سورية

تركيا العائق الرئيس أمام استكمال تحرير ريف اللاذقية الشمالي

بعد استعادة الجيش العربي السوري كنسبا، آخر معاقل المسلحين الأساسية بعد سلمى وربيعة في ريف اللاذقية الشمالي، إثر اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، لم يتبق سوى تلال كباني لينهي الجيش بإسناد جوي روسي معارك ريف اللاذقية، ولتصبح بذلك أول محافظة سورية خالية من المسلحين باستثناء جيوب قليلة لا تزال موجودة عند الشريط الحدودي مع تركيا، لكن بقاء تلك التلال إلى الآن تحت سيطرة تلك التنظيمات والميليشيات ومعارك الكر والفر المتواصلة في هذه التلال يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي تحول دون السيطرة عليها.
وفيما لو تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على تلال كباني تصبح اللاذقية أول محافظة سورية خالية من المسلحين باستثناء جيوب قليلة لا تزال موجودة عند الشريط الحدودي مع لواء إسكندرون السليب بعمق كيلومتر واحد.
وإلى الآن، يحلق الطيران الحربي السوري والروسي في سماء اللاذقية لكن وجهته وهدفه ليسا تلال كباني أو ما يعرف بـ«مثلث الموت» وفق توصيف مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن» الأمر الذي يترك الكثير من التساؤلات حول هذا المثلث خصوصاً بعد معارك كر وفر في المنطقة لم تحسم منذ أشهر، وفي ظل غياب شبه تام لعمليات سلاح الجو في تلك المنطقة.
وحسبما قال المصدر، فإن العقبة الرئيسية التي تقف في وجه تمكين السيطرة على تلال كباني هو قمة جبل الراعي الإستراتيجية «وهي عبارة عن نهاية سلسلة جبلية تمتد من لواء إسكندرون بعمق يقارب 3 كيلومترات في الأراضي السورية وتنتهي بجرف صخري شبه عمودي لا يمكن الوصول إليه برياً إلا من جهة الحدود التركية ويضم تمركزات وتجمعات وتحصينات عسكرية للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة». ولفت المصدر إلى أن تلك التنظيمات والميليشيات المتمركزة في جبل الراعي تمتلك أسلحة ثقيلة من قبيل دبابات متطورة ومدفعية ثقيلة ومضادات طيران وغيرها.
وأضاف: إن «الطيران الحربي الذي يعتبر السلاح الوحيد القادر على استهداف تلك التنظيمات في جبل الراعي لا يمكنه ذلك ولا يقوم بأي غارة جوية على المنطقة نظراً لصعوبة تحرك سلاح الجو فيها بسبب ضيق المسافة الناتج عن القرب من الحدود مع تركيا عند لواء إسكندرون السليب، وهناك تخوف من أن تقوم تركيا بإسقاط المقاتلات التي ستناور فوق قمة الراعي».
وسبق لتركيا أن قامت بإسقاط مقاتلة روسية فوق الأراضي السورية في نهاية العام الفائت بحجة أنها اخترقت الأجواء التركية وعلى أثرها حصلت قطيعة تركية روسية استمرت لفترة من الزمن عاقبت موسكو خلالها أنقرة على فعلتها ثم عادت العلاقات إلى مجاريها بعد أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذاراً لروسيا عن إسقاط السوخوي.
وعلى الرغم من عودة العلاقات التركية الروسية ومن تراجع اللهجة العدائية التركية تجاه سورية إلا أن أنقرة لن تسمح بذلك نظراً لأن تلك التنظيمات والميليشيات الموجودة في المنطقة تتبع لها وتقوم بتسليحها وتمويلها وفق المصدر الذي قال: «رصدنا مرات عدة سيارات كبيرة لا بد أنها تنقل شحنات أسلحة تعبر الحدود إلى المسلحين في سلسلة جبل الراعي من جهة تركيا».
وأوضح المصدر أن السيطرة على جبل الراعي تعني أن المنطقة المحيطة به المتمثلة بريف إدلب الجنوبي الغربي بما فيها جسر الشغور وتلال كباني وامتداد المسلحين في سهل الغاب من جهة جسر الشغور وحتى الجيوب الحدودية التي تحوي مسلحين ستصبح بحكم الساقطة نارياً، وهذا سيمكن الجيش العربي السوري من تطهير محافظة اللاذقية بالكامل لتصبح خالية تماما من المسلحين وسيفتح له أبواب إدلب من الجهة الجنوبية الغربية».
وبيّن المصدر أن «قسماً كبيراً من المسلحين انسحب من المنطقة الإدارية التي تصل ريف اللاذقية الشمالي مع ريف إدلب الجنوبي الغربي مع ريف حماة الشمالي الغربي وانتقلت تلك المجاميع المسلحة باتجاه محافظة حلب حيث تحتدم المعارك العسكرية ويضيق الجيش بالتعاون مع حلفائه الخناق على التنظيمات الإرهابية المسلحة الموجودة هناك».
وتنتشر في ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة من بينها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وميليشيات «لواء أحرار الساحل» و«لواء السلطان عبد الحميد» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» وغيرها.. التي تضم في صفوفها مقاتلين أجانب يتسللون عبر الحدود التركية، وعملت تلك التنظيمات والميليشيات في السابق وما تزال حتى الآن لكن بدرجة منخفضة جداً عما قبل، على استهداف قرى وبلدات ريف اللاذقية الشمالي بقذائف الهاون وقذائف صاروخية واقتحمت قرى وهجرت أهلها وارتكبت مجازر بحق أطفالها واختطفت العديد من النساء والأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن