سورية

في انتظار أمر إطلاق عمليته الواسعة … الجيش يمهد بقصف مدفعي ضد مسلحي شرق حلب

| حلب – الوطن

بدأ الجيش العربي السوري أمس تمهيداً نارياً بقصف طال معاقل مسلحي الأحياء الشرقية من حلب في انتظار تلقي أمر مباشرة عمليته العسكرية الواسعة بعد أن رفع جهوزيته عالياً للمعركة المرتقبة في أي وقت على حين صعد أهالي شرق حلب مظاهراتهم ضد المسلحين خصوصاً في الأحياء التي تشكل مركز ثقل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).
واستهدف قصف الجيش مراكز للمسلحين في أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة والميسر وباب النيرب وقاضي عسكر ومساكن هنانو والحيدرية، بحسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وتابع المصدر بأن الجيش حقق الهدف من قصفه بتدمير مستودعات أسلحة لمسلحي شرق حلب وعتاد عسكري بالإضافة إلى قتل أعداد كبيرة منهم احتشدوا في بعض المحاور لشن هجمات باتجاه نقاط تمركز الجيش عند خطوط تماس الأحياء التي قضم مساحات واسعة منها إبان بدء عمليته العسكرية قبل شهرين قبل توقفها لترميم الخرق الذي حققه مسلحو «الفتح» في أحياء غرب المدينة وتأمين تلك الأحياء في وجه هجمات جديدة باتت مستبعدة بعد إنهاك واستنزاف مسلحيه ومقتل أعداد كبيرة منهم.
ورأى خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن القصف الجيش لم يرتق إلى مستوى التمهيد لمعركة حقيقية واسعة وحاسمة بل أراد توجيه رسالة ربما قد تكون الأخيرة عن نية الجيش بدء عمليته العسكرية في أي وقت ترتئيه القيادة السياسية والعسكرية مناسباً لاسيما بعد أن أنهى استعداده اللوجستي ومن محاور عديدة لاقتحام الأحياء الشرقية وتقطيع أوصالها وصولاً للقضاء على الإرهاب فيها وتخليص سكانها من سجنهم الكبير الذي احتجزهم المسلحون فيه.
وترافق ذلك مع قصف على مواقع لمسلحي ميليشيا «جيش الفتح» في ريفي حلب الجنوبي والغربي وخصوصاً في خان العسل والأتارب وكفرناها وأورم الكبرى وخان طومان وخلصة وزيتان والزربة وريف المهندسين وطريق عام دمشق حلبـ حقق خلالها إصابات محققة في أوكار وتجمعات المسلحين وألحق خسائر بشرية وعسكرية كبيرة في صفوفهم.
واعتقد الخبراء أن تمهيد الجيش ضد مسلحي شرق حلب، تزامن مع بدء القوات الروسية المرابطة قرب الشواطئ السورية عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المسلحين في ريفي حمص وإدلب بتوجيه ضربات جوية من حاملة الطائرات كوزنيتسوف طالت أهدافهم العسكرية.
وعلى الرغم من إعلان الكرملين بأن عملية القوات الروسية لا تشمل حلب إلا أن محللين سياسيين قالوا لـ«الوطن»: إن العملية الروسية ستشمل في وقت لاحق حلب بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية للجيش السوري باتجاه الأحياء الشرقية وبشكل منسق بين قيادتي البلدين العسكريتين.
وكان نهار أمس لافتاً لجهة تصاعد حدة ورقعة الاحتجاجات الشعبية ضد مسلحي الأحياء الشرقية وبخاصة في الأحياء التي تعتبر مركز ثقل لتمركز مقاتلي «فتح الشام» مثل بستان القصر والكلاسة والفردوس وجسر الحج حيث اعتقل عشرات المتظاهرين المطالبين بالسماح للمدنيين بمغادرة الأحياء من خلال المعابر الإنسانية المفتوحة نحو مناطق سيطرة الجيش السوري غربي المدينة قبل أن تتسع مساحات المظاهرات لتشمل أحياء الشعار والصاخور وطريق الباب وتشهد اشتباكات مع المسلحين سقط خلالها جرحى بين المتظاهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن