سورية

أردوغان لا يتوقع استمرار مقاومة داعش في الباب طويلاً.. و«الوحدات» تعلن عزمها على الانسحاب من منبج للقتال في الرقة … «فدرالية» الشمال… تلفظ أنفاسها الأخيرة

| الوطن – وكالات

أقر «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) بنهاية حلمه في إقامة «فدرالية» في شمالي سورية، تمتد على مناطق الجزيرة (الحسكة) تل أبيض (الرقة) عين عرب، منبج، الباب عفرين (حلب) وجبل الأكراد (اللاذقية). وللمرة الثانية خلال أربعة أشهر، تعلن «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ«بيدا» عزمها على الانسحاب من مدينة منبج كبرى مدن الريف الحلبي على الإطلاق، لكن هذه المرة، أبدت أنقرة وواشنطن رضاهما عن الإعلان.
وسوغت «الوحدات» إعلان انسحاب عناصرها من منبج بالتوجه للقتال في الرقة، على حين ضيقت الميليشيات المنضوية في عملية «درع الفرات» التركية الخناق على تنظيم داعش في الباب.
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المسلحين المدعومين من بلاده على مسافة كيلو مترين فقط من مدينة الباب.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل سفره في زيارة رسمية إلى باكستان: «الجيش السوري الحر وصل بدعم من قواتنا الخاصة إلى مسافة كيلو مترين والحصار مستمر كما هو مخطط له»، وأضاف: «هناك مقاومة الآن لكنني لا أعتقد أنها ستستمر لفترة أطول».
من جهة أخرى، أعرب أردوغان عن ثقته بأن «وحدات حماية الشعب» ستنسحب إلى شرقي نهر الفرات من مدينة منبج الأربعاء (أمس) أو الخميس (اليوم) تنفيذاً لما تطالب به تركيا منذ فترة طويلة.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت «حماية الشعب» انسحاب عناصرها إلى شرقي نهر الفرات، للمشاركة في حملة «قوات سورية الديمقراطية» على تنظيم داعش في الرقة المسماة «غضب الفرات». وجاء في بيان صادر عن «الوحدات»: إن الانسحاب يأتي بعد أن «انتهت عناصر «حماية الشعب» بمساعدة قوات التحالف الدولي، من تأهيل القوات التابعة للمجلس العسكري في منبج». وفي إشارة مبطنة إلى تركيا، ذكر بيان «الوحدات» أن «قوات المجلس العسكري في منبج باتت تملك الآن مؤسسات عسكرية وأمنية كافية للدفاع عن تراب المدينة وشعبها أمام جميع الأخطار المحدقة بها»، مؤكداً أن حماية الشعب «على أتم الاستعداد لتلبية نداء شعـب منبج العظيم والدفاع عنهم عند الضرورة».
ووجه البيان الشكر إلى «شعب منبج النبيل بكل مكوناته في احتضانه لمقاتلينا ومقاتلاتنا».
ووصف مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش بريت ماكغورك، إعلان الوحدات بـ«الحدث المهم»، قائلاً على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن كل الوحدات ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في «مواجهة تنظيم داعش».
وفي منتصف شهر آب الماضي، أعلنت القيادة العامة لـ«حماية الشعب» انتهاء مهام «الوحدات» في حملة تحرير منبج «بنجاح»، مؤكدةً عودة عناصرها إلى قواعدها بعد أن سلَّمت جميع نقاطها إلى مجلس منبج العسكري، كما سلَّمت الإدارة المدنية إلى المجلس المدني في منبج. ومطلع أيلول الماضي، أكدت الولايات المتحدة انسحاب الوحدات إلى شرقي نهر الفرات.
وسبق لوزير الدفاع التركي فكري إيشيق أن حذر أمس الأول، عناصر (بيدا) من الاقتراب من مدينة الباب، وهددها بالقول: «في حال لم يتخلوا عن حلمهم بخصوص ربط الكانتونات (الحسكة وكوباني وعفرين) سيدفعون الثمن غالياً». وفي ردٍ على سؤال عن تهديدات (بيدا) بمهاجمة الباب في حال سيطرت عليها ميليشيات «الجيش الحر»، أجاب إيشيق: «لا يمكننا أخذ تهديداته على محمل الجد».
وتواصلت عمليات الكر والفر حول قرية قباسين مفتاح السيطرة على مدينة الباب عقب استعادة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية صباح أمس القرية. والثلاثاء سيطرت الميليشيات المدعومة تركياً على القرية، التي تعتبر بمنزلة خط دفاع داعش الرئيسي عن الباب، وذلك حسبما أعلن الجيش التركي في بيان له أمس.
ولفت البيان إلى تدمير القوات التركية 74 موقعاً، لتنظيمي داعش، و«حماية الشعب» بريف حلب الشمالي، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
واللافت أن عناصر داعش انسحبوا من قباسين قبل الهجوم العنيف الذي شنته الميليشيات المدعومة تركياً، مساء الإثنين، بأعداد كبيرة في مواجهة عشرة فقط من الدواعش!!
وتؤمن السيطرة على قباسين محوراً جديداً لقوات «درع الفرات» لبدء هجومها على مدينة الباب، كما تقطع الطريق أمام «قوات سورية الديمقراطية» للتقدم من العريمة باتجاه الباب ومنها إلى تل رفعت التي تسيطر عليها «حماية الشعب»، وهو ما من شأنه أن يقود إلى اتصال مناطق الإدارات الذاتية، التي أعلنها (بيدا) في عين العرب وتل أبيض، والجزيرة بعفرين.
وعلى صعيد العمليات في ريف الرقة، سيطرت «الديمقراطية» على قريتي خنيز جنوبي والسلمان بعد اشتباكات مع تنظيم داعش. وبذلك رفعت «الديمقراطية» إلى 45 عدد المزارع والقرى والمواقع التي سيطرت عليها منذ بدء حملة «غضب الفرات»، والتي تهدف إلى عزل مدينة الرقة عن ريفيها الشرقي والشمالي تمهيداً لطرد داعش من المدينة.
وانتقلت المعارك بعد خنيز جنوبي إلى محور تل السمن حيث قصفت الطائرات التابعة للتحالف الدولي مناطق في البلدة الواقعة على بعد نحو 30 كلم شمال مدينة الرقة ما أسفر عن دمار في ممتلكات المواطنين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن