رياضة

الغياب المونديالي

| المحرر الرياضي

تابعنا على مدار أسبوع تفاصيل التصفيات المونديالية لكل بقاع الكرة الأرضية ومن هذه اللحظة بات الكثيرون يتكلمون عن غياب مونديالي لبعض عمالقة الكرة في العالم.
بداية الغياب المونديالي أمر متوقع لأي منتخب مهما علا شأنه وأي تهاون يمكن أن يدفع صاحبه ضريبة باهظة بسبب نتيجة مباراة واحدة.. تاريخياً الغياب بسبب عدم التأهل ذاق مرارته كل منتخبات الكون باستثناء البرازيل وألمانيا مع ميزة أن البرازيل لم تغب شمسها عن كأس العالم بينما الألمان غابوا مرتين الأولى طوعاً واختياراً عندما لم تشارك بمونديال 1930 عندما كانت الدعوة عامة ثم غابت عن مونديال 1950 بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها إثر الحرب العالمية الثانية.. وغير ذلك نجد أن أساتذة اللعب الإنكليز غابوا عن النسخ الثلاث الأولى دلعاً وتكبراً وعن مونديالات 1974 و1978 و1994 بفعل نتائج التصفيات، وأبطال العالم أربع مرات الطليان عانوا الغياب 1930 طوعاً و1958 كرهاً، والديوك الفرنسية التي عادة ما تكون مناقيرها جارحة في العرس العالمي غابت ست مرات واحدة بإرادتها 1950 وخمس مرات بفعل نتائج التصفيات أعوام 1962 و1970 و1974 و1990 و1994، والإسبان غابوا عن 1930 بملء إرادتهم و1938 بفعل الحرب الأهلية ولكنهم في مونديالات 1954 و1958 و1970 و1974 لم يستطيعوا العبور.
في القارة اللاتينية حيث نجد ثلاثة منتخبات عملاقة هي البرازيل والأرجنتين والأورغواي نجد أن الأرجنتين امتنعت عن المشاركة 1938 و1950 وأخفقت في التأهل 1954 و1970، والأورغواي عزفت عن المشاركة 1934 و1938 ثم عجزت عن التأهل ست مرات أعوام 1958 و1978 و1982 و1994 و1998 و2006.
هذه المرة لا يبدو منتخب الأرجنتين بمأمن ونتيجته فجر اليوم بمواجهة كولومبيا سيكون لها أبعاد كثيرة، وسحرة التانغو من المنتخبات التي يمكن القول فيها إن المونديال يخسرها وليس العكس ذلك أن جمهور المستديرة في العالم قاطبة ينتظر رؤية ليونيل ميسي في طليعة المدعوين للعرس المرتقب.
وحقيقة لن يكون ليونيل ميسي أول العباقرة الذين لا تسعفهم الظروف لحضور المونديال، فها هو عظيم اليونايتد غيغز وعظيم ليفربول رأش ومشاغب فرنسا كانتونا وقزم الدانمارك سيمونسن وملاك ألمانيا الأشقر شوستر وبيليه إفريقية الغاني ورمز ليبيريا وياه وأيقونة ريال مدريد دي ستيفانو كلهم لم يلعبوا دقيقة مونديالية واحدة، بمعنى أن ميسي محظوظ بالنظر إلى كل هؤلاء لأنه حضر في ثلاث نسخ ومع ذلك تستهجن الجماهير رؤيته بعيداً عن الحدث الكروي الجلل.
كلنا أمل أن تتدارك الأرجنتين الموقف وحذار على إسبانيا وإيطاليا في المجموعة الأوروبية السابعة وفرنسا وهولندا في المجموعة الأولى فلا عزاء لأي منتخب يخفق في التأهل لأنه سيكون من صنع يده.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن