سورية

أوباما: تكرار السيناريو الليبي في سورية مستحيل … بوتين وترامب يناقشان توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف وتسوية الأزمة السورية

| وكالات

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على الحاجة إلى تعاون بناء بين بلديهما في مواجهة الإرهاب والتطرف «الخطر الأول الذي يهدد العالم». جاء التأكيد المشترك على حين شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على الاختلاف بين سورية وليبيا، وأن إدارته تسعى بقوة وراء الحل السياسي لإنهاء أزمة الأولى.
وأعلن الكرملين الثلاثاء أن بوتين لن يجتمع مع ترامب قبل تولي الأخير منصبه رسمياً في 20 كانون الثاني 2017.
وجاء الإعلان الروسي بعد أول اتصال هاتفي جرى بين بوتين وترامب منذ فوز الأخير في الانتخابات الأميركية، والذي «هنأ خلاله بوتين مجدداً ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتمنى له التوفيق في تنفيذ برنامجه الانتخابي». وبحسب بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في الكرملين، أكد بوتين «استعداده لإقامة حوار شراكة مع الإدارة الأميركية الجديدة يقوم على أسس المساواة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وتبادل بوتين وترامب، بحسب البيان الذي صدر أول من أمس، «الآراء حول ضرورة توحيد الجهود لمحاربة العدو المشترك رقم واحد: الإرهاب الدولي والتطرف، وأضاف البيان: «وفي هذا الصدد، تمت مناقشة مسائل تسوية الأزمة في سورية».
وبدوره أكد ترامب أنه يتطلع إلى إقامة علاقات وطيدة طويلة الأمد مع روسيا.
واتفق الجانبان على «مواصلة الاتصالات الهاتفية وعقد لقاء شخصي في المستقبل».
وسبق لترامب أن تحدث خلال الحملة الانتخابية عن نيته لقاء بوتين قبل تنصيبه. ولكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قال: إنه لم يتم التوصل لاتفاق على الاجتماع قبل 20 كانون الثاني خلال الاتصال يوم أول من أمس.
وأوضح بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف أيضاً أن الرجلين لم يناقشا الأزمة الأوكرانية أو وضع القرم.
ودعا ترامب بعد أيام على فوزه بالانتخابات، إلى التوقف عن محاربة سورية وروسيا، وإيجاد أرضية مشتركة معهما لمكافحة تنظيم داعش، مرجحاً تحويل الدعم عن المعارضة السورية إلى أولويات قتال التنظيم المتطرف.
وأكد أحد أبرز المرشحين لتولي حقيبة الخارجية في الإدارة الجمهورية المقبلة، أن إدارة ترامب تطمح إلى «إعادة ضبط علاقات الولايات المتحدة مع روسيا والصين».
واعتبر رودي جولياني، والذي سبق له أن ترأس بلدية نيويورك، أن إدارة أوباما السابقة قد «حولت روسيا إلى عدو». وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، رجح جولياني أن يركز الجزء الأكبر من الإستراتيجية الأولية للسياسة الخارجية في عهد ترامب على تدمير داعش.
واللافت أن جولياني وضع أكثر المشكلات الشائكة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم في المرتبة اللاحقة بعد داعش، ومضى شارحاً موقفه بالقول: «داعش أخطر تهديد عالمي، ليس فقط لما يقوم به في العراق وسورية، فهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء العالم». ولم يحدد بالضبط فحوى خطط ترامب المستقبلية لمحاربة داعش.
وقبل يومين، أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الروسي (الدوما) ليونيد سلوتسكي عن أمله في أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة بعد تولي ترامب، إلى تنفيذ الاتفاقات المشتركة حول محاربة الإرهاب في سورية.
في غضون ذلك، لم يستبعد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن يلتقي وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك»، والتي تستضيفها العاصمة البيروفية ليما يومي 19 و20 من الشهر الجاري.
وقبل يومين، اتفق الوزيران على تمديد مشاورات الخبراء للبحث عن تسوية سلمية للوضع المتأزم في حلب. لكن لافروف ذكّر كيري أن الولايات المتحدة لم تفصل حتى الآن المعارضة عن الإرهابيين في سورية، مشيراً أيضاً إلى أن «الجماعات المسلحة وما يسمى بـ«المجلس المحلي» في (الأحياء الشرقية من مدينة حلب) يرفضون التعاون لتسوية الوضع»، في حين التزم سلاحا الجو الروسي والسوري بعدم الطيران فوق المنطقة، خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
في الأثناء أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن القيام بعملية عسكرية في سورية على غرار ما كان في ليبيا «مستحيل». وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي له، «(في ليبيا) كان لدينا تفويض دولي، كان لدينا قرار من مجلس الأمن. وكان لدينا تحالف واسع، وكان بإمكاننا تنفيذ مهمة الدعم، التي حققت نتائجها المرجوة لحماية بنغازي من التدمير». وأردف قائلاً: إن الوضع في سورية «أكثر تعقيداً بكثير، إذ يوجد هناك وكلاء يمثلون دولاً أخرى، وهم يقدمون من جميع الأطراف».
وتابع قائلاً: «إذا سألتم إذا ما كانت لدينا إمكانية للقيام بنفس العملية العسكرية التي قمنا بها في ليبيا، فمن الواضح أن الوضع مختلف تماماً. وليست لدينا مثل هذه الإمكانية. ولذلك فإننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا من أجل الحل السياسي».
وفي الحرب على داعش، رأى الرئيس الأميركي أن الأولوية الرئيسية للأمن القومي لبلاده هي في مكافحة داعش سواء كان ذلك في مدينة الموصل العراقية أو الرقة.
وتناغماً مع ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن داعش يحتل رأس قائمة المهددات العالمية لأمن الولايات المتحدة، والتي تضم أيضاً إيران، كوريا الشمالية، الصين، روسيا.
وأكد كارتر ضرورة مكافحة داعش، إيران، كوريا الشمالية حالياً، مبيناً أن بلاده تسعى إلى التعاون مع روسيا والصين وتحقيق الأهداف المشتركة، ولكن هناك أيضاً مسائل نختلف بشأنها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن