من دفتر الوطن

كبرياء السوري!!

| عبد الفتاح العوض 

السخرية من السوريين أصبحت مقرفة… وخاصة في الدول الأقرب إلى سورية جغرافياً!! ما السبب؟!
هل يشعر اللبناني «مثلاً» أنه حان الوقت «للانتقام» من السوري؟! أم إن السوري فعلاً يتصرف كمن يستحق الإهانة والسخرية.
أم إن شعباً أضاع بلده لا يستحق إلا السخرية؟! قبل أن نبدأ بلوم الآخرين، ومنذ بداية الكلام أقول إنه يجب أن نلوم أنفسنا فنحن الذين وضعنا أنفسنا في هذا الموقع.
لكن وليس من باب التبرير أشعر أن ست سنوات من الحرب في سورية تجعل في أي شعب نقاط ضعف كثيرة، ويتخلى فيها عن كثير من أفكاره وأخلاقه وعاداته تحت ضغط الإكراه والحاجة والظروف.
فما يمر على السوريين صعب جداً وليس من الإنصاف أن نحّمل السوري كل هذا الكم من الألم ثم بالوقت ذاته نتوقع منه أن يكون ملائماً لأفراح شاشات التلفزيون واستعراضات البهرجة.
أشياء كثيرة دمرت السوري من الداخل… هذه الروح الوثابة والفخورة والإحساس العالي بالذات نالت منه الأزمة الكثير… لقد جرح كبرياء السوريين… وأصبح بإمكان المرضى النفسيين أن يمارسوا عقدهم القديمة والجديدة على عامل سوري متواضع، أو على مهاجر سوري ترك كل «إرثه» وراء ظهره وظنّ أنه يبحث عن «الحياة» في مكان آخر.
صورة السوريين «احترقت» في هذه الحرب… لم تحترق بيوتهم فقط بل أيضاً دمرت صورتهم في أماكن كثيرة… السوري المفعم بالثقة وبالقدرة على إثبات الذات والإحساس بالعزة والكرامة أصبح الآن مثار سخرية وموضع إهانة في كثير من الأماكن.
ومن المؤذي أن الأجيال الجديدة التي تهين السوريين هي لم تعرفهم إلا من خلال هذه الأزمة.
في سورية الآن ورغم كل هذه المآسي التي تجتمع بشكل مدمّر إلا أن روح السوري ما زالت قادرة على صنع الحياة، والإحساس بالكرامة الذاتية، والتوثب عندما يهان السوري في أي مكان.
نعم.. لقد نالت صورة السوريين التشويه في أكثر من منحى، ولعلنا الآن نتحدث عن صورة لا تشبهنا أبداً.
لكن في بلد تبعثرت أزماته حتى طالت كل شيء فإن صورة السوري ستكون أيضاً واحدة من الأشياء التي تبعثرت وتمزقت.
الذين يمارسون لعبة الإساءة لصورة السوريين هم أولئك الحمقى الذين لا يعرفون أن قدرة السوري على إعادة الحياة مدهشة، والتاريخ يقول ذلك لكن المستقبل هو الذي سيثبت ذلك.
أشياء كثيرة تدعوني لأقدم هذا الاقتراح:
أقترح أن تتشكل جمعية أهلية للدفاع عن صورة السوريين ورفع دعاوى على من يسيء للسوريين، وأن تقوم بمهام الإنارة على صورة السوري في العالم.
وعلى رجال الأعمال أن يقوموا بدور فعال، وربما على رجال الأعمال الذين حصلوا على مقاعد في مجلس الشعب مسؤولية أكبر في هذا المجال.
إذا لم يدافعوا عن الشعب.. فعلى الأقل يدافعون عن «صورة» الشعب.

أقوال:
ليس خطأ أن تعود أدراجك ما دمت قد مشيت في الطريق الخطأ.
هي الأمور كما شاهدتها دول.. من سره زمن ساءته أزمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن