سورية

دي ميستورا يطلب من الرئيس الأميركي المنتخب دعم «الانتقال السياسي» في سورية … «البنتاغون» ترسل إشارة إلى ترامب: مستعدون لاستئناف اتفاق 9 أيلول

| وكالات

بعد أن أدت الدور الأبرز في تعطيل الاتفاق الذي توصل إليه وزيرا خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في التاسع من أيلول الماضي، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إشارات إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عن موافقتها على استئناف الاتفاق.
وقبل ثلاثة أيام، ناقش ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الدولي والتطرف. جاء ذلك في أعقاب دعوة ترامب، التي أطلقها بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، إلى التوقف عن قتال روسيا وسورية، مبدياً عزمه على إيجاد «أرضية مشتركة» مع الروس والسوريين من أجل قتال تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. وعبّر الرئيس المنتخب بهذه المواقف عن تمسكه بالتصريحات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية. وبعد هذه المواقف، أدركت المؤسسة الأميركية وبالأخص وزارة الدفاع «البنتاغون»، ضرورة تنفيذ «انعطافة» لملاقاة التوجهات السياسية لترامب.
ولقد لعب وزير الدفاع آشتون كارتر ومديرو الوكالات الأمنية في واشنطن دوراً كبيراً في ثني الرئيس الأميركي باراك أوباما عن المضي قدماً في اتفاق 9 أيلول. ورفضت المؤسسة الأميركية الدفاعية الأمنية ما جاء في الاتفاق من تأسيس مركز أميركي روسي مشترك لمكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) خوفاً من إطلاع الروس على أساليب عمل وكالات الاستخبارات الأميركية. وأيضاً اعترضت «المؤسسة» أمام أوباما على التعاون مع الروس في الشرق الأوسط، على حين يتواجه الجانبان في شرق أوكرانيا خصوصاً، وشرق أوروبا عموماً.
ومع تواصل التحضيرات لتولي ترامب السلطة، سربت مصادر في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية تأكيدها استعدادها لتتبع المسار السياسي للرئيس الجمهوري المقبل الذي تعهد بتحسين العلاقات الأميركية الروسية، مشددة على أن الخطوة القادمة في التعاون مع موسكو ستتمثل في استئناف العمل باتفاق 9 أيلول.
وقالت تلك المصادر لصحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية: إن ترامب بإمكانه استئناف اتفاق 9 أيلول بعد مراسم تنصيبه في كانون الثاني المقبل. ونقلت الصحيفة عن ممثل لـ«البنتاغون» قوله: «كنا مستعدين لتنفيذ المهمة المنوطة (بموجب الاتفاق)، وأضاف: «يمكننا من جديد أن نكون مستعدين لها».
وتشكل هذه المواقف موافقة من مؤسسة الدفاع الأميركية لإستراتيجية ترامب العالمية. ومؤخراً، أعرب أبرز المرشحين لتولي منصب مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين، عن تأييده إطلاق «عهد جديد من التعاون العسكري الأميركي الروسي».
في غضون ذلك، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن سعي الرئيس الأميركي المنتخب للعمل مع روسيا لهزيمة تنظيم داعش في سورية صائب، لكنه حثه على المساعدة في دفع الإصلاحات السياسية لمنع الجماعة المتشددة من تجنيد المزيد من المقاتلين.
ووصف دي ميستورا خلال حديث تلفزيوني، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء قتال داعش بـ«الأمر الحيوي»، لكنه رأى أن تحقيق النصر على التنظيم المتطرف، على المدى البعيد، يتطلب «نهجاً جديداً تماماً» فيما يتعلق بالحل السياسي. وأضاف: «بعبارة أخرى نوع من الانتقال السياسي في سورية. وإلا فإن الكثير من الأشخاص الآخرين غير الراضين في سورية ربما ينضمون إلى داعش على حين إنهم يقاتلونها». ولم يوضح دي ميستورا ما يعني بالانتقال، لكنه قال: إنه ينبغي أن يركز على حوار جديد بين الولايات المتحدة وروسيا. وأشار إلى أنه قد يؤدي إلى اللامركزية على الطريقة العراقية من خلال إعطاء بعض الحكم الذاتي للأكراد وضمان عدم تهميش السنة مع الحفاظ على وحدة سورية. ويخشى الكثير من خصوم ترامب أن تشمل نيته المعلنة في العمل عن كثب مع الرئيس الروسي في سورية سحب الدعم الأميركي للميليشيات المسلحة، والموافقة على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وقال دي ميستورا: إن الأولويات الأميركية تتغير بالفعل، وإن الرئيس الأسد وفريقه ربما «يشعرون بالراحة» في الوقت الحالي لكن عليهم أن يدركوا أن لا مصلحة لروسيا «في أن ترث» سورية مفككة تهيمن عليها حرب العصابات لسنوات مقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن