سورية

تواصل سقوط القذائف على أحياء دمشق … الجيش يئد «لهيب الحرمون» بعد ساعات من ولادتها.. ويسقط 14 طائرة مسيرة بدرعا

| الوطن – وكالات

شنت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة هجوماً عنيفاً صباح أمس بريف القنيطرة تحت مسمى معركة «لهيب الحرمون» لفك الحصار عن زملائهم في غوطة دمشق الغربية الذي يفرضه الجيش العربي السوري لكن المعركة لم تستمر إلا ساعات حتى أحبطها الجيش، في يوم شهد استمرار سقوط القذائف الإرهابية على أحياء دمشق ومدنييها، بموازاة تمكن الجيش من إسقاط 14 طائرة مسيرة للمجموعات المسلحة في درعا.
وأمس أعلنت ميليشيات مسلحة بدء معركة أطلقت عليها اسم «لهيب الحرمون»، وذلك بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على بلدات غوطة دمشق الغربية، حيث بدأت تلك المعركة وفق مواقع معارضة «بقصف وتمهيد مدفعي وصاروخي كثيف، استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، قصفت من خلالها عدة نقاط ومواقع لقوات الجيش، ثم شنت هجوماً على ثلاثة محاور.
وأوضحت المواقع أن «المحور الأول الذي تقدمت في المعارضة من ناحية بلدة المقروصة في بيت جن، بهدف السيطرة على تل سيوف الإستراتيجي، والمحور الثاني الطريق الترابي الواقع شرق بلدة حضر، لقطع طريق إمداد حضر من مدينة خان أرنبة، والثالث هو محور التلول الحمر، بهدف تشتيت قوات النظام»، ما أسفر عن خسائر بشرية لدى لطرفين، دون تحقيق أي نتائج تذكر حتى اللحظة باعتراف نشطاء معارضين على موقع «فيسبوك».
ومن أبرز التنظيمات الإرهابية المشاركة بهذه المعركة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية»، و«حركة شهداء الإسلام» وميليشيات أخرى. يُشار إلى أن الجيش تمكن مؤخراً من إطباق الحصار على الميليشيات المتمركزة في بلدة خان الشيح.
من جانبهم أكد نشطاء على «فيسبوك» أن الميليشيات المسلحة استهدفت قرية حرفا بريف دمشق ومنازل المدنيين بالقذائف الصاروخية، بموازاة هجوم عنيف شنه مسلحون مدعومون من كيان الاحتلال الإسرائيلي على بلدة حضر بقطاع القنيطرة الشمالي وقصف مكثف على بلدة بيت جن.
وبعد ساعات من انطلاق المعركة أشارت صفحات النشطاء إلى مقتل «أبو لقمان (دبابات) وأبو جواد (جباثا) وهما من قياديي أحرار الشام الميدانيين بالإضافة لعشرات القتلى الذين لم يعلن تجمع بيت جن عن مقتل أي منهم حتى الآن فيما تم سحب 9 جثث حتى اللحظة من أرض المعركة للإرهابيين»، مؤكدين أن «حلم التلاقي انتهى وما سموها معركة لهيب الحرمون لم تستمر ساعات حتى انتهت، وانتصر أبطال حضر والجيش السوري مكبدين العدو الجبان خسائر كبيرة، وعمد الإرهابيون إلى فتح محور وهمي (المقروصة) للضرب باتجاه البطمة والكتيبة والطريق الترابي».
من جهتها ذكرت وكالة «سانا»، أن إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المنتشرين في التلول الحمر أطلقوا صباح أمس رصاص الرشاشات الثقيلة والقنص باتجاه منازل المواطنين في قرية حضر بالريف الشمالي ما أسفر عن «استشهاد شخص وإصابة آخر بجروح وإلحاق أضرار مادية بمنازل أهالي القرية».
وأوضحت «سانا» أن «المجموعات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات ريف القنيطرة تتلقى الدعم اللوجستي والاستخباري من كيان العدو الإسرائيلي وتعتدي على الأهالي في القرى الآمنة بالقذائف المتنوعة».
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فأكد أن الطائرات الحربية أغارت على مواقع مسلحين في محيط خان الشيح بالغوطة الغربية، في حين تدور اشتباكات عنيفة في محور البويضية بالغوطة الغربية، بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها من جانب، و«فتح الشام» و«الفصائل المقاتلة والإسلامية» من جهة ثانية.
وبموازاة ذلك، شنت طائرات حربية غارات مماثلة على مواقع المسلحين في غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع هدوء نسبي على جبهات القتال في الغوطة لاسيما جبهات الريحان والنشابية وبيت نايم، وفق مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن».
وبالعودة إلى المرصد فقد ذكر أن طائرات حربية قصفت نقاط تمركز المسلحين في مناطق في بلدتي سقبا والميدعاني وأماكن تمركزهم في منطقة تل فرزات، ما أسفر عن سقوط جرحى. ومن المعلوم أن تلك المناطق تتمركز فيها ميليشيا «جيش الإسلام» و«فتح الشام» بعدما هجرها أهاليها من المدنيين.
في المقابل، واصلت ميليشيات الغوطة إمطار أحياء دمشق السكنية بالقذائف، حيث أكد نشطاء على «فيسبوك» ارتقاء شهيد و3 إصابات بسقوط قذيفة هاون على أطراف العاصمة دمشق في منطقة ضاحية الأسد، في حين ذكرت «سانا» أن الاستهداف كان بقذيفة في محيط البانوراما بمنطقة حرستا، «أطلقها إرهابيو جيش الإسلام»، وفق ما نقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة.
وتتعرض أحياء دمشق منذ ثلاثة أيام لاعتداءات بالقذائف من قبل ميليشيا «جيش الإسلام».
إلى إدلب، حيث أكدت «سانا» نقلاً عن مصادر أهلية في البلدة أمس «أن الإرهابيين المنتشرين في بلدة بنش أطلقوا صباح اليوم نيران قناصاتهم باتجاه الأحياء السكنية في البلدة ما تسبب باستشهاد شخص».
وفي ريف درعا أفاد مصدر عسكري بأن وحدات الجيش وجهت نيران مضاداتها الأرضية على «طائرات مسيرة أطلقتها التنظيمات الإرهابية للرصد واستهداف نقاط ومواقع عسكرية في ريف درعا ما أدى إلى إسقاط 14 طائرة»، لافتاً إلى أن عملية إسقاط الطائرات «تمت بنجاح وسرعة ودقة عالية ولم تسفر عن وقوع أي خسائر في وحدات الجيش».
وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش دمرت صباح أمس «مدفعاً ثقيلاً لإرهابيي جبهة النصرة في محيط معمل اللمبات شمال بلدة أم الميادن» بريف درعا الشرقي. وبموازاة ذلك تمكنت وحدات أخرى من الجيش في منطقة درعا البلد وحي المحطة «في عمليات نوعية من القضاء على العديد من الإرهابيين في محيط مبنى البريد وشمال بناء كتاكيت وغرب جامع بلال الحبشي ودمرت لهم آلية في حي الكرك»، وفق المصدر ذاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن