رياضة

في ثانية جولات التصفيات الإفريقية إلى مونديال 2018 .. التحليق للنسور والثأر للفراعنة

| خالد عرنوس

شهدت الجولة الثانية لتصفيات القارة السمراء المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (روسيا 2018) عدداً من المؤشرات التي قد تنبئنا بممثلي إفريقيا في النسخة الحادية والعشرين للمونديال ومنها عودة نسور نيجيريا وتونس إلى التحليق فحقق كلاهما الفوز الثاني إلا أن الحدث الأبرز تمثل بعودة أبناء الكنانة (المصريين) إلى الواجهة مستعيدين ذكريات قديمة كادت تنسينا أن الأشقاء هم أول من مثلوا العرب والأفارقة في الحدث العالمي الأبرز فنجح الفراعنة في الوصول إلى النقطة السادسة أيضاً.
ومقابل هذا التألق للثلاثي العريق شهدت الجولتان تراجعاً جزائرياً واضحاً بعدما توقع الكثيرون أن محاربي الصحراء سيستمرون في تمثيل العرب بالمونديال وفشل كل من نجوم غانا السوداء وأسود الكاميرون غير المروضة وليوث الأطلس المغاربة بتسجيل أي فوز ما رسم علامات استفهام كبيرة.

نتائج الجولة والترتيب
• المجموعة الأولى: ليبيا × تونس صفر/1، غينيا × الكونغو الديمقراطية 1/2.
* تتصدرها الكونغو الديمقراطية بست نقاط وبفارق الأهداف عن تونس ثم غينيا وليبيا دون نقاط.
• المجموعة الثانية: نيجيريا × الجزائر 3/1، الكاميرون × زامبيا 1/1.
* الصدارة لنيجيريا بـ6 نقاط تليها الكاميرون بنقطتين ثم زامبيا والجزائر بنقطة.
• المجموعة الثالثة: مالي × الغابون صفر/صفر، المغرب × ساحل العاج صفر/صفر.
* تتصدر ساحل العاج بـ4 نقاط تليها المغرب والغابون بنقطتين ثم مالي بنقطة يتيمة.
• المجموعة الرابعة: جنوب إفريقيا × السنغال 2/1، كاب فيردي × بوركينا فاسو صفر/2.
* تتصدر بوركينا فاسو بفارق الأهداف عن جنوب إفريقيا ورصيدهما 4 نقاط تليهما الستغال بـ3 نقاط وكاب فيردي بلا نقاط.
• المجموعة الخامس: مصر × غانا 2/صفر، أوغندا × الكونغو 1/صفر.
* الصدارة لمصر بـ6 نقاط تليها أوغندا بـ4 نقاط ثم غانا بنقطة والكونغو دون رصيد.

عودة مظفرة
خلال خمس سنوات عانت الكرة المصرية الأمرين وخاصة على صعيد المنتخب الأول فمنذ تتويجه السابع باللقب القاري عام 2010 لم يعد ذلك الفريق المرعب وبات (ملطشة) حتى إنه غاب عن ثلاث نسخ كاملة من بطولة أمم إفريقيا، وهاهو في عام 2016 ينسى كل الجراح ويعود أقوى مما كان، فتخطى أبناء الكنانة تصفيات البطولة القارية مسجلين عودتهم القوية إلى البطولة عبر الفوز على نسور نيجيريا بهدف عقب التعادل ذهاباً وكان الأشقاء فازوا على تنزانيا مرتين، وهاهم يتألقون بالتصفيات المونديالية بفوزهم على أرض الكونغو 2/1 قبل أن يحققوا نصف ثأر من الغانيين بالفوز عليهم بهدفين نظيفين سجلهما محمد صلاح وعبد اللـه السعيد (43 من جزاء و86)، وكان منتخب نجوم غانا السوداء أبعدوا مصر من تصفيات مونديال 2014 بنتيجة قاسية بلغت 6/1 لم يعوضها الفوز إياباً 2/1.
وليس الفوز على غانا أو نيجيريا من قبل هما السبب بتفاؤل الأشقاء بل شكل المنتخب الذي يدربه الأرجنتيني المخضرم هيكتور كوبر وشخصية لاعبيه فوق أرض الملعب وتألق نجومه تحت قيادة مهاجم روما محمد صلاح وبقية المحترفين وحتى المحليين فلم يعد هؤلاء يشعرون بعقدة النقص أمام النجوم الأفارقة المنتشرين في كبريات الأندية الأوروبية وعليه فمن المنتظر أن نشاهد أبناء الكنانة بلبوس أبطال القارة السمراء في وقت قريب.

نسور برسم التحليق
هو عنوان قديم لكنه يفرض نفسه عقب عودة نسور نيجيريا القوية في التصفيات العالمية بعد سقوطها الغريب بالتصفيات القارية وكذلك عودة نسور تونس إلى المنافسة على بطاقة المونديال للمرة الأولى منذ حضوره الأخير في العرس العالمي قبل 10 أعوام، فالنسور الخضر استطاعوا تصدر المجموعة الثانية والأقوى بفوزين، الأول من أرض زامبيا بهدفين لهدف والثاني على حساب محاربي الصحراء الجزائريين صاحب التشكيلة الأكثر لمعاناً في إفريقيا هذه الأيام وممثل العرب الوحيد في المونديالين الأخيرين وأثبت قائد نيجيريا المخضرم جون أوبي مايكل أنه مازال بالفورمة وأن رفاقه عازمون على التأهل الثالث على التوالي إلى المونديال.
بدورهم نسور قرطاج حققوا المهم بفوزهم الثاني على حساب شقيقهم الليبي ولو بشكل لم يعجب الأنصار فقد جاء الفوز بهدف من علامة الجزاء إلا أن ميزته أنه حدث خارج الأرض، وتشهد المجموعة الأولى نزالاً شرساً مع فريق الكونغو الديمقراطية الطامح إلى بلوغ المونديال للمرة الأولى وقد نجح بحصد 6 نقاط على غرار التوانسة وبالتأكيد فإن مواجهتي الفريقين في آب وأيلول من العام القادم ستحسمان أمر بطاقة روسيا.

تراجع مخيف
عند إجراء قرعة الدور الحاسم توقع الجميع أن نشهد منافسة طاحنة في المجموعة الثانية التي جمعت بين قوتين من القوى الكبرى في الساحة الإفريقية (نيجيريا والكاميرون) إضافة إلى زامبيا بطلة القارة قبل 3 سنوات والجزائر التي تأهلت إلى المونديال للمرة الرابعة قبل أربع سنوات، ولأن تشكيلة محاربي الصحراء تعد الأقوى بين قريناتها حالياً (بالأسماء) فقد توقع كثيرون أنه لا خوف على الخضر، إلا أن الذي حدث على ما يبدو إصابة النجوم بداء الغرور وهو داء قديم في المنتخبات الإفريقية خاصة فاكتفوا بالتعادل في الافتتاح أمام الكاميرون قبل أن يتلقوا لطمة قوية في الأراضي النيجيرية، وعلى الرغم من صعوبة المهمة فإن المتفائلين بالمحاربين يأملون أن تشكل الخسارة صدمة إيجابية ولاسيما أن الوقت مبكر جداً للمباريات القادمة.

وآخر طفيف
ومقابل تراجع الأشقاء الجزائريين سجل المغاربة نتيجتين متناقضتين على الرغم من أنهما انتهتا بالتعادل السلبي، فالأول كان على أرض الغابون واعتبره المغاربة بداية مقبولة، أما الثاني فجاء على أرض مراكش واعتبر مخيباً على الرغم من أن الخصم كان بطل القارة في دورتها الأخيرة، والأخير أي منتخب الأفيال (ساحل العاج) نجح بتصدر المجموعة الغريبة التي انتهت ثلاث من مبارياتها الأربع بالتعادل الأبيض، فلم يسجل منتخبا المغرب والغابون وبالتالي لم تهتز شباكهما.
التراجع كان أيضاً من نصيب المنتخب الغاني ممثل القارة في المونديال خلال آخر 3 دورات وفشل النجوم بالتسجيل فاكتفوا بنقطة من التعادل في أكرا مع الغابون، ولا يمكننا وصف أسود الكاميرون بالتراجع فقد خرجوا بتعادلين وقد تأخروا بالنتيجة مرتين ولعل مواجهتهم القادمة مع النيجيريين ستؤكد مستوى الفريق الذي كان حاضراً في آخر نسختين موندياليتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن