سورية

عبد العظيم يؤكد وجود تحضيرات لعقد مؤتمر للمعارضة في دمشق.. و«تيار الغد» ينفي

أكد المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة حسن عبد العظيم وجود مساع وتحضيرات من «قوى المعارضة الوطنية التي لها وجود في الداخل ولها امتداد في الخارج» لعقد مؤتمر للمعارضة في دمشق «إن سمحت الظروف» بذلك، على غرار «مؤتمر الإنقاذ الوطني» الأول الذي عقد في أيلول 2012، مشيراً إلى أن روسيا أبدت «ارتياحاً» للجهود الرامية إلى عقد هذا المؤتمر.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد العظيم: إن «المبادرة ليست من هيئة التنسيق، وإنما من قوى المعارضة الديمقراطية»، مضيفاً: «الدعوة ستكون من قوى المعارضة الوطنية التي لها وجود في الداخل ولها امتداد في الخارج».
وأوضح، أن المؤتمر سيكون «على غرار مؤتمر الإنقاذ الوطني الأول الذي عقدته قوى المعارضة في 23 أيلول 2012، وأضاف: «نحن نحرص على عقده في دمشق إن سمحت الظروف، لأن مسألة عقده بدمشق ليست بيدنا، على اعتبار أن هناك ظروفاً أخرى».
وأمس الأول نقل موقع «رأي اليوم» الإلكتروني عن مصادر مطلعة في المعارضة السورية: إن مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية يتم التنسيق لعقده في العاصمة دمشق وبحضور شخصيات معارضة من داخل سورية وخارجها، وبرعاية روسية وبتعاون من الحكومة السورية.
وأضافت المصادر، وفق الموقع: إن المنسق العام لإنجاز هذا المؤتمر من الخارج هو رئيس «الائتلاف» المعارض السابق أحمد الجربا ورئيس «تيار الغد السوري» حالياً، على حين يتولى التنسيق في الداخل واختيار الأعضاء من المعارضين في دمشق المنسق العام لهيئة التنسيق وهو على اتصال بالجربا والروس لإتمام عقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري، على ما ذكر «رأي اليوم».
وفي تصريحه لـ«الوطن» قال عبد العظيم، رداً على سؤال إن كان سيشارك في المؤتمر تيارات معارضة ليس لها وجود في الداخل: إن «قوى المعارضة الوطنية في الداخل ولها وجود حقيقي على الأرض هي طرف أساسي ولها دور أساسي»، مشيراً إلى أن «هيئة التنسيق» لا تقول إنها وحدها المعارضة في الداخل وإنما جزء من المعارضة».
وأضاف: «معظم قوى المعارضة الوطنية في الداخل ولها وجود على الأرض، وهناك من هم طرف في لقاء القاهرة ولقاء موسكو الثاني، ومن ثم نحرص على أن يكون مؤتمراً لقوى معارضة حقيقية وشخصيات وطنية مستقلة وفعاليات اجتماعية وثقافية وعلماء ورجال دين».
ولفت إلى أن «عقد مؤتمر وطني لإنقاذ سورية يأتي بسبب غياب الحل السياسي وأفق هذا الحل وجهود العملية التفاوضية».
وقال عبد العظيم: «نحن حددنا قوى ونقوم بالاتصال معها وبعد الاتصال سيتم تشكيل لجنة تحضيرية والتي بدورها ستعلن وتدعو إلى المؤتمر».
وأكد أنه «ليس لدينا أي استعداد لإصدار أي وثيقة بيننا وبين أي طرف آخر، وأن العمل سيكون مشتركاً بين قوى المعارضة الوطنية الحقيقية في الداخل ولها امتداد في الخارج».
وإن كان «الائتلاف» المعارض و«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة سيشاركان في المؤتمر، قال عبد العظيم: «السيد أحمد الجربا كان هناك لنا لقاء معه في القاهرة وتحدثنا بالموضوع وهو طرف من أطراف المعارضة التي تريد أن تبادر لعقد مؤتمر للمعارضة».
وأضاف: «هذا الأمر (المؤتمر) ليس له علاقة بالهيئة العليا للمفاوضات، فهي ليست كياناً سياسياً وإنما كيان تفاوضي». وتابع: «نحن مشاركون فيها ومتمسكون بدورنا ومشاركتنا فيها والموضوع موجه ضدها، فنحن طرف فيها وننتظر توسيعها بحيث تضم قوى أكثر. هذا المؤتمر بين قوى معارضة سياسية».
وعن القوى التي وافقت حتى الآن على المشاركة في المؤتمر، قال عبد العظيم: «هناك عشر قوى محددة وبيننا وبينها تفاهمات سابقة وكلها مستعدة للعمل معاً والدعوة معاً ووضع وثيقة سياسية مشتركة وتحديد موعد المؤتمر ومكانه».
وأضاف: «هذا ليس مشروعاً لهيئة التنسيق وإنما عمل مشترك لكل قوى المعارضة الفعلية في الداخل ولها امتداد في الخارج وتتمسك بالحل السياسي وفق بيان جنيف والقرارات الدولية التي تعمل لإنقاذ سورية».
وإن كان رئيس «منصة موسكو» للمعارضة قدري جميل يمكن أن يشارك في المؤتمر، قال عبد العظيم: «بيننا وبينه تفاهمات وهو طرف أساسي وكنا نطالب بتمثيله في هيئة التفاوض والوفد التفاوضي.. ولكن هذا الموضوع خاضع للتفاهمات والعمل المشترك والموافقة المشتركة».
ورداً على سؤال إن كان هناك تنسيق مع روسيا لعقد هذا المؤتمر أوضح عبد العظيم أن دبلوماسياً رفيعاً في السفارة الروسية في دمشق «زارنا مرتين ونحن وضعناه بالصورة بأننا نعمل على ذلك مع القوى الديمقراطية الأخرى»، مضيفاً: «لقد أبدوا ارتياحاً» لذلك.
وأوضح عبد العظيم أنه سيتم الاقتراح على اللجنة التحضيرية «دعوة كل السفراء في سورية وحتى من يحب أن يأتي من بيروت لحضور جلسة افتتاح المؤتمر».
في المقابل، نفى عضو الأمانة العامة في «تيار الغد السوري» عبد الجليل السعيد الأنباء التي تحدثت عن انعقاد مؤتمر موسع للمعارضة السورية في دمشق بحضور شخصيات معارضة من داخل وخارج سورية، برعاية روسية وبتعاون مع الحكومة السورية.
وقال السعيد وفق ما نقلت عنه نشرة «كلنا شركاء» المعارضة: إن «الخبر لا صحة له وهو من خيال صحافة محور المقاومة والممانعة المريض».
وأردف السعيد: «ينطلق رئيس تيار الغد أحمد الجربا في تعامله مع مستجدات الوضع السوري بمواقف ثابتة وليس عواطف باهتة، ودمشق بالنسبة له ولنا اليوم ترزحُ تحت احتلال».
وتابع: «نحن في تيار الغد السوري وبقيادة الأستاذ الجربا نتفاعل مع أي مبادرة سياسية للحل في سورية على أن تضمن «رحيل نظام (الرئيس بشار) الأسد» و«تحقيق مطالب الثوار» و«إنهاء نكبة السوريين».
وفي تعليقه على الأنباء التي تحدثت عن مساع جارية لعقد مؤتمر للمعارضة من الداخل والخارج في دمشق كتب المعارض منذر خدام في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إذا صحت هذه المعلومات فسوف يكون هذا المؤتمر حدث على غاية من الأهمية في هذا الظرف الذي تمر به الأزمة السورية».
وأضاف: «فيما يخصني شخصياً فإنني أعلن تأييده ودعمه وأدعو جميع القوى الوطنية الديمقراطية إلى دعمه والمشاركة فيه والعمل لإنجاحه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن