رياضة

عودة ميمونة

| خالد عرنوس

شكلت تصفيات مونديال روسيا 2018 وقبلها تصفيات كأس أمم إفريقية 2017 عدة مؤشرات حول استعادة الكرة المصرية عافيتها وعودة منتخب أبناء الكنانة إلى المحافل الدولية والأهم عودته فعلياً ليكون كما عودنا دائماً زعيماً للقارة السمراء.
وقد عانت الكرة المصرية طويلاً منذ 2011 مع بداية الأزمات العربية وعلى الرغم من تتويج الأهلي بلقب كأس إفريقيا عامي 2012 و2013 إلا أن المنتخب الوطني أخفق بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم طوال ثلاث نسخ وعلماً أنه توج بلقبه السابع عام 2010 على الأراضي الأنغولية.
ولا شك أن المنتخب تأثر بشكل أو بآخر بوصول بعض نجومه إلى سن لم يعودوا قادرين على مجابهة نظرائهم كما أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة وغيرهم، ويعد هذا التغيير طبيعياً بدخول بعض الدماء الشابة التي لم تندمج سريعاً مع اللاعبين الأقدم ولذلك رأينا تراجعاً على مستوى الأداء والنتائج.
ولعب المحترفون دائماً دوراً بارزاً على صعيد المنتخب المصري سلباً أو إيجاباً وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة حيث يشكل المحترفون (على قلتهم قياساً بالمنتخبات الإفريقية الأخرى) دوراً كبيراً في انتعاشته فشاهدنا تألقاً من صلاح والنني وكهربا وعمر جابر وعمرو وردة ومحجوب.
ويعود ذلك إلى طبيعة اللاعبين أنفسهم، ولعب المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي تسلم المهمة قبل عام دوراً كبيراً في توظيف اللاعبين جميعاً ولذلك استغربنا عودة الحارس المخضرم عصام الحضري ليكون قائداً لمنتخب الفراعنة واستفاد على وجه الخصوص من المحترفين وعلى رأسهم ذئب روما محمد صلاح صاحب 24 عاماً والذي يمثل أيقونة الجيل الحالي للمنتخب.
مطلع عام 2017 ستكون بطولة كأس إفريقيا للأمم الامتحان الأول للأشقاء بطبعته الجديدة حيث يخوض أول بطولة مجمعة منذ 7 سنوات وهي الأولى لكوبر ومن المؤكد أنها ستظهر مدى قوتهم ومدى قابلية عودتهم إلى كوكبة النخبة من جديد.
الفوز لن يكون مطلب جماهير الكرة المصرية وإن كانت تمني النفس باللقب الثامن إلا أن مجرد الوصول إلى أدوار متقدمة بنتائج معقولة ربما تلبي الطموح وسترضي آمال البعض الذين يرون في تأهل منتخب الفراعنة إلى مونديال روسيا 2018 هو الهدف الأسمى.
فهل نرى صلاح ورفاقه بين النخبة العالمية بعد عام ونصف العام؟.. ربما ولكن الوقت مازال مبكراً للحكم على العودة المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن