سورية

زار «الوطن» واعتبرها مصدراً رئيسياً للمعلومات ورأى أنها لعبت «دوراً مهماً» في التصدي للحرب الإعلامية … تشيانجين: نواصل دعم دمشق في حربها ضد الإرهاب

أقر السفير الصيني في دمشق تشي تشيانجين بوجود «صعوبات» تعترض استئناف مسيرة مفاوضات السلام السورية، لكنه اعتبرها «مؤقتة»، مشدداً على أن بلاده «ستستمر في لعب دور إيجابي لإيجاد حلول سياسية للقضية السورية»، وأنها ستواصل دعم دمشق في «مكافحة الإرهاب وأنها ستتعاون مع الحكومة السورية ضد الإرهابيين وخاصة الوافدين من الصين».
وأشاد تشيانجين خلال زيارة له أمس إلى مقر «الوطن» بالصحيفة، ووصفها بأنها «مصدر رئيسي للمعلومات»، واعتبر أنها لعبت «دوراً مهماً» في التصدي للحرب الإعلامية التي تشن ضد سورية بموازة الحرب الإرهابية منذ نحو ست سنوات.
وفي تصريح له بعد الجولة، عبر تشيانجين عن «سعادته بزيارة «الوطن» وعن تهانيه لها بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقتها»، وقال: «منذ وقت طويل جريدة «الوطن» احتلت مكانة مهمة في المجتمع السوري خاصة في سنوات الأزمة». وأضاف: «أعرف أن هناك حربين (تشنان ضد سورية) حرب عسكرية وحرب إعلامية، وخلال الحرب الإعلامية لعبت جريدة «الوطن» دوراً مهماً في حماية الحقوق الشرعية لسورية، وكذلك في التعريف بحقائق ووقائع ما حدث وما يحدث فيها».
وأكد السفير الصيني، أن صحيفة «الوطن»، تشكل «مورداً رئيسياً للحصول على المعلومات»، وقال: «أقرأ بشكل يومي الصحيفة، لكي أعرف أكثر الموقف السوري وموقف الحكومة السورية، وكيف يفكر الشعب السوري تجاه قضايا مختلفة، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ونستفيد كثيراً من جريدتكم».
وتقبل الرئيس بشار الأسد، في 25 آب الماضي، أوراق اعتماد تشيانجين سفيراً لجمهورية الصين لدى سورية.
وحول تقييمه للواقع في دمشق منذ وجوده فيها، مقارنة بما تبثه وسائل إعلام غربية، قال السفير تشيانجين: «طبعاً أعرف التاريخ الطويل للشعب السوري الصديق، وحضارة سورية العريقة، ولكن عند وصولي إلى دمشق وجدت أن الكثير من الأشياء خارج التوقعات، فعلى سبيل المثال، الحياة اليومية عادية، وكل الناس مرتاحين».
وأضاف: «لكن في الحقيقة نعرف أن الدولة السورية في وضع حرب، ولذلك تركز الحكومة والشعب السوري على الصمود مع قيادة الرئيس بشار الأسد لمكافحة الإرهاب والتصدي لكل التحديات في الوقت الحالي».
ورداً على سؤال حول قراءته لمسار الأزمة في سورية، خصوصاً بعد أن عينت الصين شيه شياو يان مبعوثاً خاصاً لها إلى سورية، أوضح السفير الصيني، أن بلاده منذ بداية الأزمة السورية لعبت «دوراً إيجابياً في القضية السورية، ونحن دائماً نتمسك بمبدأ حماية الشعب السوري وحماية واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، لافتاً إلى أن الصين تعارض التدخل غير الشرعي بالوسائل العسكرية في سورية، وتتمسك وتدعو كل الأطراف إلى حل الأزمة بالوسائل السياسية والمفاوضات السياسية.
وبعد أن رأى السفير الصيني، أن «هناك صعوبات بالنسبة لمسيرة مفاوضات السلام»، اعتبر أن هذه الصعوبات «مؤقتة»، وأشار إلى أن المبعوث الصيني الخاص إلى سورية زار قبل أسبوعين بعض الدول الأوروبية والاتحاد الروسي وعبر عن الموقف الصيني خاصة تجاه القضية السورية.
وقال: «ندعو إلى إعادة إطلاق مسيرة السلام ومسيرة المفاوضات في الداخل السوري وفي خارج سورية»، مؤكداً أن بلاده «ستستمر في لعب دور إيجابي لإيجاد حلول سياسية للقضية السورية».
وإذ أعرب السفير الصيني عن إدانة بلاده لـ«الإرهاب»، واعتبر أن هذا الإرهاب «لا يشكل تهديداً للشعب السوري فقط وإنما للعالم اجمع»، أكد «تأييد الصين لمكافحة الإرهاب في سورية وأنها ستتعاون مع الحكومة السورية ضد الإرهابيين وخاصة الإرهابيين الوافدين من الصين».
وإن كان لديه تقديرات حول عدد «الإيغور» الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية، أوضح أن تقديرات العدد «ليست دقيقة»، وقال: «مئات.. آلاف.. ولكن هذا عدد كبير بالنسبة للأمن السوري والأمن الصيني»، وكرر التأكيد بأن بلاده «سوف تتعاون مع الحكومة السورية ضد الإرهابيين وخاصة الإرهابيين الصينيين».
وحول شكل هذا التعاون، وإن كان يمكن أن يكون من خلال الطلب من الحكومة السورية بالتعاون العملي على الأرض كما هو واقع الحال مع روسيا، قال السفير تشيانجين: «بالنسبة للتعاون بين الدولتين بمكافحة الإرهاب، خلال الأزمة تعاونت الحكومة الصينية، ولكن مبدأنا وسياستنا (تقوم على أنه) لا تدخل في الشؤون الداخلية بوسائل عسكرية، وبنفس الوقت نؤيد مكافحة الإرهاب في سورية».
وأعرب السفير الصيني عن أمله في أن «يبذل» الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب «الجهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن