سورية

مفتي دمشق وريفها لـ«الوطن»: «الجهاد» في الإسلام لحماية البلاد وتحت إشراف الدولة … إندونيسيا: على الدول التي تدعو إلى «الجهاد» الحرص على استقرار سورية

| سامر ضاحي

دعت إندونيسيا الدول التي يصدر عنها دعوات لـ«الجهاد» في سورية إلى «الحرص أكثر على استقرار سورية وتنميتها»، مشددة على أن «الجهاد» بمفهوم القديم هو غير ذلك «الجهاد» الذي يدعو إلى القتال في سورية، على حين أكد مفتي دمشق وريفها محمد عدنان الأفيوني أن ما يجري على سورية الآن «هو حالة من حالات الاستعمار بوسائل أخرى»، مشدداً على «أن «الجهاد» في الإسلام يكون لحماية البلاد من المغتصبين وتحت إشراف الدولة».
وأقيمت في مقر السفارة الإندونيسية بدمشق أمس ورشة عمل بمناسبة عيد الشهداء في إندونيسيا الذي يصادف اليوم، بمشاركة السفير الإندونيسي بدمشق جوكو هاريانتو والسفير الإندونيسي في لبنان أحمد خازن خميدي، والمفتي الأفيوني، ورئيس تنفيذية جمعية «نهضة العلماء» في دمشق أحسين محروس، وطلاب إندونيسييين يدرسون في سورية.
وكان عنوان الورشة «ذكرى عيد الشهداء وذكرى النفير العام؛ إعداد طلبة العلوم الشرعية في منطقة الشرق الأوسط بالدعوة في الدفاع عن الوطن» وأقامتها «جمعية نهضة العلماء» فرع سورية بالتعاون مع سفارة بلادها.
وتحدث خلال الورشة هاريانتو عن الدعوة لـ«الجهاد» من منظور الحكومة الإندونيسية، مؤكداً أهميتها في الحفاظ على الوطن، على حين تحدث خميدي عن «منظور النهضويين لعيد الشهداء»، أما المفتي أفيوني فتحدث حول «الدعوة في إندونيسيا» وآفاق تحدياتها.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال السفير الإندونيسي بدمشق: إن قرار «الجهاد» من منظمة «نهضة العلماء» ساهم في استقلال البلاد عام 1945 وكان يهدف إلى مقاومة الاحتلال والدفاع عن الوطن، مؤكداً أن «الجهاد» بمفهومه القديم هو غير ذلك «الجهاد» الذي يدعو إلى القتال في سورية. وأضاف: «حينها كان «الجهاد» للعدو هو الاحتلال البريطاني وما يسمى حالياً بالتحالف».
وشدد هارايانتو على أن حكومة بلاده تمنع دعاوى «الجهاد» في سورية والمشاركة في الحرب «سواء من رجال الدين أم الشعب ولا نسمح لأي إندونيسي أن يأتي لـ«الجهاد» في سورية».
بدوره، وفي تصريح آخر لـ«الوطن» اعتبر السفير الإندونيسي في لبنان أحمد خميدي، أن «الوضع في سورية بخير». وأضاف: «أنا جئت من لبنان بأمان والحمد لله لا يوجد شيء وخاصة في دمشق»، متمنياً عودة الاستقرار إلى سورية والأمان حتى يستطيع السوريون إعادة إعمار بلدهم من جديد». ورأى أن ذلك «يؤثر في بلدان الجوار وخاصة لبنان لأنه باستقرار سورية تستقر لبنان».
كما دعا خميدي كل الدول التي يصدر منها دعوات لـ«الجهاد» في سورية إلى أن تحرص أكثر على استقرار سورية وتنميتها. من جانبه، قال المفتي الأفيوني لـ«الوطن» رداً على سؤال عن الدعوات لـ«الجهاد» في سورية: إن الشريعة الإسلامية لا تقاس على مقاسات أهواء الناس بل هي واضحة وعندما نتكلم عن الجهاد نتكلم عن فقه له أسس وله ضوابط وقوانين»، مؤكداً أن «الجهاد» في الإسلام يكون لحماية البلاد من المغتصبين وتحت إشراف الدولة التي تقوم بالإشراف عليه، وليس مجرد أن كل إنسان يريد تخريب البلاد والعباد يسمي نفسه مجاهداً».
وأضاف: «اليوم نحن أمام تاريخ عظيم قامت به الدول لتحرير أرضها ويجب ألا نسمح للآخرين بأن يستعبدوا أرضنا وأن يقسموا أرضنا وأن ينتهكوا حرمة البلاد ويشردوا الناس»، معتبراً أن «ما يجري على سورية الآن هو حالة من حالات الاستعمار بوسائل أخرى وعلى أهل البلد أن يقاوموا هذا إذا أرادوا أن يعيشوا بسلام وأمان وأن يؤمنوا مستقبل أبنائهم».
وتهدف الورشة إلى الاحترام والاعتراف بتضحيات الشهداء تجاه الدين والوطن، ورفع المناعة الذاتية عن الأفكار المتطرفة المهددة للنسيج الوطني، إضافة إلى النقد الذاتي لواقع أساليب الدعوة في البلد لأجل الحفاظ على مبدأ «الإسلام رحمة للعالمين».
وتأسست «جمعية نهضة العلماء» عام 1926 لخلق الوعي بأهمية التحرر من الاحتلال ورد فعل على الحركة الوهابية التي انتشرت في الحجاز وكانت تسعى إلى تخريب وهدم معالم الإسلام وتاريخه، كما هو مبين في أدبيات الحركة التي تعتبر أكبر الجمعيات الإسلامية بإندونيسيا.
وتضم الجمعية أكثر من 60 مليون نسمة حالياً، وهي معروفة دولياً بوسطيتها وتطوير لغة الحوار مع الغير في معالجة القضايا على مستوى الوطن والعالم. وتؤكد أدبيات الجمعية أنها دينية وليست سياسية وافتتحت فرعاً لها في دمشق منذ عام 2001.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن