سورية

روسيا وإيران تتفاوضان على صفقات تسلح بـ10 مليارات دولار … موسكو تنتظر ترامب لاستعادة العلاقات مع واشنطن وتؤكد أن دعم الجيش السوري مستمر

| وكالات

بالترافق مع المناورات التي تنفذها حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» قبالة السواحل السورية، أوضحت موسكو أمس أنها لم تعد تعول في علاقاتها مع الولايات المتحدة على الإدارة الديمقراطية الحالية، وأنها تنتظر تولي إدارة دونالد ترامب السلطة مطلع العام المقبل، وإن أشارت الدبلوماسية الروسية إلى جدوى الاتصالات العسكرية بين البلدين حول الوضع في سورية.
وتحدثت تقارير في الإعلام الروسي أمس عن تجهيز القاذفات بعيدة المدى في قاعدة «أنجلز» بمقاطعة ساراتوف الروسية بصواريخ مجنحة عالية الدقة، وعن مناورات تقوم بها مجموعة السفن الحربية الروسية التي تقودها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» بين سواحل سورية وقبرص.
ورفض الكرملين التعليق على هذه التقارير، واصفاً ما جاء فيها بـ«المسائل التكتيكية». ورد الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف على سؤال من أحد الصحفيين عن هذه التقارير، بالقول: «عمليات القوات المسلحة الروسية لدعم الجيش السوري في الحرب على الإرهاب، مستمرة»، وفقاً لما نقله الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
واستدرك بيسكوف، قائلاً: «فيما يخص المسائل التكتيكية لهذه العملية، أنصحكم بالتوجه إلى وزارة الدفاع للحصول على تعليق».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «روتيرز» للأنباء عن بيسكوف، قوله: إن «الرئيس فلاديمير بوتين قد يبحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما التطورات في سورية» عندما يلتقي الزعيمان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (آبك) التي تستضيفها بيرو بعد نحو أسبوع.
وكرر بيسكوف، أن بوتين ليست لديه خطة حالياً للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب شخصياً.
وأشادت الدبلوماسية الروسية بالاتصالات بين العسكريين الروس والأميركيين حول الوضع في سورية، مؤكدةً «فائدتها.. على الرغم من محدوديتها».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «فيما يخص التعاون في سورية بشكل خاص.. نحن نعتبر أن الاتصالات المكثفة الجارية بين ممثلي الهيئات العسكرية وكذلك بين مسؤولي وزارتي الخارجية في روسيا والولايات المتحدة، لم تكن من دون فائدة ونحن مهتمون بهذا التعاون، (لكن) ليس أكثر من الولايات المتحدة».
واعتبر ريابكوف، في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن إعادة الاتصالات العسكرية الروسية الأميركية بشكل كامل، أمر غير ممكن، في ظل الإدارة الحالية في البيت الأبيض، مؤكداً أن «إدارة أوباما تصر على موقفها بتعنت».
وقطعت واشنطن الاتصالات العسكرية الأميركية الروسية عام 2014، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ووصف الدبلوماسي الروسي الرفيع بـ«المبكر للغاية» الحديث عن احتمال «إعادة إحياء» الاتصالات العسكرية الكاملة بين الولايات المتحدة وروسيا بعد انتخاب ترامب رئيساً. وأوضح، أن موسكو «درست تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب خلال حملته الانتخابية، لكنها تعتقد أن الوعود يمكن أن تكون مختلفة عن السياسة الحقيقية»، واستطرد قائلاً: «في نظام الولايات المتحدة تكون الوعود التي يتم إطلاقها في الحملات الانتخابية وما يقال خلالها مختلفة عن السياسة الحقيقية فيما بعد».
مع ذلك، أعرب ريابكوف عن استعداد روسيا التام لبدء العمل على إعادة العلاقات الروسية الأميركية من دون إضاعة الوقت، متحدثاً عن إشارات إيجابية صدرت عن ترامب منذ انتخابه. وقال: «(الرئيس الأميركي المنتخب) انخرط بشكل نشط في التواصل مع القادة الأجانب منذ البداية، وهذا برأينا يعني أنه يولي اهتماماً كبيراً لهذا الأمر.
وجدد تأكيده أن دعم روسيا للاتفاق النووي مع إيران لم يتغير على الرغم من تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية بأن أولويته في حال انتخابه ستكون إلغاء الاتفاق.
وبدا أن موقف ترامب المعادي للاتفاق النووي من شأنه أن يصب في مصلحة تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية.
وإلى العاصمة الإيرانية طهران، وصلت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو على رأس وفد من المجلس. وأكدت ماتفيينكو خلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، أن الاتفاق النووي، عزز التعاون بين روسيا وإيران في العديد من المجالات الصناعية والعلمية والتعليمية والثقافية، معربةً عن أملها في أن يحافظ ترامب على التزامات بلاده في الساحة الدولية بما في ذلك الاتفاق النووي. ونوّهت بأن وجهات النظر بين روسيا وإيران متطابقة أو متقاربة جداً في الكثير من القضايا، مشيرة إلى أن بلادها تعير اهتماماً كبيراً للتعاون المكثف مع طهران في مجال محاربة الإرهاب.
ومن جانبه، شدد لاريجاني على ضرورة تعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين روسيا وإيران، مشيراً إلى أنه أجرى «مباحثات مفيدة وجيدة»، وكشف أن ماتفيينكو «تقدمت بمقترحات (لمزيد من تعزيز العلاقات الإيرانية الروسية) في مختلف المجالات، يمكن التنسيق بشأنها بناءً على الظروف الإقليمية والدولية».
وبدوره، صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي فيكتور أوزيروف بأن إيران مهتمة بشراء أسلحة روسية ومعدات عسكرية، بما في ذلك دبابات من طراز «تي 90»، وأنظمة المدفعية وطائرات ومروحيات، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 10 مليارات دولار.
وأوضح أوزيروف للصحفيين أن مفاوضات بين الجانبين تجري بخصوص هذه المتطلبات. وأضاف: «تم وضع الأسس، وإنشاء المحفظة، (قيمتها) تبلغ نحو 10 مليارات دولار»، لكنه أشار إلى أن تسليم تلك الإمدادات يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، إذا ما جرى ذلك خلال السنوات الأربع المقبلة. وبموجب الاتفاق النووي فقد حظر مجلس الأمن توريد الدبابات والطائرات لإيران خلال السنوات الخمس التالية على توقيع الاتفاق، أي حتى عام 2020.
وأضاف: من الواضح، أن الولايات المتحدة وشركاءها سيقومون بحظر هذه الإمدادات، لكن سنواصل هذه المفاوضات».
وبيّن أن منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 300» التي سلمت لإيران سابقاً ستدخل المناوبة القتالية مع نهاية العام الجاري. وأكد أن روسيا لا تحتاج حالياً إلى استخدام قاعدة همدان الجوية الإيرانية، نظراً لتصديق اتفاقية حول تسليم قاعدة حميميم للاستخدام، لكن روسيا لا تستثني العودة للمباحثات مع إيران حول استخدام قاعدة همدان مجدداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن