سورية

الجبهة حاولت التملص.. وموسكو: نرحب به إذا كان «فعلياً» … واشنطن تدرج «فتح الشام» على لائحة الإرهاب الدولي

| وكالات

أدرجت واشنطن تنظيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) على لائحة التنظيمات الإرهابية مؤكدة أنها تنوي استهداف قادة التنظيم في سورية وفرض عقوبات على أربعة من قيادييه، لكن موسكو أجلت الترحيب بالقرار إلى التأكد من أنه «فعلي» على حين حاول المتحدث باسم التنظيم حسام الشافعي التملص من صفة «الإرهاب» عن التنظيم زاعماً أن الهدف من القرار الأميركي هو كسر القوة العسكرية للجبهة. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في عددها الصادر يوم الخميس، أن الرئيس باراك أوباما أمر وزارة الدفاع (البنتاغون) بتحديد أماكن قادة «فتح الشام» في سورية واستهدافهم.
وعلق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، على ما ذكرته الصحيفة حول قرار البيت الأبيض إرسال المزيد من طائرات دون طيار إلى شمال غرب سورية للقضاء على قادة تنظيم «جبهة فتح الشام» بالقول: «إنه من الصعب التعليق على تقارير الصحيفة التي أوردت في بعض الأوقات أنباء عارية عن الصحة»، وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف ريابكوف: «إذا كان الحديث يجري بالفعل عن مثل هذا القرار، فإنه يمكن الترحيب به فقط، إلا أن قاعدة السياسة الخارجية والدبلوماسية تتمثل في الرد على البيانات الرسمية، ولم نر أي شيء من هذا القبيل حتى الآن».
وقال الشافعي في تصريح نقلته قناة «أورينت» الفضائية المعارضة أمس: إن «القرارات الأميركية الجديدة تأتي ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الثورة السورية، وقبل أن تفرض عقوبات على أشخاص معينين داخل فتح الشام، فقد فرضت ما هو أقسى وأشد على ثورة الشام، وحالت دون نجاحها، بل ساهمت إلى حد كبير في دعم الحكومة السورية، وإفساح المجال للروس والإيرانيين بالتدخل وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية»، على حد زعمه.
بدوره علق الشافعي بالقول: «علينا أن ننظر إلى ما هو أبعد من هذا التوجيه، فقد اختارت أميركا رئيسها ووجهها الحقيقي، الرئيس دونالد ترامب، صاحب اللسان السليط والتصريحات العنصرية الهمجية، فهو يستهدف جميع المسلمين ولا يخفي حرصه على بقاء الرئيس (بشار) الأسد وثناءه عليه في محاربة الإرهاب»، زاعماً بأن الجبهة «تقاتل وتواجه مشروع أميركا في المنطقة بإبقاء الرئيس الأسد وتسليم المنطقة لإيران».
وادعى الشافعي، أن واشنطن اتخذت قراراً في السابق بمحاربة الشعب السوري، وتقويض ما سماها «ثورته»، وكل من يقف بوجه ذلك سيصنف ويعاقب، معتبراً أن ما سماها «الثورة السورية» سُلب منها العديد من مقومات نجاحها ومكامن قوتها، كالإرادة الحرة والقرار المستقل في بعض الملفات، إلا أنها ما زالت تحتفظ بقوتها العسكرية وقادرة على إحداث تغيير في الميدان يصاحبه تغيير في السياسات والمواقف، زاعماً أن خير مثال على ذلك هو فك الحصار عن حلب في المرة الأولى، وهذه القوة تشكل «فتح الشام» جزءاً كبيراً منها إلى جانب إخوانها من الفصائل الأخرى.
وقال: «إن القوة العسكرية التي تملكها فتح الشام يحاول أعداؤنا كسرها وإبعادها عن المعادلة بالهدنة تارة وبالاستهداف تارة وبالعزل عن باقي الفصائل تارة»، معتبراً أن دعوة المبعوث الأممي إلى سورية «ستيفان دي ميستورا لإخراج التنظيم من مدينة حلب حتى يسهل عليهم تمكين قوات الجيش العربي السوري وحلفائه وإتمام العملية العسكرية هناك.
وعن ارتباط «فتح الشام» بتنظيم «القاعدة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، قال الشافعي: «إن جبهة فتح الشام صرحت علناً أنها لا تنتمي لأي جهة خارجية ومشروعها الرئيسي الذي تتبناه هو مشروع الشعب السوري بإسقاط النظام ونصرة أهل الشام، تنزوي أمام هذه الأهداف كافة الرؤى والنظريات الأخرى، وأي خطر أو مشروع يجلب الضرر على أهل الشام فنحن سنكون أبعد الناس عنه».
يشار أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في بيان لها الخميس، أنها لن ترفع اسم تنظيم «جبهة فتح الشام» من قائمة «المنظمات الإرهابية» لأن مبادئها مشابهة لتلك التي لدى تنظيم «القاعدة»، معتبرة أنهما وجهان لعملة واحدة.
وقال البيان: إنه «على الرغم من محاولات التفريق بينها (فتح الشام) وجبهة النصرة عن طريق إنتاج شعار وراية جديدين، إلا أن مبادئ الأولى ظلت مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، والجماعة ما زالت مستمرة في تنفيذ الأعمال الإرهابية تحت الاسم الجديد».
وأكد البيان أن اسم الجماعة مهما تغير «فسيظل تابعاً للقاعدة في سورية».
كما وضعت وزارة الخزانة الأميركية أربعة من قادة «فتح الشام» على قائمة عقوباتها، حيث شملت القائمة عبد اللـه محمد بن سليمان المحيسني، وجمال حسين زينية وعبدول الجشاري وأشرف أحمد فاري العلاق.
وبوضع جبهة «فتح الشام» و4 من قادتها في قائمة الإرهاب، يصبح ممنوعاً على أي مواطن أو مؤسسة أميركية الاتصال بهؤلاء الأشخاص وتنظيمهم وتقديم المساعدة لهم أو إجراء أي تبادل مالي معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن