سورية

قيادي في «الأحرار» يدعو المسلحين إلى الذوبان في مشروع شعبي إسلامي عام

| الوطن- وكالات

دعا قيادي في ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس جميع الميليشيات المسلحة الأخرى إلى الذوبان في «مشروع شعبي إسلامي عام»، وحذر من عواقب السلوك الفاشل للميليشيات المسلحة على ما سماه «الثورة».
وفشلت جهود قادها ما يسمى «تجمع علماء أهل الشام»، وبعض «الجهاديين» الأجانب وعلى رأسهم السعودي عبد اللـه المحسيني في توحيد الميليشيات المسلحة، بسبب الحذر بين «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وميليشيات «الجيش الحر» التي سبق لها أن اكتوت بنار الحرب مع «النصرة».
وينتقد العديد من الأصوات داخل الميليشيات المسلحة وبالأخص السلفية منها، أداء الميليشيات، إلا أن الجديد في تصريحات عضو مجلس شورى «الأحرار» أبو عزام الأنصاري أنه لم يوفر حركته من الانتقاد، معتبراً أن المسلحين صادروا إرادة الشعب في المناطق التي يسيطرون عليها. وكتب الأنصاري في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: إن «مستقبل الثورة مرهون بوحدة القرار العسكري والسياسي، وعلى الفصائل في آخر مهمة لها، أن تذوب بمشروع شعبي إسلامي عام، وأن تعيد الثورة إلى شعبها». ومضى متابعاً: «السلطان للأمة» معنى غائب في فكر وسلوك فصائل الثورة السورية، أو أنها اختصرت الأمة بالفصائل، ولا أستثني «أحرار الشام» من هذا الداء العضال، نحن خرجنا لنصرة الدين والدفاع عن هذا الشعب العظيم المظلوم، ولا يجوز لنا بحجة الدفاع عن شعبنا أن نصادر حقه بحكم نفسه بنفسه». وشدد على حق الشعب في «إدارة المناطق المحررة بنفسه»، معتبراً أن دور الميليشيات المسلحة يكمن في «ضمان تولي أهل القوة والأمانة لمسؤولياتهم، سواء كانوا من داخل الفصائل أم خارجها».
وإذ كرر الأنصاري مقولات السلفية «الرافضة» للديمقراطية، باعتبارها «مكروهة ومذمومة لتعارضها مع مبدأ سيادة الشريعة»، شدد على ضرورة تطبيق مبدأي «السيادة للشرع والسلطان للأمة». وحذّر من استمرار بعض «الفصائل بسلوكها الفاشل في قيادة الثورة»، وقال: «كذب من يقول إن سقفنا وهدفنا تطبيق دستور 1950، ولكن هذا الدستور سيكون حلماً للسوريين إن استمرت بعض الفصائل بسلوكها الفاشل في قيادة الثورة».
وفي إشارة مبطنة إلى مفتي «جيش الفتح» الجهادي السعودي عبد اللـه المحسيني، حذّر الأنصاري من أخذ الفتاوى ممن سماهم «مشايخ الضرورة». وقال: «يجب ألا نغتر بمشايخ الضرورة الذين أفرزتهم الساحة الجهادية في سورية، مشايخ «الضرورة» نستفيد منهم في المسائل اليسيرة والمشهورة، أما النوازل الكبرى فنطلب لها الفحول من العلماء من أهل الشام وغيرهم». لكنه أشار إلى ما سماه «فضل» بعض مشايخ الضرورة «الذين حملوا السلاح وقاموا بواجب الدعوة والبلاغ ووقفوا سداً أمام الغلو والتفريط، فأدوا ما عليهم حين قصّر غيرهم».
وتعهد بالمضي قدماً على طريق «الجهاد» الذي سيستمر بـ«أشكال مختلفة، ومراحل متعاقبة.. حتى ترتقي الأمة في معارج الوعي، وصولاً إلى التمكين»، وأكد أن هذا الطريق لا بد أن يشهد «انتكاسات وتراجعات» قبل الوصول إلى الهدف المطلوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن