عزوف عن شراء اللحوم بالسويداء والسبب..!!
| السويداء-عبير صيموعة
أدى ضعف القدرة الشرائية للمواطن إلى إقصاء الكثير من مكونات المائدة اليومية وأولها اللحوم الحمراء حيث يؤكد هذا الواقع تراجع عدد الذبائح في مسلخ السويداء بنسبة 75%، وبعد أن كان متوسط عدد الذبائح في المسلخ يوميا يصل إلى 40 ذبيحة رأس بقر و200 ذبيحة رأس غنم، نجد أنه لم يتجاوز حالياً متوسط عدد الذبائح في اليوم خمسة رؤوس غنم ورأس واحد بقر (عجل).
ويؤكد مدير المسلخ الدكتور عماد السلامة أن القدرة الشرائية للمواطن هي المنظم الأول لإيقاع الذبح والمتحكم الأول بعدد الذبائح، موضحاً أن ارتفاع أسعار رؤوس البقر أدى إلى عزوف القصابين عن شرائها والاتجاه إلى صغارها (العجول) في الذبح، أما الأغنام فقد هبط عدد الذبائح إلى خمسة رؤوس وما دون في اليوم الواحد رغم أن عدد سكان المدينة قد تجاوز الـ200 ألف نسمة بعد أن كان 80 ألف نسمة في سنوات سابقة، مؤكداً أنه وأمام غلاء تكاليف المعيشة تم إقصاء اللحوم الحمراء عن كثير من الموائد الأمر الذي جعل أربعة أو خمسة قصابين يقتسمون ذبيحة واحدة في محلات القصابة وبيع اللحوم رغم قيام مجلس المدينة بتجهيز المسلخ الجديد وفق أفضل التجهيزات، إلا أن انخفاض الطلب أدى إلى انخفاض العرض فضلا عن معاناة القصابين من قلة عدد الحيوانات المعدة للذبح بعد خروج أسواق الماشية في دوما في ريف دمشق من حيز التربية والاستثمار والتي كانت تعتبر المصدر الأساسي لسوق المواشي التي تغذي أسواق السويداء وأمام العرض القليل والطلب الأقل كان تراجع عدد الذبائح في الأسواق.
ويبين السلامة أن أسعار اللحوم المرتفعة حالت دون الطلب عليها بعد أن وصل كيلو لحم البقر إلى 3200 ل. س وكيلو لحم الغنم إلى 3500 ل. س موضحاً التقارب في الأسعار وانخفاض أسعار لحم الأغنام وهذا أدى إلى إغلاق باب التصدير لها.
ويشير صاحب ملحمة المجد أن الموظف الذي كان يشتري بداية الشهر لحوما حمراء بمعدل كيلو إلى ثلاثة كيلوات أصبح يشتري لحوما ما قيمتها 500 ل. س أو ألف ليرة لا أكثر، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة كان السبب الرئيسي وراء عزوف الكثيرين عن الشراء حتى هو نفسه لا يصطحب منها إلى منزله طوال الشهر أكثر من كيلو واحد، على حين سابقا كان متوسط ما يأخذه إلى منزله خمسة كيلوات من اللحم في الشهر، كما يشير أحد القصابين إلى أن ما يعرضه في محل القصابة يحتاج أحياناً إلى ثلاثة أيام أو أربعة حتى يتم تصريفه رغم أنه لا يعرض ذبيحة كاملة الأمر الذي انعكس سلبا حتى على معيشته الخاصة.