رياضة

هل ينجح اتحاد السلة بالتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى؟

بدأ اتحاد كرة السلة الدخول في مرحلة جديدة على صعيد تطوير منتخباته الوطنية، وبداية الأمر قام في إعادة تشكيل لجنة المنتخبات الوطنية وضم أعضاء جدداً إليها بغية تفعيل عملها بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، وهي خطوة إيجابية تسجل للاتحاد الساعي بكل طاقته لتقديم شيء جديد بموضوع المنتخبات التي لم يكن لها أي إشراقات في عهده، لكنه قرر على ضوء هذه المرحلة السعي لاستقدام مدرب أجنبي وأعطى توجيهاته للجنة المدربين من أجل البحث عن مدرب يتناسب ويتماشى مع الإمكانات المادية المتاحة، لكن ثمة العديد من الأسئلة باتت تؤرق عشاق ومحبي اللعبة، هل بمقدور الاتحاد التعاقد مع مدرب عالي المستوى، وتجد سلتنا على يديه ضالتها، أم سيكون مدرباً بمستوى عادي لا يتعدى مستواه حدود أستاذ رياضة في بلاده.

تنظير

لست أدري لماذا يدمن البعض على لعبة شد الحبل كلما بدأنا ببناء المنتخبات الوطنية، وإعدادها لخوض الاستحقاقات السلوية المقبلة والتسرع بإطلاق الأحكام مسبقة الصنع لمردود هذه المنتخبات، والتأكيد على الفشل الذريع الذي ستمنى به في مشاركاتها الرسمية وهي لا تزال في الأطوار البدائية، يطالبون بالمدرب الأجنبي الذي فشلت معه جميع تجاربنا السابقة على مدى عقد من الزمن، وعندما ندخل معترك المنافسة ونخرج منها بخفي حنين نجعله كبش فداء، وحينها سرعان ما تتعالى الأصوات لزيادة الثقة بالمدرب الوطني وكوادرنا المحلية، ثم لا يلبثون هم أنفسهم بضرب عرض الحائط بإمكانات هذه الكوادر ويقولون المدرب الأجنبي أفضل، المنوال نفسه نسمعه لدى تشكيل أي منتخب، وما أكثر المنظرين والمنتقدين، وما أقل العاملين والمجتهدين، وليت هؤلاء لم يكونوا راغبين في العمل أو ليسوا قادرين أن يدعوا غيرهم يعمل ويريحونا من تصريحاتهم وتنظيراتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

حقيقة

أعتقد بأن الوضع الراهن لمنتخباتنا الوطنية بات بحاجة ملحة لمدرب أجنبي على مستوى عال، وأنا من أكثر المؤيدين لهذه الخطوة بشرط أن تتوافر لها العديد من المقومات والمناخات الملائمة قبل التفكير بفكرة المدرب الأجنبي، ومن أهم هذه المقومات الواجب توافرها، هل بإمكاننا التعاقد مع مدرب عالي المستوى، وهل بمقدورنا تأمين له كل متطلباته التحضيرية، وهل هناك موافقة مضمونة من القيادة الرياضية على فكرة التعاقد لفترة طويلة الأمد مع هذا المدرب ليتمكن من إعداد المنتخب وانتقاء لاعبيه بهدوء وترو وعلى أسس سليمة؟
إذا كان باستطاعة اتحاد السلة تأمين هذه المقومات للمدرب الأجنبي ووضع القيادة الرياضية تحت الأمر الواقع، فحبذا لو بدأ بهذه الفكرة بالسرعة الممكنة من دون تردد، أما إذا كان ينوي من وراء هذا التعاقد استقدام مدرب أجبني بمبلغ حسب ما تناهى لمسامعنا ثلاثة آلاف دولار، والتعاقد معه قبل البطولة بشهر أو أكثر، وبعد البطولة يعود المنتخب إلى ما كان عليه ويطير المدرب لبلاده، ومن أجل أن يبرز الاتحاد عضلاته ليؤكد للجميع أن حتى المدرب الأجنبي غير قادر على تحقيق نتائج لمنتخباتنا، فالأفضل نسيان هذه الفكرة والعودة للعمل على كوادرنا الوطنية القادرة فيما لو توافرت لها أبسط مقومات العمل على تقديم أشياء جديدة لمنتخباتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن