عربي ودولي

تجدد القصف على اليمن.. والحوثيون يستهدفون مواقع عسكرية سعودية…المبعوث الأممي إلى اليمن يتحدث عن تحديات كبيرة تواجه الحوار.. ووفد الرياض يرفض اقتراح الهدنة الإنسانية مدخلاً له

التباعد بين وفدي اليمن في جنيف قد يكون غير قابل للخرق في المدى الراهن، بحسب ما يتضح من المباحثات مع الأمم المتحدة أو لقاءات الدول المشاركة. فيما رجحت مصادر أممية في جنيف تمديد جلسات الحوار اليمني إلى أكثر من يوم.
ويدعو وفد صنعاء إلى مفاوضات بين القوى السياسية كافة، بعيداً عن التدخل الخارجي، بحسب تعبير قيادات مختلفة، أملاً بمعاقبة ما يراه عدواناً سعودياً.
في حين يتوخى وفد الرياض الذي يرفض اقتراح الهدنة الإنسانية مدخلاً للحوار في الحل السياسي، من الأمم المتحدة تسليمه السلطة وتسليمه سلاح من يصفهم بالانقلابيين. وفي هذا الصدد ربما تسعى الرياض إلى استنزاف، تأمل منه تغيير المعادلات الميدانية على المدى الطويل.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بعد انتهاء اجتماع بينه وبين وفد صنعاء أن تحديات كبيرة تقف أمام عملية الحوار وشدد على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية، معتبراً أن محادثات جنيف هي الطريق الأفضل للخروج من الأزمة في اليمن واستئناف الحوار بين الأطراف بحسب توصيات المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي.
من جهتها ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن مندوب موسكو لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف التقى ولد الشيخ أحمد وبحث معه بدء المفاوضات اليمنية. وأفادت مصادر دبلوماسية الميادين بأن دبلوماسيين في السفارة الأميركية بسويسرا سيلتقون وفدي صنعاء والرياض.
بدوره قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، عبد الرحمن السقاف: إن المشكلة المطروحة الآن هي آلية الحوار، مطالباً بأن يكون الحوار مباشراً بمشاركة جميع القوى السياسية وليس بين طرفين فقط.
ومن اليمن دعا زعيم أنصار اللـه عبد الملك الحوثي بعض القوى السياسية اليمنية إلى عدم الرهان على ما سماه العدوان السعودي واتهم الرياض بالعمل على إفشال الحوار في جنيف بعد ما عملت على تأجيله.
وقال الحوثي: إن الشعب اليمني أسقط مشروع تقسيم البلاد، وأضاف: إن الهدف من وراء هجوم التحالف السعودي على اليمن يكمن في تقسيم البلاد، موضحاً أن المحاصصة كانت بين السعودية وأميركا وإسرائيل والقاعدة.
من جهته أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في جلسة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أن مناقشة تنفيذ القرار الدولي بشأن اليمن هو العنوان الذي يحمله وفد الحكومة إلى جنيف، معتبراً أي عودة للحوار مع أنصار اللـه عودة إلى المربع الأول، مشيراً أن وفد الحكومة ذهب إلى جنيف في محطة أخرى على أمل أن تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا.
كما يرشح عن مسعى إنشاء جيش جديد بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي رافق الرئيس هادي إلى اجتماع مجلس التعاون الإسلامي في جدة. لكن حسين أمير عبد اللهيان الذي خرج من الاجتماع اعتراضاً على هادي حذر المجلس الإسلامي من أن اللجوء للقوة في اليمن يعرض الأمن الإقليمي للخطر ويؤدي إلى تصاعد التطرف، مؤكداً دعم طهران للحوار اليمني اليمني ولجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص.
ميدانياً: شنت قوات التحالف بقيادة السعودية عدة غارات على صنعاء وذمار ومأرب والجوف والمحويت استهدفت فيها مواقع للحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم، فيما استهدف الحوثيون مواقع عسكرية سعودية.
ففي صنعاء دوت صباح أمس ثلاثة انفجارات شديدة مصدرها موقع جبل نقم ومخازن السلاح شرق المدينة، استهدفت فيها تجمعات للقوات الحوثية وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من الموقع، فيما تعرضت منطقة الصباحة غرب العاصمة لقصف جوي آخر حيث تتمركز هناك قوات النخبة اليمنية، كما تعرضت منطقة الأزرقين ومنطقة فج عطان التي يوجد فيها معسكر الصواريخ للقصف مع سماع أصوات المضادات الأرضية.
يذكر أن طائرات التحالف قصفت لأول مرة منذ بدء العمليات موقعاً تابعاً للحوثيين في محافظة المحويت غرب صنعاء.
وفي محافظة ذمار قصفت قوات التحالف منزل قيادي في حزب البناء والتنمية كان الحوثيون سيطروا عليه، وأفاد شهود عيان بأن استهداف المنزل وقع أثناء وجود مسلحين حوثيين داخله حيث يعتقد سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين نتيجة الغارة.
واستهدفت غارات جوية أخرى مناطق في محافظة الجوف سمع فيها دوي انفجارات، وأكدوا أن الغارات استهدفت منزل رئيس فرع المؤتمر الشيخ منصور العراقي ومنزل قائد الأمن المركزي المعين من قبل الحوثيين في مدينة الحزم.
وفي نفس المحافظة أكد مصدر في المقاومة الشعبية المؤيدة لهادي أن المقاومة سحبت قواتها من معسكر لبنات بالجوف بعد مواجهات مع الحوثيين، وقال إن قوات المقاومة الشعبية تمكنت من قتل 6 حوثيين وأسر 12 آخرين فيما قتل 2 من أفراد المقاومة الشعبية.
وبرر المصدر سحب القوات من المعسكر بعد سقوط الحزم وعدد من مديريات الجوف بيد الحوثيين، بالقول إن المعسكر تدريبي ومكشوف ومعرض للخطر، والخسائر ستكون كبيرة في صفوف جنود المقاومة الشعبية إذا ما بقوا هناك، مضيفاً إن موقع المعسكر ليس استراتيجياً في حال لم تكن الحزم مركز المحافظة بيد من يتمركز بمنطقة لبنات الصحراوية.
من جهة أخرى قال مصدر عسكري تابع لقوات الجيش الموالية لصالح: إن وحدة خاصة تابعة للجيش واللجان الشعبية استهدفت عدداً من المواقع العسكرية السعودية ودمرت 4 آليات عسكرية تابعة للقوات السعودية في موقع المخروق بنجران، وأضاف إن القوات قصفت معسكر عميش السعودي في ظهران عسير بـ40 صاروخا.
وأكد المصدر أن قواته استهدفت «أحد المسارحة» وأبو عريش في جيزان وهي مواقع عسكرية سعودية بصواريخ «النجم الثاقب» محلية الصنع، بالإضافة إلى استهداف موقع الرديف العسكري في جيزان ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، منوهاً بمشاهدة سيارات الإسعاف تهرع إلى الموقع تحت غطاء ناري كثيف.
وأضاف المصدر: إن قوات الجيش ومعها اللجان الشعبية تمكنت من إعطاب عدد من الآليات العسكرية السعودية بينها جرافة حاولت استعادة موقع التويلق.
هذا واتهم عبد الملك الحوثي زعيم حركة «أنصار اللـه» في كلمة متلفزة مساء الثلاثاء هي الأولى بعد أنباء تحدثت عن مقتله في غارة جوية، الولايات المتحدة والسعودية بصناعة اسم جديد لتنظيم «القاعدة» هو «المقاومة» لقلب الأمور وقلب الحقائق.
وتساءل عن المستفيد مما يجري قائلا: «من غير القاعدة يستفيد من قصف المدن وإخلائها، فهم يقولون سلم ما بقي من سلاح الجيش وإمكاناته» سعياً لتسليمها إلى القاعدة.
إلى ذلك قال شاهد عيان: إن مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن أعدموا سعوديين أمام حشد كبير من السكان اتهما بالتجسس لصالح الولايات المتحدة أمس بعد يوم من إعلان التنظيم مقتل زعيمه في هجوم يشتبه أن طائرة أميركية من دون طيار شنته.
(الميادين – روسيا اليوم – رويترز – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن