سورية

توتر في عفرين واحتدام الصراع على «الباب» و«حماية الشعب» ترد لأول مرة على مصادر نيران تركية

| الوطن – وكالات

احتدم الصراع على مدينة الباب الإستراتيجية في ريف حلب الشمالي، ما بين الجيش السوري، «قوات سورية الديمقراطية» بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، والميليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية، وسط تأكيدات أنقرة بعودة نشاط قواتها الجوية في ريف حلب الشمالي عقب ثلاثة أسابيع من التوقف.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أن طائرات سلاح الجو التركي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، استأنفت عملياتها في شمالي سورية منذ ليل أمس الأول. وقالت الصحيفة: إن استئناف الطيران التركي غاراته جاء في أعقاب اتفاق روسي تركي تمت بلورته خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الأركان التركي خلوصي أكار مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف مطلع الشهر الجاري في العاصمة الروسية أنقرة.
وبحسب الصحيفة فقد أكد آكار لنظيره الروسي أن عملية الباب لن تتمدد إلى مشارف حلب، وستقف عند حدود السيطرة على المدينة وما يحيط بها من بلدات.
وأوضحت «حرييت» أن تركيا أوقفت عمليات طائراتها الحربية داخل الأراضي السورية، بعد تحذير أطلقه الجيش السوري أواخر الشهر الماضي، على كل المقاتلات التي تخرق المجال الجوي السوري. ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي أن الأميركيين كانت لديهم «مخاوف بشأن استثارة النظام السوري أو روسيا. ولكننا نأمل منهم أن يقدموا الدعم الجوي المطلوب لعملية الباب». والأسبوع الماضي، التقى أكار نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، حيث وضع الأول الأخير في صورة محادثته مع رئيس الأركان الروسي.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية أن الطائرات التركية شنت أمس الأول ضربات جوية على مواقع داعش في ريف حلب الشمالي. وأضافت الأركان في بيان لها نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن الغارات تركزت على أهداف التنظيم جنوب قرية سلوى، وأسفرت عن مقتل 18 مسلحاً منه. وأشار البيان إلى أن «المقاتلات التركية، دمّرت 73 هدفًا لداعش وهدفين اثنين لتنظيم (وحدات حماية الشعب) خلال عمليات أمس في سورية»، لافتاً إلى أن طائرات تركية من دون طيار تجري عمليات كشف واستطلاع من دون انقطاع على الحدود مع سورية.
كما ذكر أن مقاتلات التحالف الدولي شنت 6 غارات جوية على مناطق في سلوى وشويحة شدار.
اللافت أن الأتراك عادوا إلى استهداف القرى في منطقة عفرين، الذي أدى سابقاً إلى توتر كبير سواء بين تركيا والولايات المتحدة أو بينها وبين روسيا وإيران وسورية. ولأول مرة تقوم «وحدات حماية الشعب» الكردية بالرد على مصادر النيران التركية ما دفع الجيش التركي إلى وقف القصف.
واستشهدت مواطنة وجرح ثمانية أخرون جراء قصف تركي على مدار يومي الخميس والجمعة، استهدف القرى الحدودية (المروانية – سنارة – هيكجة – انقله – سوكيه)، في ناحية شية التابعة لمنطقة عفرين، التي أقام فيها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إحدى إدارتها الذاتية.
وبحسب مصادر في الإدارة الذاتية لعفرين، فقد توقف القصف التركي مساء الجمعة ولم يتجدد حتى الآن، وذلك بعد أن ردت وحدات حماية الشعب على مصادر النيران لأول مرة في المنطقة المقابلة لقرية المروانية. وعلى إثر رد «الوحدات» سحب الأتراك قواتهم إلى الخلف، وتوقفوا عن القصف.
وبشأن معركة الباب، أشار محللون إلى أن البوارج الروسية التي رست مؤخراً قبالة السواحل السورية أطلقت عدداً من صواريخ كاليبر على أهداف في محيط مدينة الباب، وذلك دعماً لقوات الجيش السوري، واعتبروا أن الاستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في هذه المدينة «قد اكتملت».
ونتيجة الدعم التركي الكبير سيطرت ميليشيات «الجيش الحر» المنضوية تحت لواء «درع الفرات» على ثماني قرى شمال شرق مدينة الباب.
وأكدت «غرفة عمليات حوار كلس» أن الميليشيات سيطرت على قرى (حجي كوسا -العون – حليصة – بصلجة – أقداش – الشعيب)»، عقب معارك «عنيفة» مع تنظيم داعش من دون ذكر معلومات عن خسائر في صفوف الطرفين. وأوضحت غرفة العلميات في بيان لها أمس، أن الميليشيات سيطرت أمس الأول على قرية تليلة بعد اشتباكات مع التنظيم، وذلك بالترافق مع التصدي لمحاولة عناصره استعادة بلدتي بتاجك وشويحة.
وفي المقابل، انتزعت وحدات حماية الشعب السيطرة من يد تنظيم داعش على قرى (قرط صغير – قرط كبير – الشيخ ناصر) التابعة لناحية العريمة الواقعة شرقي الباب.
وتفصل منطقة العريمة ما بين مدينتي منبج والباب، وهو ما من شأنه أن يزيد من تعقيد الجهود التركية للوصول إلى الباب، ولاحقاً التوجه منها إلى منبج لطرد وحدات حماية الشعب منها.
وعن عملية «غضب الفرات» التي أطلقتها «قوات سورية الديمقراطية» لعزل تنظيم داعش عن مدنية الرقة ولاحقاً تحريرها منه، فقد أكد المتحدث باسم «الديمقراطية» طلال سلو أن تقدم القوات باتجاه المدينة ما زال مستمراً على محوري بلدتي عين عيسى والسلوك»، نافياً أن يكون «البطء في التقدم له علاقة بنتائج الانتخابات الأميركية».
وأرجع سلو بطء التقدم إلى المقاومة التي يبديها داعش في بعض المناطق، على حين يكون التقدم أسرع في المناطق التي لا تكون هناك مقاومة من جانبه. وأضاف: «سبق أن أشرنا إلى أن الحملة ستطول، ذلك أن الرقة هي عاصمة التنظيم وسوف يدافع عنها، لأنه مع خسارتها سوف ينتهي بشكل كامل، لذا فتقدمنا يتم بشكل طبيعي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن