رياضة

اليوم في ماليزيا برسم التصفيات المونديالية … منتخبنا يتحدى المستحيل بمواجهة إيران

شاءت الأقدار أن تكون مباراة منتخبنا بمواجهة نظيره الإيراني على الأراضي الماليزية انطلاقاً من الثانية ظهر اليوم برسم الجولة الخامسة من التصفيات الحاسمة على طريق مونديال روسيا 2018 مفصلية بكل المعايير، ففوز منتخبنا يعيده من الباب الواسع إلى المنافسة من جديد، وفوز المنتخب الإيراني يدعم حظوظه لحجز مكانه في المونديال المقبل.
وشاءت الأقدار أن يصطدم المنتخب الأقوى دفاعاً مع المنتخب الأضعف هجوماً، فمنتخب إيران لم يطرق مرماه في المباريات الأربع، بل لم يطرق مرماه خلال 668 دقيقة متواصلة إذا أضفنا الدقائق خلال دور المجموعات الأول، ومنتخبنا اكتفى بتسجيل هدف واحد في المباريات الأربع خلال الدور الحاسم إضافة إلى المباراة الأخيرة في دور المجموعات الأول أمام اليابان، ووفق هذه الرؤية فإن تحديات كثيرة تنتظر منتخبنا الطامح لقهر المستحيل.

على الورق يبدو المنتخب الإيراني أقوى وحظوظه أرجح لكن المنتخب السوري يمتلك مفاتيح الإزعاج وتعطيل الماكينة الإيرانية، ونقول ذلك عطفاً على ما شاهدناه خلال المباريات السابقة وخصوصاً أمام المنتخب الكوري الجنوبي الذي وقف عاجزاً أمام فك شيفرة المنتخب، ولكن الأفضلية النظرية لا تساوي شيئاً في عرف كرة القدم التي يقال عنها إنها علم غير صحيح، والتاريخ يقر بتفوق المنتخب الإيراني ولكن كرتنا لم تكن لقمة سائغة أمام الغول الإيراني إلا نادراً كما حدث خلال بطولة غرب آسيا 2004 وفي مناسبات كبرى كنا على الموعد، لدرجة أن التاريخ يسجل أن منتخب سورية أول منتخب لا يخسر أمام إيران في نهائيات العرس القاري وحدث ذلك في الكويت عام 1980 في افتتاح مباريات المنتخبين.
لا خلاف أن الضغوط على منتخب إيران المطالب بحجز مكانه في روسيا بأسرع ما يمكن، ومنتخبنا يلعب دون ضغوط من منظار أن الترشيحات لم تصب في خانته قبل خوض التصفيات، والخروج بنتيجة إيجابية سيكون مبلغ الطموح عند الكادر السوري الذي يتخذ من هذه المباريات النوعية فرصة تحضير موائمة للنهائيات القارية التي تقام في الإمارات عام 2019 وما أجملها من هدية للجماهير السورية إن حملت المباراة نتيجة مشجعة وهذا لا يبدو مستحيلاً كما يروج البعض.

جاهزية
المدرب أيمن حكيم اصطحب كل العناصر المتاحة للخروج بنتيجة إيجابية وهم: إبراهيم عالمة وأحمد مدنية ومحمود اليوسف للمرمى، وأحمد الصالح وعمرو ميداني وهادي المصري وحسين جويد ومؤيد عجان وعلاء الشبلي للدفاع، وتامر حاج محمد وخالد المبيض ومحمود المواس وأسامة أومري ويوسف قلفا وعمرو جنيات وحميد ميدو للوسط، وعمر خريبين ورأفت مهتدي وأحمد الدوني وسنحاريب ملكي للهجوم.
والتصريحات الصادرة عن إدارة المنتخب كانت مبشرة والجاهزية بدت مثالية والأجواء مشجعة عقب الفوز الودي على سنغافورا بهدفين دون مقابل، غير أن الملاحظ عدم تسجيل المهاجمين مجدداً، فتولى مهمة التسجيل عمرو جنيات وخالد المبيض، أي إن حساسية المهاجمين للتهديف ما زالت معدومة وتكفي الإشارة إلى أن المهاجمين الصريحين لم يسجلوا في المباريات الست الأخيرة، وإذا كانت إستراتيجية المدرب في التركيز الدفاعي آتت أكلها فإن الجرأة الهجومية مطلوبة إذا أردنا الخروج بنتيجة مرضية.

سيناريو متوقع
السواد الأعظم من المباريات السابقة بمواجهة إيران عرفت امتداداً هجومياً لإيران ودفاعاً مستميتاً من منتخبنا ونادراً ما كنا الطرف المبادر، ومباراة اليوم لن تخرج عن المألوف وهذا يفرضه الواقع الحالي للمنتخبين، فالثقة بالنفس والإيمان بالقدرات وحقيقة المستطيل الأخضر تظهر أن منتخبنا لن يمتلك زمام المبادرة، وبناء عليه نتمنى أن يكون دفاعنا بأعلى درجات الجاهزية والتركيز كما درجت العادة، كما نتمنى من حارس مرمانا العالمة أن يكون حاضر الذهن والبديهة والتوقيت السليم، كما نتمنى من لاعبي الوسط القيام بالواجبات الهجومية والدفاعية دون كلل والأهم من كل ذلك أن يستثمر مهاجمونا الفرص على قلتها وندرتها، ونقول ذلك لأن الفرص التي أتيحت للاعبينا في المباريات الأربع السابقة لم تتعد أصابع اليد الواحدة.

إستراتيجية الحكيم
أيمن حكيم يجب أن يكون حكيماً في التعامل مع الخصم الأصعب، وما نقل إلينا أنه ركز خلال الحصة التدريبية الأخيرة على الكرات الثابتة وضرورة استثمارها وبالفعل نعاني في استثمار هذه الكرات التي تعد أحد الحلول للطرف الذي لا يخلق الفرص كحال منتخبنا، كما ركز على ضرورة الاستحواذ على الكرة قدر الممكن وسرعة تنفيذ الهجمة المرتدة وضرورة الضغط على الخصم بمنتصف ملعبه وعدم إعطاء اللاعبين الإيرانيين كامل الوقت لاتخاذ القرار وعدم منحهم المساحات التي يبحثون عنها، وتحقيق أطراف هذه المعادلة كلها يحتاج جهوداً جبارة من كل لاعبينا، بمعنى أن مواطن الخلل يجب أن تنتفي.
وفي المباريات السابقة كنا نلاحظ اعتماد الحكيم الأسلوب الدفاعي وفق 4-2-3-1 وعندما امتلكنا المغامرة أمام الصين وفق 4-4-2 حققنا المراد ونعتقد أن المبالغة في الهجوم سلاح ذو حدين في هذه المباراة التي يغيب عنها أفضل لاعبي منتخب إيران سردار أزمون والمدافع إحسان حاج صافي بسبب الإيقاف، وكل منهما مهم جداً في تشكيلة المدرب كيروش، فالأول مطلوب في كبرى الأندية الأوروبية والثاني صخرة دفاع حقيقية، وهو أحد الذين يشكلون المنظومة الدفاعية إلى جوار جلال حسيني وميلاد محمدي وسعيد عزت إلهي، ولذلك ستكون المباراة امتحاناً حقيقياً للاعبينا كي يطرقوا المرمى الإيراني الذي ما زال يحتفظ بعذريته خلال الدور الحاسم.

بطاقة المباراة
يراقبها الأردني طلال سويلمين ويقودها العراقي علي صباح بمساعدة أمير داود من العراق وأزمان إسماعيل من ماليزيا، وزيد ثامر حكماً رابعاً من العراق.
وتنطلق المباراة بتمام الثانية عصراً بتوقيت دمشق ويحتضنها ملعب توانكو عبد الرحمن.
المباراة تحمل الرقم 27 بين المنتخبين والعاشرة برسم التصفيات المونديالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن