سورية

الجيش يمهد نحو أحياء في شرقي حلب ومسلحوها «يفخخون» خط الرجعة

| حلب – الوطن

مهد الجيش العربي السوري لعملية عسكرية قد تقود قواته إلى داخل أحياء في شرقي حلب في الوقت الذي قطع فيه مسلحو تلك الأحياء خطوط العودة عن قرارهم بالتشبث فيها عبر تفخيخ الطرقات المؤدية إلى الممرات الإنسانية التي حجز مدنيو الأحياء بعيداً عنها ونالوا حظهم وافراً من إجرام المسلحين.
والحال أن مسلحي الأحياء الشرقية صموا آذانهم وشلوا قدراتهم العقلية تجاه أي مبادرة من الجيش العربي السوري بتحكيم لغة العقل وحقن الدماء ورفضوا كل الهدن المعلنة وغير المعلنة وضربوا عرض الحائط بمصير المدنيين الذين يتخذونهم دروعاً بشرية من دون أن يتمكنوا من التأقلم مع الرياح التي تهب في غير ما تشتهي أنفسهم أو استقراء الواقع الجديد بمعطياته الميدانية التي فرضها الجيش العربي السوري عليهم.
وفي ضوء ذلك، بدأ الجيش العربي السوري تمهيداً نارياً مدفعياً صوب حيي مساكن هنانو أقصى شمالي شرقي المدينة وحي أغيور شمالي المدينة القديمة وفي اتجاه ما تبقى من حي بستان الباشا الذي يسيطر الجيش على القسم الأعظم منه على حين دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين في حي جمعية الزهراء شمالي غربي المدينة تكبدوا خلالها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
وكان الجيش حقق في وقت سابق من نهاية الشهر المنصرم تقدماً باتجاه مساكن هنانو ذات المساحة الكبيرة والمحاصرة من جهات ثلاث بعدما دفع بالمسلحين فيها إلى عمق الأحياء الشرقية لتصبح شبه ساقطة نارياً بعد أن مد نفوذه إلى حي أرض الحمرا المتاخم وسيطر على كتل ابنية في السكن الشبابي المجاور على حين هيمن على المواقع الإستراتيجية في بستان الباشا ووصل إلى تخوم حي الهلك الفوقاني ومستديرة الصاخور من طرف سليمان الحلبي بعدما ضيق الخناق على المسلحين من جهة الشمال بالاستحواذ على مستديرة الجندول ومنطقة عويجة ومحيطها.
وفتح الجيش بمؤازرة الأصدقاء جبهة منطقتي الراشدين 4 و5 وسوق وأرض سوق الجبس في محور حلب الجنوبي الغربي ودك نقاط تمركز مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» في تلك المناطق التي تعتبر نقاط انطلاقهم صوب الأحياء الغربية من المدينة التي باتت مؤمنة بالكامل إثر استرداد منطقة منيان وضاحية الأسد السكنية ومشروع الـ1070 شقة السكني، ما شكل عنصر ضغط هائل على مسلحي الأحياء الشرقية المنفصلين عن الواقع بعنجهيتهم وغرورهم ووعود الدول الإقليمية الزائفة لهم.
وتقاطعت معلومات مصادر أهلية في الأحياء الشرقية من حلب، تحدثت لـ«الوطن»، مع ما بثته وزارة الدفاع الروسية عن قتل المسلحين لأكثر من 27 مدنياً في أثناء تفريقهم لاحتجاجات عفوية خرجت عليهم في أحياء العامرية وبستان القصر والكلاسة والفردوس والمعادي وجسر الحج إثر تنامي الحنق والحقد الشعبي وتفاقم حال الغليان في نفوس المدنيين المحتجزين رهائن للمساومة عليهم في سوق نخاسة المجتمع الدولي.
ولم يجد المسلحون أمامهم من خيارات سوى إطلاق قذائف متفجرة على حيي الفرقان والسليمان تسببت بإصابات في صفوف المدنيين وأكثر من 15 صاروخ غراد على مدينة السفيرة (40 كيلو متر شرق حلب) تسبب بحال من الذعر لدى المدنيين وخلفت شهداء وجرحى لم يعرف عددهم بدقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن