إنها تُحتضَر!!
| محمد أحمد خبازي
لسنوات خلت، وفي أحلك الظروف خلال الأزمة، كانت سبَّاقة للإنتاج ورفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي، وكانت المواد التي تنتجها مرغوبة وتلقى رواجاً كبيراً ورضا المستهلكين، لجودتها ومواصفاتها العالية ومناسبة أسعارها لمداخيلهم المحدودة، وكانت تشغِّلُ أيادي عاملة كثيرة دائمة وموسمية تعيل أكثر من 700 أسرة وتكفيها شر العوز والفقر.
ولكنها اليوم تُحتَضَرُ لعدم مقدرتها على توفير المواد الأولية اللازمة لعملها وإنتاجها، فتوقف العمل فيها وتعطَّل إنتاجها، وراحت الجهات المعنية والمسؤولة تتفرج عليها، وتكيل المدائح لماضيها الغابر، وتعلن دعمها بالكلام فقط!!
ونعني هنا الشركة العامة لتجفيف البصل والخضار في مدينة سلمية، التي تعد أهم وأقدم شركة في المنطقة العربية، التي تنتج البصل المجفف الذي كان يغزو الأسواق الأوروبية قبل المحلية.
فكلفة إنتاج الكيلو اليوم 4500 ليرة في حين ستبيعه في حال إنتاجه بـ2500 ليرة!! ولم تعد تنتج الفلافل ولا البرغل لارتفاع الكلفة أيضاً، فقد رفض مزارعو القمح تسليم محاصيلهم إليها بـ100 ليرة للكيلو لعدم جدوى ذلك اقتصادياً بالنسبة إليهم، فهم يبيعونه للتجار بـ150 ليرة!! وغير مسموح لها الشراء منهم بالسعر الرائج بسبب الروتين القاتل والحاجة إلى قرار اللجنة الاقتصادية، رغم امتلاكها المال اللازم الذي يكفيها ويزيد، ويضمن لها استمرارية العمل والإنتاج عدة مواسم!!
لذلك تصفر فيها الريح اليوم وهي التي كانت حتى الأمس القريب عنواناً للقطاع العام الرائد بإنتاجه وتحقيق ريعية عالية.
وللأسف، كل الجهات المسؤولة في محافظة حماة والعاصمة تعرف واقعها المرير، لكنها تنأى بنفسها عن النهوض به ومعالجة مشكلاته البسيطة، وكأنها تنتظر نهايتها المحتومة لتهيل عليها التراب!!
باختصار شديد، حياة هذه الشركة بيد الحكومة.