سورية

أوباما يشك في قدرة «المعتدلين» بحلب على الصمود.. وبوتين يسدل الستار على عهد أوباما … لقاء وداعي استغرق 4 دقائق

| وكالات

لم يتجاوز لقاؤهما الأخير أربع دقائق. بهذا اللقاء المقتضب وغير الرسمي حتى، والذي جرى وقوفاً وعلى هامش منتدى دولي، أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يسدل الستار على عهد نظيره الأميركي باراك أوباما، ويوضح أن هذا العهد انتهى بالنسبة إليه، وأن روسيا باتت تتطلع إلى خلفه دونالد ترامب لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ربما كان من أسباب التوتر بين بوتين وأوباما هو «الخداع» الذي اعتمدته إدارة الأخير في سياساتها العالمية، وجاءت صراحة ترامب وصدقه مناسبة لنهج الروس في السياسة الدولية.
وعقد بوتين وأوباما لقاءهما المقتضب (الذي لا يزيد عن كونه محادثة قصيرة تبادل خلال الزعيمان الدعابة) وقوفاً قبل أن ينضما إلى اجتماع زعماء الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «أبك». وذكرت وسائل إعلام متابعة للقاء أنه لم يبد على أي من الزعيمين أي اهتمام بما قاله الآخر. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بوتين وأوباما «تبادلا التحية في مستهل اللقاء وأجريا مناقشة مقتضبة جداً»، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وبدا بوتين متطلعاً للعمل مع ترامب لا مع الرئيس الراحل. وأوضح في مؤتمر صحفي في ختام قمة «أبك» أنه شكر نظيره الأميركي على سنوات العمل المشترك، مؤكداً وجود الاحترام المتبادل إزاء مواقفهما، «بغض النظر عن صعوبة الحوار معه». وقال بوتين إنه دعا أوباما إلى زيارة العاصمة الروسية موسكو، وأضاف «قلت له: إننا سنكون سعداء أن نراه في روسيا في أي وقت يريد ويستطيع ويرغب في ذلك».
وكشف الرئيس الروسي أن ترامب أكد له استعداده لـ«تطبيع» العلاقات الروسية الأميركية. مبيناً أنه رد عليه بالمثل، وأضاف: «ناقشنا أين، ومتى سنلتقي»، لافتاً إلى أنه من السابق لأوانه الحديث حول عقد لقاء شخصي مع ترامب قبل تشكيل الإدارة الأميركية الجديدة.
وفي وقت سابق أعلن الكرملين أن الرئيسين اتفقا على مواصلة العمل المشترك بغية إيجاد حلول للأزمة السورية خلال الشهرين المقبلين، وشددا على ضرورة استخدام هذه الفترة قبل استبدال الإدارة الأميركية، من أجل البحث عن سبل لتسوية هذه الأزمة المستعصية. وبدورها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في البيت الأبيض أن أوباما حض نظيره الروسي على بذل مزيد من الجهود للحد من أعمال العنف ومعاناة السكان في سورية. وأبلغ أوباما بوتين حسبما نقل المصدر: إن «وزير الخارجية جون كيري ووزير (الخارجية الروسي سيرغي) لافروف يجب أن يواصلا القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري». وفي ختام القمة التي استضافتها عاصمة بيرو ليما، ذكر أوباما أنه أبلغ نظيره الروسي أنه يشعر بـ«قلق عميق» إزاء إراقة الدماء والفوضى في سورية اللتين «بثهما القصف المتواصل «للقوات السورية والروسية، مؤكداً أمامه على «الحاجة إلى وقف إطلاق النار» ومن ثم لانتقال سياسي. وأضاف «كالمعتاد كنت صريحاً ومهذباً، ولكن واضحاً جداً، بشأن الخلافات القوية الموجودة بيننا فيما يتعلق بالسياسة».
مع ذلك الرئيس الأميركي أعرب عن تشاؤم حيال الوضع في حلب خصوصاً وسورية عموماً، مبدياً إشارة واضحة على نفض يديه من قضية «المعتدلين». وقال: «لست متفائلاً بشأن آفاق المستقبل في سورية على المدى القريب». وأضاف: «فور اتخاذ روسيا وإيران قراراً بدعم (الرئيس بشار) الأسد، وشن حملة جوية ضارية وتهدئة حلب، بصرف النظر عن الضحايا المدنيين والأطفال الذين يُقتلون أو يصابون والمدارس أو المستشفيات التي يجري تدميرها، أصبح من الصعب جداً حينئذ رؤية وسيلة يمكن أن تصمد بها معارضة معتدلة مدربة وملتزمة لفترة طويلة من الزمن».
ودعا إلى تغيير في طريقة تفكير كل الأطراف حيال الأزمة من دون أن يوضح ما يعني بذلك، وقال: «نحتاج في هذه المرحلة لتغيير في كيفية تفكير كل الأطراف في هذا الأمر من أجل إنهاء الوضع هناك. ما من شك في أن قوى متطرفة ستظل موجودة في سورية والمناطق المحيطة بها لأنها ستبقى في حالة فوضى لبعض الوقت».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يصارع ضد تدخل بلاده في سورية منذ خمس سنوات. وأضاف: إنه خلص إلى أنه ليس لدى الولايات المتحدة أساس قانوني للتدخل العسكري في سورية وأن فعل ذلك سيكون «خطأ إستراتيجياً» في ضوء الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان والعراق والحاجة لمحاربة تنظيم داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن