ثقافة وفن

أكدت أن السوريين هم الحضارة وسيبقون حاملين رسالة الفن مهما كانت الظروف … لوحات كوكبة من التشكيليين السوريين تعرض في افتتاح صالة «أدونيا» للفنون

| سوسن صيداوي

تم افتتاح صالة «أدونيا» للفنون من خلال معرض جمع كوكبة من الفنانين التشكيليين السوريين، الذين شاركوا بالمحبة وبالعطاء وبالتأكيد بأن السوريين هم الحضارة والفن والرقي وبأنهم كانوا وسيبقون حاضرين وحاملين لرسالة الفن مهما كانت الظروف، إذ شاركوا بعدة لوحات تفاوتت في اختلاف الأسلوب والتعبير والمواضيع وحتى في الألوان والأحجام، وكان الحضور مرحبّا ومتفائلاً بهذه الصالة، والتي هي وحيدة في منطقة المهاجرين، الأمر الذي سيشجع أكثر في الحركة الفنية التشكيلية، هذا ما عبّر عنه الحضور والفنانون المشاركون وهم: لينا ديب، خلود السباعي، عناية البخاري، صريحة شاهين، وليد الآغا، محمد غنوم، نذير إسماعيل، زهير حسيب، خير اللـه الشيخ سليم، خليل درويش، أيمن الدقر، والذين اجتمعوا في الصالة الكائنة في حي المهاجرين-موقف الشطة-جادة العسلي.

أيمن الدقر
لوحاتي ليست وسيلة إيضاح
أنا سعيد جداً لافتتاح صالة «أدونيا» وخاصة أن الإقبال جميل، وهذا يدل على أن هناك اهتماماً بالمعرض الفني التشكيلي، والمعرض الحالي يضم فنانين تشكيليين لهم أسماؤهم المهمة وعملهم الفني الراقي، وأنا فوجئت بالإقبال فخطوة كهذه لاقت استحساناً كبيراً من الفنانين، لأنه مهما كانت هناك صالات فنية في دمشق فنبقى بحاجة إلى صالات، وخاصة في المهاجرين، وأنا شاركت بأربع لوحات غرافيك بالحبر الصيني واللون الذهبي، ولكل لوحة هدفها وموضوعها ورؤيتها، ولكن أنا لا أحب أن أحكي عن لوحاتي وماذا تعني فأنا لا أحب أن أحوّل اللوحة إلى وسيلة إيضاح بل أفضل أن يفسّر المشاهد ما يراه».

صريحة شاهين
عصرنة التراث الإسلامي
احتضنت صالة «أدونيا» لوحات فنية تشكيلية إضافة إلى مجموعة من الأعمال التي قدّمتها الفنانة التشكيلية صريحة شاهين التي تحدثت عن أعمالها وهذه المشاركة قائلة: «أنا شاركت من خلال أربعة أعمال خزفيّة كنت استقطبتها من تراثنا الإسلامي، ومن الأعمال: الجرة والفازة ومصب القهوة، وكلّها أدوات كنا نستخدمها وهي مصنوعة من الفخار، لكنني أحببت أن أقدّمها مزوّدة بأشكال فنية بحيث تعطي جمالية فنية أكثر، من خلال ما يمكنني أن أسميه بلمسة عصرنة، كي تتوافق مع الحياة الحالية المعاصرة ومتطلباتها، ففي النهاية هذه الأمور أصبحت تُستخدم لتجميل الديكورات وكصمديات، أما بالنسبة للمعرض فهو جميل، وفيه أعمال رائعة للفنانين المشاركين، وطبعا هنا أحب أن أشكر وزارة الثقافة بشكل عام لأنها تقيم دائماً المبادرات والمعارض والفعاليات كي تشجّع الفنانين، وأحب أن أشكر الفنان أيمن الدقر بشكل خاص على افتتاح هذه الصالة لأن فيها تأكيداً بأن الفنانين التشكيليين ثابتون وصامدون رغم ما يواجهونه من صعوبات وتحديات».

محمد غنوم
أي عرض للجمال هو إزاحة للقبح
ومن الحضور الفني المشارك في المعرض كان الفنان التشكيلي محمد غنوم الذي تحدث عن مشاركته في المعرض قائلاً: شاركت بأربع لوحات هي (لوحة حب، لوحة دمشق، لوحة شام، لوحة لفظ الجلالة)، وأحببت المشاركة كثيراً باعتبار هذا الغاليري مخصصاً لافتتاح صالة «أدونيا» للفنون، والتي جاءت بأعمال متنوعة وبتقنيات متنوعة بين إكريليك على قماش وما بين فواش على كرتون، وفي الحقيقة افتتاح هذه الصالة بشكل خاص هو أمر يُسعدني، كما أن افتتاح أي صالة للفنون هو أمر مفرح وبالتحديد في ظل هذه الظروف، لأنني اعتبر أي عرض للجمال هو إزاحة للقبح وبالتالي أي افتتاح لأي صالة فهو أمر يدّل على أننا لازلنا وسنبقى لأن الفنانين السوريين صنّاع حضارة وصنّاع فن، وأيضاً لابد أن أشير إلى أهمية هذا الافتتاح بسبب إغلاق الكثير من الصالات أو توقف نشاطاتها بسبب الظروف الراهنة، وبالنسبة إلى افتتاح صالة «أدونيا» في هذا المكان، فهنا في المنطقة لا يوجد صالة للفنون كما أتمنى لهذه الصالة الاستمرار وإقامة المعارض بشكل دائم».

لينا ديب
أكرس الحضارة القديمة بالحداثة
مهما حاول المرء الابتعاد والخروج من الحالة المفروضة عليه إلا أنه لابد أن يتأثر، ولكن الحضارة تبقى فهي الولادة مهما مرّ عليها من زمن، وهذا ما أوضحته الفنانة التشكيلية من خلال الحديث عن مشاركتها وأعمالها تقول لينا ديب: «أنا شاركت بأربعة أعمال في الصالة التي تتميز بأنها جميلة وأنيقة جدا، والفنان أيمن الدقر مشكور على هذا الافتتاح وعلى هذه الخطوة، وخاصة أنه فنان ويشعر بما يعانيه الفنانون، واللوحات التي قدمتها فيها ما تعيشه الأزمة وفيها شيء من بكاء الأمهات، وفيها أيضاً ما تبقى من الذاكرة مع ذكريات عن الوطن، أما في اللوحة الأخرى ففيها شيء من أوغاريت، وحاولت أن أكرّس الحضارة القديمة بالحداثة كي أؤكد بأننا نعيش في بلد له عراقة ووجود ولسنا أولاد اليوم، كذلك عملت شيئاً من القلاع بالغرافيك الأصلي، وبالنسبة لما يخص الألوان فهي اللون الأسود على خلفية زرقاء أو خضراء، لأنني ربطت بين البحر، فأوغاريت موجودة في منطقة ساحلية في اللاذقية، في حين ربطت في لوحة أخرى بين الأسود والأخضر والأبيض والأصفر، لأن الأخضر هو لون الأرض والأبيض هو لون السلام والأمل، واللون الأصفر هو لون الموت، في حين اللون الأسود هو خياري في الأعمال كي أعطي نوعاً من الرصانة والوقار والثبات والوجود، وحتى الحفر بين الأبيض والأسود هو بهدف التذكير بأن الحفر لازال موجوداً باعتباره حرفة تتطلب مهارة ودقة وتقنية عالية، لهذا أقدم أنا دائماً الحفر في أعمالي كي أؤكد بأنه لا زال له بقاء أو وجود».

خير اللـه الشيخ سليم
الصالات الفنية أنهكتنا بأسلوبها التجاري
لا يمكن للأزمة أن تغيب مهما حاولنا تجاهل منعكساتها وتأثيراتها، وهذا ما أوضحه الفنان خير اللـه الشيخ سليم متحدثا عن مشاركته قائلاً: شاركت بمجموعة من اللوحات منها أربع لوحات كبيرة وأربع أخرى صغيرة، ومن خلالها أحببت أن نعطي الجمال في هذا الوقت الصعب، كما جسّدت في لوحاتي كيف أننا نفقد الكثير من الأمور الجميلة في ظل الوضع الراهن وكيف انتشر نوع من القبح والحزن، فالمهرج في إحدى اللوحات صورته بأنه تحجر رغم أنه هو من يُفرح الناس، إلا أنه تأثر أيضاً بالظرف الحالي وأصبح حزيناً ومتحجراً، كما صورت القلق الداخلي الذي هو موجود ولا يمكن أن نهرب منه فأنا متأثر جداً بالأزمة، كما أحب أن أشير إلى أن الصالة رائعة جداً وفيها أعمال متنوعة، وأشكر الفنان أيمن الدقر لرؤيته واختياراته وعلى البرنامج الذي اختاره في افتتاح الصالة، فخطوات كهذه أصبحت ضرورية ولازمة في الوقت الحالي، وخاصة أن الصالات الفنية الخاصة قد أنهكتنا بأسلوبها التجاري، وأصبحنا بحاجة إلى محاولات ومبادرات كهذه تكون قادرة على الوقوف إلى جانب الفنان الحقيقي، وليس الجهات التي تسعى لبناء فنان أو خلق فنان ففي النهاية الفن السوري يجب أن يبقى موجوداً فهو معروف ومحبوب عالمياً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن