رياضة

المدرب حسينو لـ«الوطن»: الإمكانات المتاحة للاتحاد مجحفة وموضوع التجنيس بحاجة إلى لمال

تعاني السلة السورية تراجعاً مخيفاً منذ سنوات طويلة نتيجة أخطاء متراكمة لم تتمكن الاتحادات المتعاقبة على أمور اللعبة من تصحيحها وتلافيها لتشكل مع مرور الزمن عقبة كأداء في وجه تطور سلتنا الوطنية، وشمل التراجع كل مفاصل اللعبة من دون أن يكون هناك حلول واضحة وصريحة، ومع قدوم الاتحاد الحالي بدأت لمساته واضحة على بعض مفاصل اللعبة لكن بقيت مفاصل أخرى متكلسة، يأتي في مقدمتها مدربونا الوطنيون الذين باتوا آخر اهتمامات لجنة المدربين.
الوطن التقت أحد أهم مدربينا المحليين الذين قدموا الكثير لسلتنا سواء مع ناديه أم على صعيد المنتخبات الوطنية، وكانت له تجارب تدريبية داخلية وخارجية ناجحة.
إنه المدرب الشاب عمر حسينو الذي فتح قلبه لنا من خلال الحديث الشائق الذي أجريناه معه.

أسباب
أين السلة السورية بعد هذا التراجع المخيف؟
التراجع سببه هجرة اللاعبين بسبب الحرب التي تشهدها البلاد، وعدم توفير الأندية للعقود المناسبة لهم، المستوى العام يمكن القول إنه متوسط من الناحية الفنية والبدنية مع كامل احترامي لكل اللاعبين والمدربين الذين يعملون بظروف عادية جداً، لا يمكن تطوير شيء على حساب شيء، يجب الاهتمام بالأندية الضعيفة مادياً، واستثمار المواهب الموجودة بكل المحافظات، والاهتمام بالأندية من ناحية المعدات اللازمة للتمرين مثل الكرات والسلات، وأيضاً الاهتمام بناحية التطوير البدني والذهني للاعبين.

ما السبل الكفيلة في إعادتها لمرحلة التألق والانتصارات؟
بداية الأمر يجب الاهتمام بالمدرب الوطني وتطويره بشكل مستمر ليستطيع صقل اللاعبين الصغار وصناعة نجوم على مستوى البلد، كما يجب على اتحاد كرة السلة العمل على تجميع لاعبين ما دون الثامنة من العمر، وتعيين مدرب خاص لهذا الفريق، والعمل على دعم الفريق من الناحية المادية والحياتية للاعبين، ومتابعة تعليمهم الدراسي بالتوافق مع تطوير الناحية الذهنية والبدنية للاعب السوري، وجعله قدوة لبقية الأجيال الصغيرة للامتثال للمستوى الفني الذي يقدمه النجم بالملاعب بمسيرة حياته الرياضية.

توضيح
هناك من يهاجم الاتحاد ويتهمه بالتقصير بموضوع المنتخبات الوطنية فعلى من تقع مسؤولية هذا التراجع؟
اتحاد السلة يعمل بالإمكانيات المتاحة له من الاتحاد الرياضي العام، كلمة تقصير أظنها مجحفة بحق الاتحاد الذي يعمل جاهداً لإبقاء كرة السلة على قيد الحياة، والدليل على ذلك إقامة جميع بطولات المراحل العمرية للذكور والإناث، سورية تمتلك الخامات الجيدة من المدربين الطموحين الذين يحبون اللعبة لكن هذا المدرب الشاب لن يستطيع تطوير نفسة بنفسه من دون مساعدة من المعنيين بالاتحاد (هذا الحديث جرى بيني وبين رئيس الاتحاد السيد جلال نقرش وهو يعلم وجهة نظري بشكل كامل بشأن تطوير المدربين الشباب) وسورية لديها خامات جيدة من اللاعبين كما ذكرت سابقاً لكن بحاجة إلى مدربين أكفاء، ولن تتطور اللعبة من دون مدرب محترف.

مدربون
أين مدربونا الوطنيون وحقوقهم من لجنة المدربين؟
أظن أن هذا السؤال يجب توجيهه للجنة المدربين، نعم هناك تقصير من اللجنة بناحية تطوير المدرب الوطني الصاعد حديثاً لهذه المهنة، وكيفية استثمار الجيد منهم، أين دعم لجنة المدربين من الناحية الفنية والمادية للمدرب السوري، لماذا لا تقوم لجنة المدربين بإقامة دورات مدربين نصف سنوية، أين موضوع تقييم المدربين من الناحية الفنية، الحديث يطول بموضوع تطوير المدرب السوري ومتابعته من الناحية الفنية.

هل من تجربة تدريبية جديدة لك هذا الموسم؟
ليس لدي أي عرض من أي ناد في سورية، وبصراحة أكثر العمل الرياضي في سورية صعب جداً من جميع النواحي، ففضلت الاهتمام بعملي الخاص، وأنا متابع جيد لما يجري بكرة السلة السورية لكن من بعيد.

إيقاف ومال
هناك من ينادي بضرورة إيقاف دوري الرجال لموسمين وصب جل اهتمامنا بدوري فرق القواعد فما رأيك؟
قرار خاطئ، ومن يطلب إيقاف الدوري فهو ليس مع مصلحة اللعبة جماهيرياً وحتى فنياً، ما مشكلة الدوري الأول وما الفائدة من إيقافه، فليكن كما هو عليه، وليتم الاهتمام بفرق القواعد بنفس الوقت، المشكلة الأكبر هو عدم وضع هدف وتصور لمرحلة معينة من الزمن، ممكن لأي إنسان معني بكرة السلة السورية اقتراح ما يشاء لكن بشكل مدروس وعلمي، أما الكلام لمجرد الكلام فهو يهدم ما بناه النجوم القادمة من تعب وجهد وإنجازات، لنتعلم من جيراننا في العراق، وفي لبنان مرت حرب كبيرة في البلدين لكن استمروا وعملوا ولم يضعوا حجة الحرب كسبب لضعف النتائج، بل ثابروا واجتهدوا لاستمرارية ما خططوا له، ويمكن أن ترى اليوم أين السلة اللبنانية والعراقية.

هل بالمال وحده يمكن أن نبني كرة السلة؟
المال هو عصب الرياضة فمن دونه لا تستطيع تطوير المدربين ولا اللاعبين ولا حتى العمل على دوري منظم وبشكل لائق، رياضة الهواية انتهت إلى غير رجعة، اليوم اللاعب والنادي والمدرب بحاجة إلى عقود مالية جيدة تضمن له العيش بشكل جيد لتستطيع مطالبتهم بنتائج ومستوى.

تجنيس
عدة مقترحات وضعها اتحاد السلة أمام كوادرنا العاملة بمجلس الشعب فهل أنت مع التجنيس وميزة التفوق الرياضي؟
لست على دراية بطلب الاتحاد لتجنيس لاعب للمنتخب، ولو سمح بذلك فهل نملك المال الكافي لتغطية مشروع كهذا، هل نملك الإمكانية لاختيار اللاعب المجنس، الأفضل على اتحاد كرة السلة الاهتمام باللاعبين المحليين الذين هاجروا إلى أوروبا، وكلنا يعلم سبب هجرة اللاعبين (بسبب عدم التزام الأندية بإتمام شروط العقد بينها وبين اللاعب، والظلم المادي الذي يلحق باللاعب والمدرب على حد سواء) ممكن جداً بأن تجد ألف رئيس ناد بديل أو إداري، لكن من الصعب جداً أن تجد اللاعب النجم أو المدرب الجيد في أي وقت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن