خالد حتر: تحققت وحدة الدم.. فالرصاص الذي يستهدف الشعب والجيش السوري البطل هو الرصاص نفسه الذي اغتال ناهض … السفير عبد الكريم: سورية التي أعلنت دائماً ثقتك بانتصارها هي تنتصر وينتصر دمك
| سارة سلامة
ليبقى ناهض حتر رمزاً راسخاً في تاريخ أمتنا وشمعةً مضيئةً تنير الطريق ومنارةً تهدي الضالين، أقام اتحاد الكتاب العرب حفل تأبين للمناضل والأديب الأردني الشهيد ناهض حتر في مكتبة الأسد الوطنية تقديراً لمواقفه المناهضة للحرب على سورية، ثلاث طلقات في جسده أرادوا بها إسكات صوت الحق في أرضنا المسودة بعمى الجهل، ورفض الآخر، إنها الظلامية وكل من يدعمها ويؤيدها ومن يتخفى تحت قناعها.
الحرب هي الحرب
افتُتح الحفل التأبيني بقصيدة من تأليف الشهيد حتر على شاشة الإسقاط بصوته، وشرح حتر فيها مدى الحزن الذي يعصف به جراء الأوضاع التي تمر بوطننا العربي قائلاً: «الحرب هي الحرب.. وكنت أقاتل.. خمساً وثلاثين مرتاح القلب وكنت أقاتل.. وكثيراً ما كنت أتلفت حولي فأراني وحدي.. وألوذ بصخرة نفسي منتظراً أن يأتي مددي.. أتراني اليوم ضجرت.. أتراني اليوم تعبت أو للدقة أحسب إني متّ».
47 يوماً
وألقى رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح كلمة عبّر فيها عن بالغ حزنه بفقدان الشهيد وتحدث عن مسيرته وتصدّيه لجميع العوامل التي حالت بينه وبين إيصال رسالته قائلاً: «يا ناهض يا أيها المثقف الباشق في زمن متخم بالكتّبةِ البغاث، انهض فنحن في سورية نبادلك الوفاء بالوفاء ونردد أن الحق منتصر مهما يكن من جنون الزيف. إن سورية التي انتصرت على غزاتها طوال التاريخ، هي سورية التي ستنتصر على غزاتها منذ ما يزيد على 5 من السنوات، 47 يوماً وأنت العصيُّ على إرادة الظلام كأنك لم تتوسد سرير الأبدية وكأن الرصاصات الثلاث، الرصاصات الظلمات التي شاءت أن توقف خفق قلبك لم تستطع اختراق روحك الباقية بيننا.
نشر التسامح
كما كان بين الحضور ممثل القوى الفلسطينية نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد الذي شدد على ضرورة تشكيل جبهة ثقافية فكرية واسعة الطيف لتكون سداً منيعاً في وجه جميع المحاولات الهادفة إلى بث الفتنة أو الطائفية داخل المجتمعات العربية، منوهاً بأهمية نشر خطاب التسامح الديني والتسامح المذهبي والتنوع الثقافي والحضاري، وأكد أنها لن تقوم قائمة لدولة أو مجتمع أبناؤه يذبحون بعضهم بعضاً ويقتلون ويتقاتلون تحت هذه الحجة بالخلاف المذهبي أو الديني أو التمايز الثقافي، وأضاف فؤاد في ذكرى استشهاد المناضل والمفكر والكاتب ناهض حتر: إن شعوبنا العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني تدين بشدة وتشجب الاعتداء على المفكرين والكتّاب.
نال الشهادتين
أما كلمة المقاومة اللبنانية فألقاها الحاج حسن عز الدين الذي قدم العزاء والتبريك معاً لعائلة الشهيد وعبر عن فخره وفخر المقاومة بشهادة حتر التي لطالما كان يتمناها حيث قال: «ناهض الذي أعرفه إنسان مرهف مؤمن نبيل صدوق، أنامل ناهض كتبت قصة هذا الوطن الجريح «سورية» قصة هذا الوطن الجريح.. المنتصر والذي تكالبت عليه الدنيا والأمم واجتمع عليه التكفيريون من كل بقاع الأرض ليمزقوه ويجعلوه أشلاء. وأضاف عز الدين: «حتر كان يخجل لأنه ليس شهيداً وأن بندقيته فقط من الكلمات في خندق دمشق، ولأن حبره يسيل لا دمه في صّد الهجمة البربرية عن دمشق، ولكنه نال اليوم الشهادتين، فأحرى بنا أن نخجل نحن اليوم أمام ذكراك وأمام عنفوانك وإرادتك ونضالك».
رد الوفاء بمثله
كلمة القوى والأحزاب الأردنية ألقاها الأستاذ سعود قبيلات رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الأسبق حيث أكد: «أن هذا التأبين دليل على أن سورية لا تتخلى عن أصدقائها وأبنائها الأوفياء بل إنها ترد الوفاء بمثله، مضيفاً إن أصدقاء حتر الأردنيين وأسرته تعذر عليهم أن يقيموا له تأبيناً لائقاً في وطنه، لكن دمشق احتضنتهم.. دمشق التي كان ناهض يعتز بالانتماء إليها مثلما كان يعتز بالانتماء إلى وطنه الأردن.
أصدقاء الشهيد
كلمة الأصدقاء ألقاها سفير سورية في لبنان الأستاذ علي عبد الكريم الذي أشاد بالشهيد البطل ومواقفه النبيلة إلى الجانب القضايا العربية وإيمانه بالمقاومة وحبه لسورية قائلاً: «سورية التي أعلنت دائماً ثقتك بانتصارها هي تنتصر، وينتصر دمك وكما اندحر الإسرائيلي والأميركي وأدواتهما في المنطقة عام 2006، في لبنان وسجلت المقاومة اللبنانية العظيمة في لوحة الخلود نصرها، الذي أعاد إلى شعوب المنطقة أملها وعزيمتها لبلوغ التحرير الكامل تحرير الأرض والإرادة، وأكد عبد الكريم أن صمود سورية سيتوج باندحار الحلف ذاته بعد 10 سنوات من تجرعه، تلك الهزيمة الزلزال فتحترق أوراق الفتنة ويتكشف للرأي العام في كل مكان الدور الإجرامي المركب الذي تلاقى فيه الصهيوني والأميركي وأدعياء الإسلام.
أسرة الشهيد
كلمة أسرة الشهيد ألقاها أخو الشهيد خالد حتر الذي تحدث عن حزنه الشديد عندما دخل دمشق ولم يجد ناهض قائلاً: دمشق تجمعنا اليوم نتفيأ ياسمينها، كما كان يحلم شهيدنا البطل وها هو يعود إليها مكللاً بغار الشهادة، لقد تحققت اليوم وحدة الدم فالرصاص الذي يستهدف الشعب والجيش السوري البطل في حلب ودير الزور وإدلب ودرعا هو الرصاص نفسه الذي اغتال الشهيد البطل، أطلق من اليد الإرهابية الظلامية نفسها وبتخطيط من أعداء الأمة أنفسهم، لكل هذا أتيناكِ دمشق نحن المحزونين لنجد عندك السلوى أتيناكِ دمشق نحن المكلومين لنأخذ منك القوة ومن غيرك دمشق يرتجى إذا كانت قضيتنا الشهادة ألست قبلة الشهداء ومحرابهم جئناك لأنك القلعة الأخيرة لأحلام كل حرّ، مضيفاً إن آخر كلمة ذكرها الشهيد عند استشهاده بصوتٍ عالٍ «عاشت سورية».