية في كل مكان، مشدداً على أنه من دون التنسيق مع الدولة السورية وجيشها في محاربة الإرهاب سيكون بمثابة تشتيت لجهود محاربته.
وتابع: نحن «ندعم العراق في محاربة الإرهاب وتحرير الموصل وإن للحشد الشعبي دوراً مهماً في منع تقدم الإرهابيين باتجاه سورية لأنه من الضروري العمل والتنسيق لضرب الإرهاب في المنطقة وكل العالم وخاصة في سورية والعراق».
إلى ذلك أشار المقداد إلى أنه «تم تشكيل اللجنة السياسية المشتركة خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية إلى دمشق، وقال: «هذا هو الاجتماع الأول مع ظريف كما التقينا مع رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور على لاريجاني وجابر أنصاري وأن الهدف الأساسي من هذه اللجنة السياسية هو تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث الأوضاع السياسية القائمة في المنطقة والعالم حيث إننا متفقون على استمرار محاربة الإرهاب وأن نساعد للتحرك الإقليمي والدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن