عربي ودولي

عهد ترامب: صداقة مع روسيا وعداء تجاه إيران

| الوطن – وكالات

تأكد أمس أن عهد الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب سيكون عهد صداقة مع روسيا وعداء مع إيران. واستناداً إلى التعيينات التي أعلن عنها ترامب لمستشاره للأمن القومي واختياره لمدير وكالة المخابرات المركزية «السي آي إيه»، يبدو أن ترامب مصر على تحويل وعوده الانتخابية إلى حقائق.
وجاء تعيين الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشاراً للأمن القومي في الإدارة الجمهورية المقبلة موافقاً للتوقعات، ولنهج التعاون الأميركي الروسي الذي روج له ترامب. واتصل الرئيس الأميركي المنتخب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي وناقشا الجهود المشتركة لدحر الإرهاب. وسبق لفلين أن زار العاصمة الروسية موسكو بصفته أحد مديري حملة ترامب الانتخابية، والتقى بوتين.
وخلال الفترة بين 2012-2014، قاد فلين الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع «البنتاغون»، لكنه استقال بعد نشوب خلافات بينه وبين فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان فلين من أبرز من انتقدوا أوباما بسبب تقليله من جدية خطر داعش.
وعارض فلين سياسة «البنتاغون» تجاه العديد من الملفات العالمية ومنها الشرق الأوسط. وحسب خبير روسي في الشؤون الأميركية «لم يكن فلين وحيداً (في معارضته)، بل وقف إلى جانبه فريق من ضباط رئاسة أركان الجيش الأميركي المنزعجين من مغامرات فريق باراك أوباما». وأضاف الخبير، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «(هؤلاء) لم يُرْضِهم أن «البنتاغون» أيد حركات الإرهاب، متطلعاً إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مبيناً أن الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تسببت بزعزعة الاستقرار في ليبيا».
ويشير اختيار فلين إلى توجه متشدد في محاربة الإرهاب على الصعيدين الداخلي والخارجي. ويؤمن مستشار الأمن القومي الأميركي المقبل أن الولايات المتحدة في حرب دولية ضد «الإسلام المتطرف» ويريد التعاون مع روسيا على عدة أصعدة.
ويتوقع دان مهايفي، وهو عضو في مركز دراسات الرئاسة والكونغرس «توجها حازما في السياسة الخارجية، وسياسة قاسية تجاه الإرهاب»، مشيراً إلى أن منصب مستشار الأمن القومي ليس منصبا عسكريا أو قياديا، بل استشاري وإداري يساعد الرئيس على الاستماع إلى الأولويات المختلفة في أجهزة الاستخبارات المتنوعة ويوجهه لاختيار السياسة الأنجع.
في المقابل، اختار الرئيس الأميركي المنتخب عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك بومبيو مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية. وقال بومبيو: إنه يتطلع للتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران، في تصريح يتوافق مع وعد ترامب الانتخابي بتمزيق هذا الاتفاق.
وإن كان مدير «السي آي إيه» لا يستطيع فعل الكثير بخصوص الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه قادر على استخدام الأدوات الاستخبارية للنظر فيما إذا كانت إيران فعلا ملتزمة بالاتفاق.
ومن المفترض أن يكون ترامب التقى أمس أبرز معارضيه المرشح السابق للرئاسة ميت رومني، وهو جمهوري معتدل يعتقد أن الرئيس المنتخب سيختاره لتولي منصب مهم قد يكون وزير الخارجية. ولرومني مواقف متشددة حيال إيران وملفها النووي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن