رياضة

عبد الله إسكندراني لـ«الوطن»: مشروع نموذجي للبطل الواعد والبعض يعرقل مسيرتنا

| حلب – فارس نجيب آغا

لديه من الطموح وحب العمل الكثير وخاصة بعض إطلاقه مشروع البطل الواعد منذ عدة أشهر فضلاً عن دخوله كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام بحلب فهو رياضي عتيق وبطل محلي وعربي وآسيوي، أمنيته رد الجميل لسورية التي وضعته على منصات التتويج فنال ما يستحق من تكريم لائق، لذا يأمل شخصياً بأن يخرّج أبطالاً يكونون خير سفراء لوطنهم في المحافل العربية والعالمية، الأستاذ (عبد اللـه إسكندراني) صاحب المشروع الأوحد الذي انفرد به في صالة نادي الحرية بلعبة رفع الأثقال حيث زارته «الوطن» خلال إحدى الحصص التدريبية مع حضور لرئيس مكتب الشباب بفرع الحزب الرفيق محمد صالح من دون موعد مسبق والذي بدروه أثنى على العمل وأكد دعمه لجميع الرياضيين دون استثناء رغم الظروف التي تعانيها حلب.

الإسكندراني لديه من الشغف الكثير ليقدم عصارة خبرته وجهده للبراعم الواعدة التي يأمل بأن تكمل المسير ويكون لسورية حضور دائم في لعبة رفع الأثقال وهو حلم يراوده ويعمل عليه ليل نهار دون كلل أو ملل.
في حقيقة الأمر ما شهدناه عبر متابعة شخصية يؤكد أن هناك رياضيين مازالوا يدفعون من جيبهم الخاص من دون أي مكسب مادي بل حب اللعبة وتمسكهم بالمحافظة على ألعابهم حتى لا تمسح من الخريطة.

مشروع ورعاية
مشروع البطل الواعد انحصر في بدايته بلعبة رفع الأثقال حيث أردنا جمع عدد كبير من الأطفال وتبنيهم بشكل كامل رياضياً وتربوياً وثقافياً وقد لاقى نجاحاً باهراً نظراً لوجود محفزات ساعدت على قدوم الأطفال واستمراريتهم والتزامهم معنا، وطبعاً كان لمنظمة الهلال الأحمر دور عبر تقديم الدعم من ألبسة وحقائب مدرسية ورعاية طبية ونفسية وهو ما حفز الكثيرين على العمل معنا بشكل طوعي، ونوه الإسكندراني إلى أن المشروع حديث العهد ونحن الآن بصدد المرحلة الأساسية وما نطمح إليه في عملنا هو الوصول لبطل أولمبي عالمي حيث نمتلك اليوم 80 طفلاً يشرف عليهم مدربون مختصون ولا يترتب أي مقابل مادي على المتدربين بل العكس تماماً يقدم إليهم جميع التسهيلات والرعاية.
خطة عمل
مشروع البطل الواعد يمر بعدة مراحل ومن أهمها الإعداد، البناء، بداية رفع الأوزان، المشاركة في البطولات، تحقيق مركز متقدم، رفد المنتخبات الوطنية بالأبطال وطبعاً سقفنا لا ينحصر في الفوز ببطولة الجمهورية فقط بل يتعداه ليصل إلى القارية والعالمية، وهو ما يتطلب العمل منا ومن بقية الكوادر إلى ما يقارب 10 سنوات حتى نصل هدفنا الذي وضعناه ضمن خطة العمل فأنا كبطل سابق لدي طموح لتخريج لاعبين يمثلون سورية أفضل تمثيل بالمحافل القارية والعالمية لأننا أصحاب رسالة وفي سورية نملك مواهب وخامات بحاجة إلى العمل عليها لتصل للنجومية، لذلك نقدم كل ما بوسعنا فالبلد أعطتنا الكثير وقد حان الوقت لرد الجميل.

محنة وحلم
يمكن القول إن بعض الأطفال هم من أبناء شهداء الوطن وقد استقطبناهم لنخفف من محنتهم ولنضعهم بأجواء رياضية بعيداً عن شعورهم بالحزن علّنا نعوض شيئاً مما فقدوه فهم صغار ومازال لديهم الكثير ليقدموه مستقبلاً لذلك رعايتهم رياضياً مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا كرياضيين ونحلم باستنساخ أبطال أمثال عهد جغيلي ومعن أسعد.

عمل ومعادلة
شخصياً لدي شريط أود إعادته عندما كنت لاعباً على أيام المدرب الأوكراني بيتر آلاييف وهو من أفضل المدربين العالميين فعندما حضر لسورية جاء وفي نيته تحقيق إنجاز عالمي بعيداً عن المكسب المادي، وأكد أن الأثقال السورية ينقصها التكتيك وتفتقد للاعبين صغار السن يتم العمل عليهم لسنوات ليشاركوا في عديد البطولات والأنسب هو البناء من القاعدة ليكون عمر اللاعب أطول في المنافسات، وهذا ما نعمل عليه حالياً من خلال مشروع البطل الواعد حيث يتم التركيز على الناحية التكتيكية والبنية العضلية الهرمية كما الدول المتطورة في لعبة رفع الأثقال (روسيا، ألمانيا، بلغاريا، اليونان، إيران) ورفع الأثقال هي رياضة رقمية ومعادلة من الدرجة الأولى إذا تحققت المعادلات بالشكل الصحيح نصل للنتيجة الأفضل التي نسعى لها.

وجهة نظر
الأزمة الحالية التي تعصف بوطننا كان لهاد دور سلبي في عزوف الكثير من الأطفال عن ممارسة الألعاب وقد ساعد على ذلك تحويل معظم الأماكن الرياضية في الأندية لاستثمارات تجارية ومن وجهة نظر شخصية لو كانت استثمارات رياضية لعمت الفائدة على الألعاب ولتمكنا من احتضان الكثير من الأطفال الذين عصفت بهم الأزمة.
بعد وصولي لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام بحلب وتسلمي مكتب المراكز التدريبية والبيوتات الرياضية أصبح لدي دافع أكبر حيث أسعى مع بقية الأعضاء لافتتاح مراكز مستنسخة عن مشروع البطل الواعد، وذلك في أندية الاتحاد والسكك وأندية الريف أيضاً مع توسيع قاعدة الألعاب لتصبح (رفع الأثقال، الجودو، الكاراتيه، تايكواندو، مصارعة، ملاكمة، كيك بوكسينغ، كمال الأجسام) والأعمار التي لدينا تتراوح بين 8 وحتى 12 سنة ونعمل بكامل طاقتنا رغم وقوف بعض الأشخاص ضدنا ومحاولة عرقلة مسيرتنا.

دعم واستقطاب
نهاية الحديث نسعى لتشاركية مع اليونيسف عن طريق منظمة الهلال الأحمر عبر استقطاب 5000 طفل وما يحفزنا هو الدعم الكبير الذي نتلقاه من تلك المنظمات فالقاعدة والدعم تختصان بهما اليونسيف والدعم النفسي والطبي يعود لمنظمة الهلال الأحمر والأماكن الرياضية والكوادر العاملة هي للاتحاد الرياضي العام، وتلك تشاركية نموذجية نتمنى تعميمها على الجميع لما فيه فائدة لرياضة الوطن وأتوجه بجزيل الشكر لمن دعم مشروع البطل الواعد ومازال يدعم حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن