ثقافة وفن

«أزمة عائلية» تعيد هشام شربتجي إلى الواجهة … رصد مهم لفترة من تاريخ الأزمة ومعالجتها إنسانياً

| وائل العدس

عاد المخرج هشام شربتجي إلى مهنته التي يعشقها عبر بوابة مسلسل «أزمة عائلية» بعد غياب أربعة أعوام، وتحديداً منذ إنجازه مسلسل «المفتاح» موسم 2012، كما عاد إلى الكوميديا التي برع فيها بعد غياب عشر سنوات منذ إخراجه «مرايا» 2006.
المسلسل كوميدي- اجتماعي؛ من تأليف شادي كيوان، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والإشراف العام لديانا جبور.
تم تصوير العمل بالكامل في أقدم استويوهات دمشق؛ استوديو «الرواس» (أنشئ عام 1963)، وهو من بطولة: رشيد عساف، ورنا شميس، وأمانة والي، وحسين عباس، وطارق عبدو، ونجاح مختار، وليا مباردي، وبشار إسماعيل، وحسام تحسين بيك، وتولاي هارون، وعاصم حواط، ومعن عبد الحق، ومحمد كريم، وهناء نصور، ورنا العضم، وآخرين.

مجريات الحياة
يعكس خط العمل الزمني مجريات الحياة في سورية اليوم، ونتابع خلاله قصة عائلة يتعرض أفرادها لمواقف تحمل وجع الشارع السوري، بأسلوب ليس بعيداً عن الكوميديا، وتغلب عليه نكهة جدية مدروسة.
العمل سيكون عودة مبشرة لجمهور الكوميديا، فقد آن الأوان لنخرج من شرنقة الاكتئاب الذي نعيشه اليوم وفقاً للقائمين عليه، وسيسعى من خلاله بأن يرسم بسمة على وجوه الجمهور، ويوضح للجميع ما الكوميديا.
ويتلقى أبطال العمل الصدمات، ويعملون على إعادة تصديرها للمشاهد بطريقة بسيطة فيها حالة من الظرف.
ما يميز نص العمل أنه رصد مهم لفترة من تاريخ الأزمة كما أنه يعالج نتائجها على الصعيد الإنساني وعلى الأسرة البسيطة والمتوسطة الحال التي انهارت بفعل ما جرى.

قبول ونجاح
أكد شربتجي أنه لا يعترف بالموسم الرمضاني الدرامي، قائلاً: إن الأعمال الجيدة يجب أن تعرض في أي وقت على مدار العام، وليس فقط في الموسم الرمضاني، فرمضان هو شهر هدوء وسكينة، ولا أعلم كيف تحول إلى شهر فوازير ومقالب.
وشدد على أنه واثق من نجاح «أزمة عائلية»، مضيفاً: إن شاء اللـه العمل سيلقى قبولاً، فمن الحزن تولد الابتسامات».

المثقف السوري
يخوض النجم رشيد عساف هذا الموسم تجربة كوميدية جديدة هي الخامسة من بين التجارب القليلة التي خاضها خلال مسيرته الفنية الغنية بعد «دكان الدنيا» عام 1988، و«مرايا» عام 1984، و«الخربة» 2011، إضافة إلى فيلم «الحدود» عام 1984.
كما يقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج شربتجي في تجربة وصفها بالرائدة مع من سماه «شيخ الكار» في مثل هذه الأعمال التي تتناول واقعاً إنسانياً بصيغة طريفة تحمل شيئاً من الكوميديا السوداء.
واعتبر أن «أزمة عائلية» من أهم أعمال الموسم القادم لأنه يتناول الأزمات المعيشية للمجتمع العربي والسوري خلال الأزمة التي نعيشها اليوم فهو عمل اجتماعي بخلفية كوميدية على مبدأ «شر البلية ما يضحك». ورغم أنه يراه عملاً مؤلماً إلا أنه وصفه بـ«بالكوميديا السوداء».
ويظهر في العمل بدور «جهاد أبو همّة» الأب الذي يواجه مع عائلته انعكاسات الأزمة السورية في عامها الخامس، حيث تتحول أي مشكلة كان يمكن تجاوزها ما قبل سنوات الحرب بسهولة، إلى معضلة حقيقية.
تتصف هذه الشخصية بـ«الحياتية الظريفة» والمعبرة عن المثقف السوري، صاحب المبدأ، الذي تتمرغ مبادئه بالوحل، وسط تغير المفاهيم، وصعوبات الحياة الطارئة.
عساف قال: إن المؤشرات جميعها تؤكد أن العمل سيكون من أهم مسلسلات الموسم القادم لشموله على عناصر الكوميديا التي افتقدناها منذ زمن وامتلاكه لمقومات النجاح سواء من ناحية النص الجميل أو الكادر المتناغم.
وأضاف: الفكرة أعجبتني، وثقتي الكبيرة بالنص والكاركتر والمخرج دفعتني لأكون جزءاً فيه. ولا أصنفه كعمل كوميدي وإنما درامي كوميدي يرصد الأزمة في سورية والمنطقة كلها وانعكاسها على الأفراد جميعاً، وخصوصاً عائلات الطبقة الوسطى التي بدأت بالانهيار في خضم ما نشهده من أحداث.

الزوجة الغيور
تؤدي رنا شميس دور «رندة» زوجة «جهاد» الغيور، والمصرة دائماً على فكرة الخروج من البلاد.
هي أم لفتاتين وشاب، زوجها أستاذ مدرسة ووضعهم المادي كوضع أي عائلة سورية تعيش بحدود المعقول، حيث تعيش هذه العائلة بظروف مرتبطة بتداعيات الأزمة.
أطفالها هم «يزن» (طالب في كلية الهندسة المعلوماتية، يطمح لأن يكون هاكر، ويوقع والده بمشاكل كثيرة)، و«نورما» (تدرس علم الاجتماع تجعل من محيطها حقلاً لتجاربها)، و«سلمى» (طالبة بكالوريا، وتتسم تصرفاتها وردود أفعالها بالسذاجة).
شميس قالت لـ«الوطن»: إنها مجرد أن سمعت بعودة هشام شربتجي إلى الساحة الدرامية شعرت بسعادة كبيرة، فغيابه ترك فراغاً كبيراً لم يستطع أحد أن يملأه، ونحن الآن بأمس الحاجة إليه ولخبرته ورؤيته وخياراته وأفكاره وتعديلاته.
تلعبين دور أم لثلاثة أطفال أعمارهم تقارب عمرك الحقيقي.. فهل الأمر مقصود؟ سؤال أجابت عنه: الأمر كان مقصوداً من الأستاذ هشام، إذ افترضنا بأن «جهاد» تزوج أنثى تصغره في العمر وهناك فرق كبير بينهما في السن، وفي زمننا الحالي أصبح من الصعب علينا معرفة الأم من أولادها بسبب انتشار عمليات التجميل والثقافة الغذائية والجسدية لدى الجميع، ولا أجد حالة هذين الزوجين شاذة، على العكس «حلوين».

الجارة المقربة
تؤدي أمانة والي دور الجارة المقربة من العائلة التي تدور حولها الأحداث حيث تشاركهم همومهم ومشاكلهم.
كيف تصفين العمل مع المخرج شربتجي؟ تجيب: «ثقتنا به كبيرة جداً لدرجة أننا عملنا معه بالوقت الضائع وبدوام متعب جداً والتزام كلي، فالعمل مع مخرج كبير مثله فرصة لا تعوض».
وقالت: في «أزمة عائلية» يحاول خلق شخصيات فريدة وبعيدة كلياً عن «الكاريكترات» التي قُدمت في أعماله السابقة، من خلال اعتماده على كوميديا الموقف، وشهادتي به مجروحة فهو لم يكن يوماً بعيداً عن الدراما، حتى في فترة انقطاعه كان متابعاً لكل ما قُدم محلياً وعربياً، لكن رؤيته المختلفة على صعيد الأزمة تجعله متميزاً بالطرح وهذا الجديد الذي يقدمه الآن.

أذكى الموجودين
تجسد الفنانة الشابة ليا مبادري شخصية البنت الصغرى طالبة البكالوريا التي تعيش مع عائلتها في ظل الظروف الصعبة وتتأثر معهم، وتكون تلك الفتاة الغبية والمدللة، ولكن في لحظات معينة نراها هي التي تنقذ الموقف وتكون أذكى الموجودين، فتكون بذلك كالتغطية في سورية تذهب وتعود.

صهر العائلة
ويظهر عاصم حواط بدور صهر العائلة، وهو طالب طب وبخيل جداً، وهذا واضح من الشكل والثياب التي يرتديها.
يتفاعل مع هذه العائلة، ومع التفاصيل اليومية التي يعيشها ويعاني منها 99% من العائلات السورية من مختلف المستويات.

رابع الأعمال
يعد «أزمة عائلية» رابع المسلسلات السورية الجاهزة للعرض بعد «هواجس عابرة» تأليف وإخراج مهند قطيش، و«طلقة مدفع» تأليف وإخراج مظهر الحكيم، و«الرابوص» تأليف سعيد حناوي وإخراج إياد نحاس.
مع الإشارة إلى عدة أعمال أخرى قيد التحضير أو التصوير مثل «شبابيك»، و«حكم الهوى»، و«صرخة روح5»، و«وردة وجورية»، و«بقعة ضوء 13»، و«مذنبون أبرياء2»، و«عطر الشام2».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن