سورية

اعتبر أن أميركا لا تريد القضاء على داعش في الرقة … أبو القاسم: الرقة لن يحررها إلا السوريون

اعتبر أمين حزب التضامن المرخص محمد أبو القاسم، أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد القضاء على تنظيم داعش في الرقة، لأن القضاء على التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في سورية يعني انتهاء تدخلها في الشؤون السورية عبر أدواتها بحجة مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن تحرير الرقة لن يتم إلا على أيدي السوريين.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أبو القاسم في تعليقه على إعلان «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) الأحد الماضي عن إطلاق معركة تحرير الرقة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده أميركا: «يأتي دعم هذه العملية كتعويض من «التحالف الدولي» لـ»قوات سورية الديمقراطية» بعد أوامر من واشنطن بضرورة توقف زحف (قسد) باتجاه مدينة الباب في شمال حلب ومن ثم عفرين كما كان مخططاً لهم وانسحابهم المرتقب من منبج باتجاه الرقة وذلك بعد التدخل التركي ودخول قوات تركية لعمق الأراضي السورية ما يعني أننا سنشهد حلقة جديدة من حلقات التدخل الغربي في سورية التي أصبحت للأسف حقلاً لتجارب الدول الغربية من درعا جنوباً إلى الحسكة شمالاً وحلب غرباً».
وجاء الموقف التركي من عملية الرقة، التي جرى استبعاد تركيا منها بشكل نهائي، هادئاً، حيث طالبت أنقرة واشنطن بضمان ضد عملية التغيير الديمغرافي في المدينة، وجددت الطلب إلى حليفتها في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج بريف حلب الشمالي، وأكدت أن هذا الطلب هو «أولويتها» في سورية، معدلةً بذلك سلم أولوياتها، والذي كانت مدينة الباب تحتل رأسه.
ورأى أبو القاسم أن هناك «على ما يبدو اتفاقاً ما تحت الطاولة بين تلك الدول (الغربية) يعطي الحق لتركيا بالتوغل داخل الأراضي السورية بعمق محدد مقابل عدم تدخلها بعملية الرقة»، مشيراً إلى أن تلك الدول أعطت الحق بالسيطرة على مدينة الباب تعويضاً عن مشاركتها في معركة الرقة.
وبعد اجتماعها الأسبوعي الإثنين، لم تعلن الحكومة التركية عن رفض صريح لعملية الرقة التي أطلقتها واشنطن وحلفاؤها في «قوات سورية الديمقراطية»، وإن أبدت تحفظات قوية حيال سيطرة عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية على المدينة. واكتفت أنقرة بحض واشنطن على ضمان أن الهجوم الجاري حالياً ضد الرقة لن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في هذه المدينة.
جاء موقف الحكومة التركية بعد زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي جوزيف دانفورد للعاصمة التركية أنقرة الأحد. وبالترافق مع هذه الزيارة طمأنت الولايات المتحدة تركيا إلى أن القوات المقتحمة لمدينة الرقة ستكون عربية على أن تكتفي «حماية الشعب» بمحاصرة داعش داخل المدينة وعزلها عن ريفها.
وإن كان يعتقد أن أميركا جادة في محاربة داعش وتريد القضاء عليه في الرقة قال أبو القاسم «لا أعتقد أن تدخلهم سينهي إرهاب داعش لأن وجود داعش مرتبط بوجود تلك الدول على كامل جغرافية الأرض السورية».
وأضاف: «بالتأكيد ( أميركا) ليست جادة لأن انتهاء داعش يعني انتهاء أدوات تلك الدول وعلى رأسها أميركا في التدخل بشؤون سورية بحجة مكافحة الإرهاب، ولذلك لن تقضي أميركا على داعش في الرقة».
وأوضح أبو القاسم فيما يتعلق باعتماد أميركا على «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، إن «الأكراد هم من يحاولون إيجاد منصة داعمة لهم لذلك عرضوا مشروعهم على أميركا وأميركا رغم تحالفها مع تركيا والتي هي جزء من حلف شمال الأطلسي استطاعت استخدام الأكراد كرأس حربة ودعمتهم وذلك للضغط على تركيا عند اللزوم».
وشدد رئيس حزب التضامن على أنه «لن يحرر الرقة السورية إلا السوريون بأنفسهم من خلال سحب الحاضنة الشعبية لداعش والتي أصبحت تريد الخلاص منهم، عندها ستعود الرقة كما كانت مدينة الرشيد وعروس الفرات مع شقيقتها دير الزور».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن