سورية

«الوطني الكردي» سيواصل رفض إدارة «(بيدا).. و«الإدارة الذاتية» تشن حملات اعتقالات … التوتر يتصاعد بين القوى الكردية شمالاً

| الحسكة- دحام السلطان- وكالات

أكد «المجلس الوطني الكردي» السوري مواصلته رفض إدارة تنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) شمالي سورية، معتبراً أن وضع المدنيين في شمال سورية، يزداد سوءا يوماً بعد يوم بسبب الضغوط التعسفية للحزب، في مؤشر على ازدياد التوتر يوماً بعد يوم بين الأحزاب الكردية. وشنت ما تُسمى بالشرطة العسكرية التي تعمل ضمن هيئة الدفاع التابعة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية حملة اعتقالات في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، طالت الشبان المتخلفين عن «خدمة واجب الدفاع الذاتي» الخدمة العسكرية. بموازاة ذلك أغلقت قوات «الأسايش» التابعة لـ«الاتحاد الديمقراطي» عدة مدارس بالقامشلي «بحجة عدم تدريس مناهج اللغة الكردية».
وذكر مصدر مطلع من ريف الحسكة الجنوبي أن، «الاعتقالات تركزت في بلدة العريشة بريف الحسكة الجنوبي (25 كم) عن مدينة الحسكة، واستمرت على مدار اليومين الماضيين في البلدة، وعدد من القرى المجاورة لها، مشيراً إلى أن الشرطة العسكرية بحثت عن الشبان المطلوبين لسوقهم إلى الخدمة، بغية تنفيذ ما يُسمّى بخدمة واجب الدفاع الذاتي. وأضاف المصدر: أن «الإدارة الذاتية ستكثف من حملات الاعتقال في معظم أرجاء محافظة الحسكة تزامناً مع الحملة المزمعة على مدينة الرقة، التي أطلقتها الميليشيات الكردية الشهر الجاري، التي تعمل تحت جناح قوات سورية الديمقراطية».
على خط مواز، نقلت وكالة الأناضول عن رئيس المجلس، إبراهيم برو، تشديده على مواصلة المجلس الوطني الكردي رفض الإدارة التي أعلنها «الاتحاد الديمقراطي» من جانب واحد، في شمال سورية. ويضم المجلس تحت مظلته 11 حزباً كردياً في سورية، ويمثله في «الائتلاف» المعارض 11 عضواً.
ومن محافظة أربيل العراقية، أشار برو، إلى أن (بيدا) يعد امتدادا لمنظمة «حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا) الذي تصنفه أنقرة على أنه حزب إرهابي ويتحرك وفقا لأجندتها السياسية، على حد قوله. وأضاف: «ليس هناك مستقبل يمكن أن يَعِده بيدا / بي كا كا للشعب الكردي، ونحن المجلس الوطني ندرك بأن الإدارات التي أعلنها بيدا (في شمال سورية) ليست لها أي أساس قانوني ولا تحظى بدعم من الشعب»، مشدداً على استمرارهم في تنظيم المظاهرات، للتعبير عن رفض ممارسات ما سماه «التنظيم والإدارات التي أعلنها من جانب واحد». وكان (بيدا) أعلن النظام الاتحادي «الفيدرالية»، في مناطق سيطرته شمال سورية في 17 آذار من العام الجاري، وذلك بعد مؤتمر في مدينة رميلان استمر يومين، حيث شارك في المؤتمر 150 شخصية من أحزاب ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطي» الذي تم تشكيله نهاية العام الماضي بقيادة (بيدا)، وشملت الفيدرالية مناطق، الحسكة وعين عرب وعفرين بحسب الإعلان حينها، إلا أن ممثل «المجلس الوطني الكردي» في الوفد التفاوضي التابع لمعارضة الرياض عبد الحكيم بشار اعتبر حينها أن «الإعلان أحادي الجانب «ليس فيدرالية، بل هو قرار سياسي متسرع مغامر، ليس للأكراد فيه مصلحة».
واعتبر برو أن (بيدا) يستغل الأكراد السوريين، قائلاً: «بيدا لا يخدم المصلحة القومية الكردية أبداً ولا يخدمون الشعب الكردي وحقوقه»، مؤكداً أن وضع المدنيين في شمال سورية، يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب الضغوط التعسفية للتنظيم.
واستشهد برو بأن «الاتحاد الديمقراطي»، «يخضع الأطفال لدروس في مدارس افتتحها وفقاً لمناهج مختلفة»، معتبراً أن «محاولة التنظيم المفاجئ لتغيير مناهج التدريس تحت ذريعة تعليم اللغة الكردية ستجلب مشاكل كبيرة في المستقبل لأن أطفالنا كانوا يتلقون دروسا وفق مناهج معينة». بموازاة ذلك أكد موقع «الحل السوري» المعارض أن قوات «الأسايش» التابعة لبيدا أغلقت صباح أمس، مدرسة مناهل البر (التابعة لجمعية البر) الخاصة بحي الأربوية في القامشلي، وذلك بدعوى أنها «غير مرخصة من قبل الإدارة الذاتية»، في حين تؤكد إدارة الجمعية أن الإغلاق «تم بحجة عدم تدريس مناهج اللغة الكردية». وفي سياق متصل نقل الموقع المعارض عن مصادر له أن الإدارة الذاتية «أغلقت أيضاً مدرسة المستقبل الخاصة الابتدائية، في حي الآشورية، كما أغلقت مدرسة حسن باران غرب المدينة، وذلك لكونهما تدرسان مناهج النظام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن