سورية

يد تربي وأخرى تحمل السلاح.. سوريات على جبهات القتال

| وكالات

دفعت ظروف الحرب التي تشهدها سورية منذ سنوات المرأة السورية إلى الخوض في تحديات لم تألفها سابقاً، حيث نجحت في تحمل أعباء كثيرة وقاسية، منها النزول إلى ساحات القتال جنباً إلى جنب مع قوات الجيش العربي السوري لضرب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي عاثت فساداً وإجراماً في وطنها سورية.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن أكثر من خمس سنوات مرت منذ بداية الحرب في سورية، التي فجعت السوريين في وطنهم، الذي كان قبل بضع سنوات جنة اللـه في أرضه، وفي خضم المعارك، فإن أكثر من يعاني ويلات الحروب هم النساء والأطفال.
وأضافت الوكالة: إن المرأة السورية التي عرف عنها شغفها بالجمال والموضة، دفعتها ظروف الحرب والدمار الذي يخيم على أرجاء الوطن إلى خوض تحديات ذات طبيعة مغايرة عما ألفته، لكنها بعزم وصمود لا يضاهى، نجحت في كل ما خاضته من تحديات، وأثبتت قدرتها على تحمل أقسى الظروف.
فبحسب دراسة أممية، فإن أكثر من ربع الأسر السورية تعولها امرأة، ومع كل يوم يطول فيه أمد هذه الحرب يزداد هذا العدد.
وتابعت الوكالة: إن المرأة السورية لم تكتف بما حققته، بل قررت النزول إلى ميادين القتال، كتفاً بكتف إلى جانب الرجل، في الصفوف الأمامية لا الخلفية، في شجاعة تعجز أبلغ الكلمات عن وصفها.
وذكرت الوكالة، أن راديو «سبوتنيك» ألقى الضوء من خلال برنامج «ضيف الأسبوع»، على امرأتين وصفهما بالبطلتين، قررتا النزول إلى ميدان القتال، لصد هجوم التنظيمات الإرهابية، تاركتين أسرتيهما، الأولى تدعى أم محمد، من دمشق، التي التحقت منذ أربع سنوات بقوات الدفاع الشعبي، حباً بالوطن، ورغبة في الذود عنه، وإيماناً منها بالمساواة مع الرجل حتى بأرض المعركة، على الرغم من أنها المعيلة الوحيدة لأبنائها، حيث أتقنت الرماية بالأسلحة، والتعامل مع السيارات المفخخة، إضافة إلى الإسعاف الحربي لجرحى المعارك.
تحدثت أم محمد بتفاؤل وإيمان، ووجهت التحية للنساء السوريات في كل المجالات، وطالبتهن بالتحلي بالصبر، وأوصتهن بالإكثار من الدعاء للوطن بالنصر.
أما الثانية، فتدعى أم علي من حلب، التي تركت أبناءها للالتحاق بالجبهة مع رفيقاتها حاميات الديار، محاربة منذ أربع سنوات بقوات الدفاع الشعبي، حيث قالت: «عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن، ليس هناك رجل وامرأة، لا بد أن يكونا يداً واحدة، فمثلما نطالب بحقوق المرأة، نؤدي واجباتنا نحو وطننا».
كما روت أم علي جزءاً من بطولاتها، وقالت: «يوماً ما هاجمتنا سيارتان مفخختان، وبدأ المسلحون في محاولة التقدم، فقمنا بالتصدي لهم، وقتلنا منهم الكثير، ولم نسمح لهم بالتقدم ولو لشبر واحد، ووجدنا وسط جثث القتلى أجانب».
وعن وجود تأثير للاختلافات الفيزيولوجية بين المرأة والرجل، قالت أم علي: «إن المقاتلين يكمل بعضهم بعضاً، ولا توجد أدنى صعوبة في التأقلم مع الرجال، وأن القائد غرس فيهم روح الأخوة، فلا توجد أدنى تفرقة»، مضيفةً: إنه في البداية كان هناك اعتراض من عائلتها، لكن زوجها وولديها أيدوها وشجعوها».
وفي سياق آخر أكدت أم علي أن التنظيمات الإرهابية قامت بتفخيخ ممرات الخروج الإنسانية المعدة من القوات الروسية والسورية، لمنع المواطنين من الخروج من الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها تلك التنظيمات.
وختمت أم علي بتوجيهها الشكر لقائدها، معتبرة إياه مثالاً للتفاني في العمل، وناشدت الشعب السوري العمل على قدر استطاعته من أجل إنهاء الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن