شؤون محلية

مهنة المتاعب

| محمد حسين

كثيرة هي التبريرات التي نسمعها من بعض الجهات العامة عند حجبهم لمعلومة ما تخص موضوعاً حيوياً ومهماً ونقوم بالاستقصاء عنه لمعرفة حيثياته وملابساته، لكن أغربها هو ما يساق بقالب من المديح للوصول إلى الذم بالسؤال: هل الصحافة هي المكان الصالح لتناول هذه المشكلة؟
وطبعاً هذا السؤال الفخ يحيلك إلى دور الصحافة في الكشف والتعرية والمتابعة للوصول إلى الأفضل وليس تقديم الحلول المسبقة الصنع لهذه المشكلة أو تلك! وهنا للأسف أيضاً نصطدم بحائط منع هذه الجهة أو تلك للنشر باعتباره يسيء لها (الجهة صاحبة المشكلة) وأمام إصرارك الحرفي وعنادك المهني يطلبون منك إرسال أسئلتك الخطية بالبريد أو الفاكس لإرسالها للجهات الأعلى لكي تجيب هي أو تسمح بالإجابة وبالتالي يحبطون كل مساعيك لمتابعة حدث طارئ طازج وكمن يدفن رأسه بالرمل بتصرفهم غير مبالين بأن هذه القضية بدأت تلوكها الألسن وتتناقلها وصارت (حبتها قبة) فهذا يتحدث وذلك يضيف وكل ذلك لغياب المعلومة الدقيقة عن وسائل الإعلام التي بإمكانها دحض كل تلك الأحاديث بوقتها وليس لاحقا لأن النشر بعد ذلك يصبح نوعا من الترقيع الذي يثير الكثير من اللغط وتنال الصحيفة صاحبة النشر نصيبها منه وأقل ما يقال حينها (حكي جرايد) لا يقدم أو يؤخر!
طبعا كل ما سبق ليس تنظيرا فهو بعض ما يحدث معك وأنت تقوم بتجميع المعلومات والوثائق للكتابة عن مشكلة ما ومن الممكن أن تتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع أو غيره.
أما إذا حالفك الحظ واستطعت الحصول على بعض هذه الوثائق وتبينت ما فيها وأصبح لديك تصور عام عن الموضوع فهذا يتيح لك إعادة المحاولة والمطالبة بتصريح حول هذه المشكلة وهنا تكون المفاجأة التي حركت الألسن الجامدة فالجميع يتحدثون بلهجة تصالحية ودود بعيدة عن إلقاء التهم على هذه الجهة أو تلك والحقيقة المطعمة بالمصلحة العامة أصبحت هاجس الجميع وعلى الصحافة أن تساير ذلك وتواكبه!
للأسف حدث ذلك ويحدث أثناء القيام بعملك الروتيني الاعتيادي فكيف هو الحال إذا كنت تقوم بتحقيق استقصائي كما يفترض بنا العمل وكما يجب علينا القيام به؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن