رياضة

إنذار شديد اللهجة

| خالد عرنوس

لفتت قمة التصفيات في أميركا اللاتينية المؤهلة للمونديال بين البرازيل والأرجنتين الأنظار فهي سوبر كلاسيكو المنتخبات العالمية حسب التسمية المفضلة بين عشاق التانغو والسامبا وهي مواجهة بين عدد من النجوم الذين تعودوا المنافسة في الدوريات الأوروبية وكذلك بين الزملاء كما في حالة نجمي النجوم في البرازيل والأرجنتين والمقصود بالطبع نجما برشلونة الإسباني ميسي ونيمار، والأهم في خضم هذه المواجهات المنافسة بين المنتخبين على إحدى بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم عن القسم الجنوبي للقارة الأميركية وجاء توقيت المباراة مزعجاً خاصة لأبناء الألبيسيليستي الذي يعيش أياماً صعبة باحتلاله المركز السادس على جدول الترتيب، أي إن خسارة جديدة قد تزيد الوضع تعقيداً لأولاد المدرب باوزا، وهنا مفصل مهم فالمدربان (باوزا وتيتي) جديدان على الساحة الدولية ودخلا مباراة بيلوهيروزينتي بوجهين مخالفين فالأول لم يسجل الفريق بعهده سوى فوز يتيم في 4 مباريات في حين الثاني حصد 12 نقطة كاملة في التصفيات مما وضعه في سدة الترتيب.. أيضاً ملعب مينيراو في بيلوهيروزينتي (أي الأفق الجميل) ألقى بظلاله على معسكر السامبا الذي تكبد هناك أشهراً وأقسى خسارة له في تاريخ المونديال ما جعل البرازيليين يضعون أيديهم على قلوبهم خشية مفاجأة أرجنتينية.
طوال الشوط الأول وخاصة حتى الهدف البرازيلي الأول لم يكن منتخب التانغو صيداً سهلاً فسارت الأمور سجالاً، حتى جاء الهدف الثاني الذي أصاب ميسي ورفاقه بمقتل وهو ما ظهر في الشوط الثاني الذي عزف خلاله نيمار وزملاؤه لحناً رائعاً أعاد كل عشاق الكرة البرازيلية إلى الأيام الخوالي يوم كان السيليساو يرقص مع الكرة فيمتع ويستمتع ويفوز لينتهي الكابوس الأرجنتيني بثلاثية نظيفة لم يخفف من وطأتها سوى تعادل كولومبيا وتشيلي وخسارة البارغواي والإكوادور فبقيت آمال باوزا وفريقه قائمة.. لقد تفوق نيمار وبسط بمراوغاته وتمريراته وهدفه هيمنته على رفيقه ميسي الذي لم يكن ليصفق وحده فبدا منتخبه كأنه ظل لوصيف بطل العالم، على حين راقصو السامبا حلقوا بالفوز العريض الذي كان قابلاً للزيادة مقدمين أنفسهم منافسين على اللقب العالمي وليس فقط على بطاقة التأهل، ولم يتبق لإعلان تأهل البرازيل إلى روسيا سوى بعض المباريات القليلة القادمة.. ما قدمه السيليساو بداية من الحارس الشاب أليسون وانتهاء بثنائي الدوري الصيني أوغوستو وباولينيو يعد لوحة فنية كاملة الأركان وهي بمنزلة إنذار لكل الكبار أن البرازيل زعيمة المونديال تاريخياً قادمة لغزو أوروبا من جديد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن