ثقافة وفن

«نص نعل» فيلم قصير في البحث عن الذات الإنسانية … جهينة العوّام: كلّ نصّ هو تجربة جيدة في السيناريو .. رولا سفّور: لا أحد يخرج بفيلم يرضى عن تجربته فيه

| عامر فؤاد عامر

تبقى مسألة البحث عن الذات والبحث عن الهدف من المسائل التي يسعى إليها الكائن البشري في حياته، واليوم أصبحت الظروف الضاغطة على الإنسان في سورية مشتركة في همومه لتدفع به لمناقشة فكرة البحث عن الذات في مكانٍ آخر، ولذلك يطرح البعض اليوم فكرة البحث عن موطن جديد يحقق الإنسان هدفه فيه، وهنا يقع التشوه فخاً في نظم الحقيقة، والتي تقول في النتيجة إن الموطن يمكث في دواخل النفس البشرية فأينما حلّ فلا مشكلة لأن النفس بمكنوناتها وذاكراتها ومنشئها هي الوطن الحقيقي للإنسان، وهذه هي قصّة وحبكة الفيلم القصير «نص نعل» حيث انتهت المخرجة والكاتبة «جهينة العوّام» والمخرجة «رولا سفور» من تصوير مشاهده مؤخراً في دمشق، وحول هذه التجربة كان لنا هذه الوقفة معهما:

«جهينة العوام» ككاتبة ومخرجة
تجربة كتابة السيناريو ليست بالجديدة عليكِ، لكن كفيلمٍ قصير كانت هذه هي المرّة الأولى لكِ. حدثينا عن التجربة وعن خصوصيّتها معكِ؟
تتجدد تجربة كتابة السيناريو مع كلّ نصّ جديد أكتبه، بغضّ النظر عن توصيف العمل الذي أقوم به، وأعتقد أن تجربة الوصول إلى نص أكثر نضجاً واكتمالاً في كلّ مرّة هو الأكثر متعةً بالنسبة لي أمّا عن تنفيذ فيلم قصير، فهذا من الأحلام التي تحققت، وربما تجدر الإشارة هنا إلى أن إخراج هذا الفيلم «نص نعل» كان بمشاركة زميلتي في دبلوم العلوم السينمائيّة «رولا سفور».

لماذا اخترتما الفنان القدير «أديب قدّورة» فهد الشاشة السوريّة، وكذلك الشاب الممثل «مجد فضة»؟
عندما كتبت السيناريو كنت أتخيل الفنان العملاق «أديب قدورة»، والموهوب المتألق «مجد فضة»، وقد تطابقت أفكاري ورؤيتي مع «رولا»، وتمسكنا بخيارنا ليقيننا وثقتنا بموهبة الفنانين، ناهيك عن التاريخ الفنّي للكبير «أديب قدورة» في كلّ ما يحمله، ويمثله هذا الاسم في السينما السوريّة، ومن ناحية ثانية السيناريو نال استحسان الفنانين، وهذا مهم جداً لنا. وأودّ حقيقةً أن أتحدّث عن المهنيّة العالية للفنان «أديب قدّورة»، الذي كان على تواصلٍ دائمٍ معنا خلال فترة التحضير إن كان في اختيار الملابس الخاصّة بالشخصيّة، أو في كثير من التفاصيل المرتبطة بالعمل ومشاركتنا الرأي فيها، وللأمانة تعلّمتُ من القدير «أديب قدّورة» الكثير.
التجربة الإخراجيّة الأولى لكِ، وهي مسؤوليّة ترتبت على عاتقكِ، كيف تقبّلتها وأين تجدين نفسك في هذه التجربة؟ وهل للإخفاق حسابات فيها أو كانت احتماليّة النجاح فيها عالية؟
الخطأ كاهن الحكمة، لولا تلك النُدب والرضوض لما تعلّم الطفل المشي. الأهمّ في أي تجربة قبل حسابات الربح أو الخسارة بالنسبة لي هو الشغف بما أنا على وشك الإقدام عليه، وتقديم أفضل ما لدي لإنجاز العمل، وعموماً الإخراج عمليّة صعبة للغاية، فهو حالة إبداعيّة شاهقة الإحساس، وعالية الكثافة، وهي خلاصة تجربة، وثقافة، وذائقة فنيّة رفيعة، لذلك أجد الوقت مبكراً للحكم على تجربتي التي أتمنى أن تكون موفقة.

رولا سفور في الإخراج
«نص نعل» هو التجربة الإخراجيّة الأولى لك، فماذا تحدثينا عنها ولاسيما أنها جاءت بعد الدراسة وبالشراكة مع زميلتك؟
لقد عملت في أكثر من مسلسل وفيلم سابقاً، ولكن كتجربة إخراجية كانت هذه هي الأولى والفرق كبير طبعاً، فحجم العمل أكبر، والضغط والقلق كذلك أكبر، ويبدو أن الدراسة في دبلوم العلوم السينمائيّة زادتني ثقة أكثر، من حيث المقدرة على إدارة العمل وإخراجه، ولكن من حيث الدراسة لم يكن هناك الكم الكبير الجديد من المعلومات، وذلك بحكم عملي كما أشرت منذ البداية، أمّا عن شراكتي مع زميلتي «جهينة العوّام» فقد اتفقنا عليها من قبل مرحلة المنح التي قدّمتها مؤسسة السينما، فقد كنا متقاربتين ومتفاهمتين كثيراً، وهذا يساعد على إنجاز العمل، وهناك نية من جديد لإعادة التجربة.

إلى أي مدى يمكن القول إنك استطعت إيصال رؤيتك الفنيّة ضمن فيلم قصير، وما الذي أردت إيصاله في هذه التجربة؟
حاولنا أن نوصل وجهة نظرنا ضمن فيلم قصير، وضمن الإمكانات المتاحة، وضمن المدّة القصيرة المتاحة للتصوير، وقد كان لدينا صعوبات مرافقة قبل وأثناء وبعد التصوير، ولكن يبقى للإنسان أن يحاول ويسعى للنجاح، وباعتقادي لا أحد يستطيع إيصال كلّ ما يتخيّله تماماً، فلا أحد يخرج من فيلمه برضا كامل، حتى أكبر المخرجين في العالم. وفي النهاية حاولنا أن نقدّم إمكانياتنا ضمن المتاح ليس أكثر. وكتجربة أولى نوعاً ما راضية، ولكن أطمح لشيءٍ أهم وأكبر من ذلك.

ما خطواتك القادمة ضمن مجال الإخراج؟
أنوي أن أكمل باختصاصي في السنة الثانية من دبلوم العلوم السينمائيّة، وهناك مشروع تعاوني جديد بيني وبين «جهينة العوّام» من جديد في فيلم قصير آخر، وهو للعام المقبل، ومشاريعي مع «جهينة» كثيرة للمستقبل.
يذكر أن فيلم «نص نعل» فيلم قصير من كتابة وسيناريو «جهينة العوّام»، من إخراج مشترك لـ«جهينة العوام»، و«رولا سفّور». ومن بطولة: الفنان الكبير «أديب قدورة»، والفنان «مجد فضّة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن