انهيار الهدنة في اليمن والتحالف السعودي يعلن عدم تمديدها واستمرار عدوانه

أعلن التحالف السعودي أمس انتهاء هدنة الـ48 ساعة التي بدأت السبت، معللاً عدم تمديدها بـ«انتهاكات» ارتكبها الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ودخلت الهدنة، المدعومة من واشنطن، حيز التنفيذ ظهر السبت وكان يؤمل منها إتاحة إيصال المساعدات والمساهمة في استئناف مشاورات السلام لحل النزاع المستمر منذ 20 شهراً بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والجيش اليمني واللجان الشعبية.
إلا أن مصير هذه الهدنة لم يكن أفضل من المحاولات السابقة.
وقال المتحدث باسم التحالف أحمد عسيري لوكالة «فرانس برس»: «لم يكن ثمة احترام (للهدنة)، فقط انتهاكات»، متحدثاً عن تسجيل 563 خرقاً في داخل اليمن، و163 خرقاً على الحدود السعودية اليمنية.
وأضاف: «على المستوى العسكري، في الوقت الراهن، لا يوجد لدينا أي توجيه لتمديد وقف إطلاق النار. لقد انتهى».
وكان التحالف الذي بدأ عدوانه على اليمن في آذار 2015، أعلن الأسبوع الماضي عن الهدنة بهدف «تسهيل جهود السلام في اليمن وإدخال المساعدات الإنسانية».
وذكر عسيري بأن الهدنة كانت ستمدد «تلقائياً إذا كان ثمة احترام لوقف إطلاق النار»، مؤكداً أن هذا ما لم يحصل، بل على العكس «كان ثمة المزيد من القتلى في تعز (جنوب غرب)، المزيد من الهجمات بصواريخ أرض أرض».
وشدد على أنه «لذا، تلقائياً، لم تكن الشروط متوافرة» للتمديد.
وكانت هذه الهدنة السادسة منذ بدء عدوان التحالف نهاية آذار 2015. ولم تصمد هذه الاتفاقات لوقت طويل، وكان آخرها تلك التي أعلنت في تشرين الأول الماضي بدفع من أطراف دوليين أبرزهم واشنطن ولندن.
والهدنة الأخيرة جاءت بناء على اقتراح أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء الماضي، بعيد لقائه ممثلين للجيش اليمني واللجان الشعبية في سلطنة عمان. وكان من المقرر أن يبدأ وقف النار الخميس، إلا أنه قوبل برفض من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
لكن مصدراً مقرباً من هادي أفاد السبت أن «ضغوطاً دولية مورست من أجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام» التي علقت آخر جولاتها مطلع آب، بعد ثلاثة أشهر من التشاور في الكويت برعاية الأمم المتحدة.
وكانت بوادر عدم صمود الهدنة من الجانبين جلية بدءاً من مساء الأحد. فعلى الرغم من التراجع حدة المعارك في الساعات الأولى للهدنة، إلا أن الجبهات لم تشهد وقفاً تاماً للأعمال الحربية التي تصاعدت مع اقتراب الموعد المعلن لانتهاء التهدئة.
وذكر الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية العميد شرف لقمان أنه تم رصد وتوثيق 114 خرقاً لوقف إطلاق النار من قبل الطيران السعودي ومن حلفائه في عدد من المحافظات منذ الساعة الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ عبر شن سلسلة من الغارات الجوية.
وقال الناطق الرسمي: إنهم ملتزمون باتفاق مسقط، الذي أبرم مع الجانب الأميركي؛ لكنه احتفظ لنفسه بحق الرد على الخروق والتجاوزات «السافرة». وقال: إن التحالف لم يلتزم بوقف إطلاق النار خلال الاتفاقات السابقة وهذا الاتفاق واستمر في «عدوانه».
كما واصل طيران النظام السعودي عدوانه على اليمن مستهدفاً العاصمة صنعاء بغارة تسببت بوقوع أضرار مادية.