رياضة

معضلة المدربين الإنكليز

| المحرر الرياضي

قد يفاجأ المتابعون لكرة القدم بفقر الكرة الإنكليزية بالمدربين القادرين على قيادة دفة المنتخب لشاطئ الأمان بشيء من القناعة بامتلاك القدرات والإمكانات، لكن المتابع لتفاصيل دقيقة يؤكد هذه الحقيقة التي تصيب الإنكليز بمقتل وهم الذين يصنفون أنفسهم مخترعين للعبة وهم أمها وأبوها بأن معاً. قد يفاجأ المتابعون بأن كرة القدم الإنكليزية توالى على تدريب منتخبها اثنا عشر مدرباً خلال القرن العشرين مقابل سبعة مدربين خلال السنوات الست عشرة في الألفية الثالثة لكنها حقيقة دامغة، والمؤلم أكثر أن أصحاب القرار في الاتحاد الإنكليزي يقفون عاجزين عن اتخاذ قرار ينال رضا الأكثرية في الاتحاد. الغرور والتكبر الذي لطالما قتل الإنكليز تخلّوا عنه مكرهين عندما استعانوا بمدربين أجانب لقيادة المنتخب فكانت تجربة السويدي زفن غوران إريكسون مقبولة ثم تجربة الإيطالي فابيو كابيلو الفاشلة بامتياز، وفي كل مرة كانوا يعودون للعقول الإنكليزية فيصابون بخيبة أمل مريرة لدرجة أن ماكلارين أخفق في قيادة المنتخب لنهائيات يورو 2008 وهودجسون أبعده منتخب آيسلندا من دور الـ16 ليورو 2016 حتى تولّت قناعة شبه مطلقة بأن إنكلترا خالية من المدربين المحليين الكبار. الغريب أن أندية المقدمة في إنكلترا يتناوب على تدريبها المدربون الأجانب طوال الألفية الثالثة، فاليونايتد يستعين بالأجانب وآرسنال متمسك بالفكر التدريبي الفرنسي وليفربول اختار عقليات فرنسية وإسبانية وألمانية ووحده الإنكليزي هودجسون بقي نصف موسم، وتشيلسي يستنجد بعقليات متعددة إلا الإنكليزية والسيتي يرفض المدربين الإنكليز في العقد الأخير.
حقيقة أخرى تؤكد عدم القناعة بأهل البيت الإنكليز فحواها أن أربعة فقط من أندية الدوري الممتاز العشرين هذا الموسم يشرف عليها مدربون محليون. لأجل ذلك لم يعد المدربون المحليون واثقين من أنفسهم وإدارات الأندية تنبذهم، والغريب أن الإشراف على المنتخب بات حقل تجارب، فالعجوز هودجسون أخذ فرصته وماكلارن أخذ دوراً لا يستحقه وهاهو ساوثغيت صاحب التجربة الضحلة يبدو أنه سيرتقي مكاناً أكبر منه بكثير لتتكرس إحدى مشكلات الكرة الإنكليزية منذ اللحظة التي أعلن فيها الراحل بوبي روبسون ترك المنتخب عقب مونديال إيطاليا 1990.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن