رياضة

حاتم الغايب رئيس الاتحاد الرياضي السوري للشرطة يتحدث لـ«الوطن»: أثق بفريق الكرة وهو بأيد أمينة ونعمل لنصل للاكتفاء الذاتي

كان نادي الشرطة خلال ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم إحدى قلاع الكرة السورية وكان أول ناد سوري يفوز بثنائية الدوري والكأس، وشكّل مع نادي الجيش منافسة تقليدية على زعامة الكرة السورية سنوات طوال، ولكن فجأة تراجع الأداء وانخفض المردود وأفرغ من النجوم، فضاعت هيبة الفريق ولعب أكثر من موسم ضمن أندية الدرجة الثانية ولم يعد طموحاً للاعبين البارزين في بلدنا كما كان.
وخلال سنوات الألفية الثالثة عادت كرة الشرطة إلى الواجهة واستطاعت الفوز بلقب الدوري والمشاركة بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي حتى قيل إن فريق الشرطة استفاد من الأزمة ليسترجع ذكريات التتويج بلقب الدوري والمشاركة الخارجية، ولكن هذه العودة الميمونة سرعان ما خبا بريقها وكأن الفريق استسلم لقدر التفوق الجيشاوي الوحداوي الملحوظ.

العميد حاتم الغايب أبرز لاعبي الشرطة خلال تسعينيات القرن المنصرم وأحد أبرز لاعبي المنتخب في ذاك العقد وأحد فرسان منتخب سورية في كأس العالم للشباب 1991 كان ضيف «الوطن» وتركز الحديث على فريق الكرة الذي خرج صفر اليدين من بطولة كأس التحدي التنشيطية رغم نيله أربع نقاط من مواجهتيه مع الجيش بطل الدوري، وإليكم أبرز ما قاله في الحوار التالي بعد مباركته لصحيفة «الوطن» وكل العاملين فيها بمناسبة إطفاء النجمة العاشرة على انطلاقتها معتبراً إياها مرآة صادقة وناقلاً أميناً للخبر:

واقع كرة القدم
كرة القدم هي النافذة الأولى في التقييم، فأين نادي الشرطة؟ وما مدى منافسته للجيش والوحدة على الألقاب؟
نحرص على فريق الكرة ونحاول جاهدين منافسة الجيش والوحدة المحتكرين للألقاب خلال المواسم الأربعة الأخيرة، وحقيقة مازلت متألماً لضياع اللقبين في الموسم قبل الماضي في المتر الأخير، وفي الميزان العام المستوى متقارب بيننا وبينهما إضافة لفريق الاتحاد الذي عاد قوياً، لكن مشكلتنا عدم امتلاك منشأة أسوة بأندية الوحدة والمجد وقاسيون وبردى والنضال، فجميعها يمتلك الصالات والفنادق والمسابح والتراسات والاستثمارات، كما أن سقف الرواتب ومقدمات العقود محكومون بها خلافاً لناديي الوحدة والاتحاد مثلاً، فلا نستطيع دفع ما دفعه الاتحاد للتعاقد مع إبراهيم عالمة بـ15 مليوناً كما أشيع، ولذلك نحن مستقرون إدارياً ومالياً، ولكن الصرف تحده حدود القوانين والأنظمة المعمول بها في وزارة الداخلية التي نتبع لها إدارياً ومالياً، ويمتاز نادي الجيش علينا في صيغة العلاقة وإمكانياته في تفريغ اللاعبين وهذه ميزة لم تعد موجودة عندنا للأسف، وسياستنا في التعاقد انتقاء لاعبين بمستوى متقارب وهدفنا بالاتفاق مع المدرب إلى بناء فريق يعتمد على روح الجماعة أكثر من الاعتماد على اللاعب النجم، وإذا كانت التوقعات توحي بأن الجيش والوحدة الأقرب للتتويج مجدداً بالألقاب السورية إلا أننا سنحاول جادين إجهاض هذه التوقعات والظهور بمظهر مختلف عن الدوري الفائت، كما لا أظن أن فريق الاتحاد سيقف مكتوف الأيدي هذا الموسم.

المدرب
الشارع الرياضي يشكك بإمكانيات المدرب محمد شديد فما ردك؟
محمد شديد ابن نادي الشرطة لذلك هو غيور وحريص على النادي وسمعته، وكلنا ثقة به لما يقوم به من جد واجتهاد ومتابعة وكل من يعرفه يشد به وبطريقة عمله، وهذا لمسته من أعضاء اتحاد كرة القدم عندما عمل مع كادر فريق الناشئين سابقاً، وقد تنقصه الخبرة والحنكة في التعامل مع بعض المواقف ولكن ذلك ليس مشكلة ما دمنا نقود السفينة معه، وبتكامل الكادر بوجود محمد شبرق وسامر جبان مساعدين ومحمود العقاد مدرباً للحراس والخبيرين خالد السهو وأحمد هلال إداريين وعزة شقالو معالجاً أعتقد أن سفينة الفريق تسير إلى بر الأمان وواثق من النجاح وقطف الثمار.
وأكرر ما قلته غير مرة وهو أن باب نادي الشرطة مفتوح لكل كوادره السابقين القادرين على العمل.

الدوري التصنيفي وكأس التحدي
ماذا تقول في بطولتي الدوري التصنيفي الرسمية وكأس التحدي التنشيطية؟
كنت من أكثر المساندين لبطولة الدوري التصنيفي لأنها السبيل الوحيد لتقليص عدد الفرق بما يتناسب مع إمكانياتنا، فدورينا لا يتحمّل 20 فريقاً أسوة بالدوريات الأوروبية الكبرى، وإذا كانت النية تقليص عدد الفرق في الموسم المقبل فهذا أكثر فائدة ونتخلص من مباريات كثيرة هامشية ونسترجع ذكريات الزمن الجميل عندما كان عدد الفرق 12 فريقاً ولم تكن هناك مباريات طابقية سهلة كما هذه الأيام، فالهبوط خلال عقد التسعينيات كان يحوم حول الجزيرة والجهاد واليقظة وشرطة حلب والوثبة إضافة للشرطة ومع ذلك كانت أندية مهابة الجانب بأرضها.
وكأس التحدي أراها فرصة مثالية للاحتكاك والاستعداد للدوري، ونحن نظرنا إليها بالتعاون مع الكادر الفني على أنها فرصة لكشف العيوب والنواقص والعمل على تداركها والوصول إلى التشكيل الأمثل، وأعتقد أننا حققنا الغاية المرجوة رغم خروجنا بعد احتلالنا المركز الثالث في مجموعتنا بعد الجيش والاتحاد.

بقية الألعاب
بعيداً عن كرة القدم يعد نادي الشرطة من الأندية المتفوقة تاريخياً بعديد الألعاب فهل تأثرتم في ظل الأزمة؟
لا شك أننا تأثرنا نظراً لصعوبة الوصول إلى مقر النادي بسبب الظروف التي لم تكن مواتية، فكنا نعاني في إيجاد الأمكنة البديلة للتدريب، ومع ذلك مازلنا محافظين على تألقنا في ألعاب كثيرة لدرجة أن 150 لاعباً نالوا التكريم من السيد وزير الداخلية بجميع الألعاب خلال العام الجاري، ففي الجودو نتفوق بجميع الفئات وكذلك في الكاراتيه، وفي الملاكمة نحن الأول فردياً والثاني جماعياً بعد الجيش، وفي الجمباز والمبارزة نحن أبطال الجمهورية، ولعبتا التايكواندو وتنس الطاولة بخير، وكرة يد السيدات على قدم وساق، ونعد مع نادي المحافظة الحاضن الأساسي للرياضة الأنثوية، ونعترف بأننا متراجعون قليلاً في لعبة الريشة الطائرة التي كثيراً ما ارتبطت بنادي الشرطة، كما أن لعبة كرة اليد للرجال ملغاة منذ خمس سنوات وهذا يؤلمنا لأننا أصحاب تاريخ في هذه اللعبة.

علاقات عامة
كيف علاقة نادي الشرطة بالمكتب التنفيذي واتحاد اللعبة والأندية الأخرى؟ وهل هناك علاقات توءمة مع أحد؟
علاقتنا مع السلطة الأعلى اتحاد كرة القدم والمكتب التنفيذي وفرع دمشق جيدة يسودها الود والوئام والاحترام المتبادل وتقدم لنا ملاعب الاتحاد الرياضي وصالاته عند الحاجة، والحال كذلك مع الأندية، مؤمنين بأن الرياضة مجال للتنافس الشريف، وفي هذه الوقفة أشكر زميلي اللواء ياسر شاهين مدير فرع الإعداد البدني والرياضة بالاتحاد العسكري على التسهيلات التي يقدمها لنا، بداية من ملاعب، مروراً بتفريغ بعض اللاعبين لفريق كرة القدم أمثال أيمن حبال وياسر إبراهيم وباسل كلاسي، وتأكيداً للعلاقة المتينة مع الاتحاد العسكري وافقنا على لعب مباراة كأس التحدي أمام الجيش إياباً في الاتحاد الرياضي العسكري.
وأرحب بعلاقات التوءمة مع الأندية الأخرى المبنية على الفائدة المشتركة، وكان لنا هذه التجربة مع نادي الكسوة التي انتهت بإعادة لاعبهم وسيم نداف لاختلاف في تفاصيل العقد.

الاكتفاء الذاتي
ما دمتم نادياً مستقراً فلماذا لا تعملون على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي قدر الممكن؟
نحن بصدد افتتاح مراكز تدريبية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص بهدف تنشيط الفئات العمرية، وفي دمشق عانينا خلال السنوات الخمس الماضية من صعوبة في احتضان المواهب بسبب صعوبة الوصول إلى النادي فكان اتجاه المواهب لأندية الوحدة والمحافظة والجيش التي تعد مقراتها أكثر أماناً بحسب الموقع الجغرافي، ونحن على صعيد فريق الرجال نعاني من حجز الملاعب فما بالك بفرق القواعد؟
لكن وجود منشأة سيكون الحل الأمثل وهذا ما نسعى إليه في الغزلانية، ومع ذلك رفد فريق الشباب الذي يدربه باسم ملاح فريق الرجال بعديد اللاعبين أمثال رائد جاويش وعلاء صطوف ومحمد كواية والطريق ممهد للاعبين آخرين أمثال صهيب الشرعبي ومجد الغايب وحسان عبيدو وبشار النهار.

المنتخب الوطني
كنت لاعباً دولياً لك تجاربك المتميزة، كيف ترى المستوى العام للمنتخب وحظوظه في بقية مشوار التصفيات؟
نمتلك لاعبين جيدين على الصعيد الفردي لكن لا يخفى على أحد سوء التحضير وندرة المباريات الاستعدادية النوعية والمعسكرات التحضيرية كانت تقام على استحياء بغياب معظم اللاعبين المهمين المؤثرين الذين يعتمد عليهم، وحقيقة كان هناك تخبط إداري في تعيين المدرب أيمن حكيم الذي لا أراه من وجهة نظر شخصية الخيار المثالي، وكنت أفضل الاستمرار مع فجر إبراهيم، ولكن ذلك لا ينفي النتائج الجيدة في سجل المدرب مقاطعة مع الظروف والإمكانات.
ولكن هذه النتائج تحققت بفضل اجتهادات شخصية ارتجالية على حساب الأداء الخجول هجومياً المتحفظ كثيراً دفاعياً، ولا ننسى تألق حارس المرمى إبراهيم عالمة، وبصراحة لا أتوقّع التأهل، ومباراة إيران هي الأصعب على طريق الحلم متمنياً للجميع التوفيق في هذه المهمة الشاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن