رياضة

في المؤتمر السنوي لفرع دمشق للاتحاد الرياضي … قضايا مهمة وإشكاليات تنتظر الحلول

| ناصر النجار

ختمت دمشق مؤتمراتها السنوية بمؤتمر فرع دمشق الذي كان خير ختام وعبّر فيه المؤتمر عن واقع الرياضة السورية بشكل عام، لذلك يمكن أن يكون المؤتمر اختصاراً لكل المؤتمرات على صعيد الوطن بأكمله بما طرح من هموم ومنغصات.
والمؤتمر كان خير وداع لرئيسه العقيد فايز الحموي الذي أنهى عمله في الفرع بعد أن عُين عضواً في فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، لذلك كان إعداده جيداً وتنظيمه حسناً، تم تكريم أبطال دمشق بكل الألعاب كما تم تكريم كبار الضيوف وقادة الرياضة ورؤساء الأندية ووسائل الإعلام بكل أنواعها.
وأشادت الكلمات بعمل العقيد فايز وتفانيه وإخلاصه مدة الفترة التي تولى فيها رئاسة الفرع، كما أشادت بالرياضة الدمشقية التي حازت العديد من بطولات الجمهورية بالكثير من الألعاب الرياضية وتوقفت الكلمات عند أندية الهيئات (الجيش- الشرطة- المحافظة) التي أسهمت بشكل واضح في تفوق الرياضة الوطنية وصناعة أبطال وبطولات على الصعيدين المحلي والخارجي.
أهمية المؤتمر جاءت من نوعية الحضور الرسمي والرياضي ومن كثافة الرياضيين الذين ملؤوا قاعة المؤتمر بكاملها.

الكهرباء
أبرز المشكلات التي استعرضها المؤتمر هي مشكلة الكهرباء التي تعاني منها المؤسسات الرياضية من خلال الكلفة الباهظة والتضارب بين هذه المؤسسات والمستثمرين، ونحن وجدنا ضخامة الكلف المالية التي ترهق الأندية بشكل خاص، وتضيع موارد الاستثمار في مثل هذه المصاريف التي يمكن اختصارها.
رئيس الاتحاد الرياضي العام اعتبر أن المشكلة حقيقة، وهناك خطوات ملموسة مع المعنيين في وزارة الكهرباء من أجل تخفيض السعر الخاص بالمؤسسات الرياضية لكونها جهات غير منتجة، على حين يمكن اعتبار المطارح الاستثمارية منتجة ومعاملتها معاملة المنشآت الخدمية، والحلول القادمة بفصل كهرباء المؤسسات الرياضية عن المطارح الاستثمارية هو الحل الأمثل.
الملكية والملاك
من القضايا التي شغلت المؤتمر قضية الملاك التي يجب أن تنتهي بعد أن يتم سن القانون المناسب لها وخصوصاً أن الاتحاد الرياضي بدأ يستملك أراضيه والبداية كانت مع أندية قاسيون وجرمانا والمجد وغيرها، والحبل على الجرار، قضية الملاك باتت الشغل الشاغل للكثير من الرياضيين الذين يحلمون أن يكونوا موظفين داخل مؤسستهم لا منتدبين من مؤسسات ووزارات مختلفة.

هموم دائمة
الهموم التي استعرضها أعضاء المؤتمر عبارة عن حصيلة طروحات المؤتمرات السابقة للأندية واللجان الفنية، وكان أغلبها مالياً وتقنياً والهموم هذه ليست جديدة على المؤتمر، بعضها قديم قدم المنظمة، وبعضها سمعناه منذ سنوات، وعلى ما يبدو أن الحلّ صعب المنال.
وأهم القضايا المطروحة هي القضايا المالية، تبدأ من إذن السفر إلى أجور التحكيم إلى أجور المراقبين وأجور المدربين.
دوماً الأجوبة متعلقة بالقوانين المالية، ولا ندري إن كانت هذه القوانين ستبقى عائقاً أمام وصول كوادر الرياضة إلى مرحلة الكفاف بدل العوز والفقر الذي يؤدي بالكثير من الحالات إلى الفساد بسبب القلة كما كل عام، الوعود بالحل قريب، ونأمل أن نجد الحل قائماً هذا الموسم، وخصوصاً أن ما يتقاضاه الرياضيون في ظل أسعار السوق وارتفاعها الجنوني بات شيئاً لا يذكر.
أما بشأن التجهيزات الرياضية، فقد أعلن عن التعاقد مع الصين لتوريد تجهيزات رياضية كاملة.
ونأمل أن تغطي هذه التجهيزات كل المنتخبات الوطنية والألعاب الرياضية وحاجات الأندية، والمهم أن تكون مناسبة، والأهم ألا يكون التقشف عنوان التوزيع، فتضطر الأندية إلى اللجوء إلى السوق المحلية مرة أخرى.
من الهموم الدائمة روزنامة النشاط السنوي الذي يجب وضعه قبل فترة كافية من الموسم الرياضي، وإجراء التنسيق بين اتحادات الألعاب حتى لا تتضارب مواعيد البطولات.
كذلك يجب التنسيق بين الأندية من أجل توزيع عادل لتمارين الألعاب على الصالات والملاعب بين الأندية.

الاستثمار
قضايا مهمة جداً تجنب المؤتمر التطرق إليها ومناقشتها كحال كل مؤتمرات الأندية واللجان الفنية، القضية الأولى قضية الاستثمار الذي بات يصيب رياضتنا بالغبن، فأسعار الاستثمار بقيت على حالها ولم تتم معالجتها بالطرق القانونية وفق أسعار السوق، فالمستثمر ما زال يدفع لرياضتنا سعره الواجب عليه، وبالمقابل رفع أسعار خدماته عشرة أضعاف، وهذا أمر انعكس سلباً على ريوع رياضتنا التي تأثرت كثيراً، على حين زاد ربح المستثمر، ولا ندري إن كان السكوت عن هذا الأمر من ذهب أم من فضة! وكذلك موضوع صيانة المنشآت الرياضية أو إعادة إعمار بعضها الذي تضرر جراء الأزمة، فملاعبنا الكروية باتت متهالكة وغير صالحة لأداء مباريات كرة القدم، وبقية ملاعبنا وصالاتنا بحاجة إلى الصيانة، فهل هذا السكوت مقصود، أم إن أعضاء المؤتمر وجدوا ألا جدوى من طرحه فآثروا السكوت!

البديل
إشارة نود التطرق إليها، وهي قيادة فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام، فالعقيد فايز الحموي اتصف بالخبرة والحكمة والعمل النشيط الدائم الغيور على مصلحة الرياضة والوفي لها، ومع انتهاء خدمته نأمل أن يتم اختيار البديل الكفؤ القادر على ملء الفراغ بقوة، فمثل هذا المركز يحتاج إلى رياضي نزيه وكفؤ قادر على قيادة فرع دمشق نحو مزيد من التألق والنجاح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن