سورية

أردوغان غير مقتنع بانسحاب «الوحدات»: بعد الباب سنتجه إلى منبج

| الوطن – وكالات

بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غاضباً، وهو يعلن أن تركيا «ستقيم منطقة عازلة في سورية»، مضيفاً بنبرة متحدية: «لن يمنعنا أحد من ذلك». ولفت إلى أن عملية «درع الفرات» اقتربت من مدينة الباب، وكرر التهديد بالتوجه إلى مدينة منبج بعد الباب، لاستمرار وجود «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب» «يو. بي. كي» في المدينة، في رسالة مبطنة إلى حلفائه الأميركيين. جاء ذلك في حين حذرت وسائل إعلام روسية من محاولة تركية لاقتطاع دولة صورية في شمال سورية.
وبات الأتراك في عجلة من أمرهم لتنفيذ خططهم في منبج والباب. يمكن إرجاع هذه العجلة إلى هواجس تركيا من حصول توافق روسي أميركي بعد تولي إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في واشنطن مطلع العام 2017 المقبل، عماده تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب، بمشاركة الجيش العربي السوري و«حماية الشعب».
وتمكنت الميليشيات المنضوية تحت لواء «درع الفرات» من السيطرة على قباسين للمرة الثانية خلال ستة أيام، كما خاضت مدعومة بقصف مدفعي وجوي تركي، اشتباكات عنيفة مع مسلحي قوات سورية الديمقراطية.
وفي كلمة ألقاها بعنوان «المفهوم الأمني الجديد لتركيا»، قال أردوغان: «سنقيم منطقة عازلة في سورية ولن يمنعنا أحد من ذلك»، والتي تقترح أنقرة أن تمتد على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي السورية شمال مدينة حلب وأن تضم مناطق منبج، الباب، إعزاز، جرابلس والراعي. وأضاف: «لقد اقتربنا من الباب حالياً وحاصرناها من الغرب أيضاً» لكنه اعتبر ذلك غير كاف، وقال «هذا لا يكفي، فنحن سنمضي من هناك إلى منبج. لماذا؟ ليس لأننا متشوقون لذلك، إنما لأن هناك تنظيمي «بيدا» و«يو. بي. كي»، في مؤشر على عدم اقتناع تركيا بما أعلنته الوحدات من انسحاب الأسبوع الماضي. ولا بد أن الرسالة الأكبر موجهة للولايات المتحدة.
وكرر الرئيس التركي تأكيده أنه كان يقترح على التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش، التعاون لتحرير مدينة الرقة من قبضة التنظيم، بدلاً من إشراك مسلحي الوحدات في هذه العملية.
وشدد على أن وجود القوات المسلحة التركية في كل من سورية والعراق غير نابع من كون بلاده تهدف إلى توسيع الجغرافية التركية، بل لجلب الاستقرار والأمن إلى المنطقة من خلال تطهيرها من الإرهاب، منبهاً إلى وجود أطراف خارجية تسعى إلى استبعاد تركيا عما يجري في سورية والعراق.
في غضون ذلك، حذرت صحيفة «فزغلياد» الروسية من أن تركيا تهدف إلى إنشاء دولة صورية جديدة غير معترف بها في سورية تكون مركزها مدينة الباب.
ورأت الصحيفة أن «الجيشين التركي و«الحر» سيطرا على مساحات كبيرة من الأراضي السورية كانت سابقاً ترزح تحت سيطرة الإرهابيين»، مبينةً أن نتيجة ذلك كان «نشوء ما يشبه المقاطعة المستقلة في الشمال السوري، والتي من الممكن أن تكون كافية لخلق حكومة سورية بديلة قائمة على الحراب التركية». واعتبرت أن «إنشاء حكومة اسمية تبدأ في نداء موجه إلى أنقرة ترجوها الحماية، أمر ممكن من الناحية التقنية». وأضافت: «في الواقع هذا يعني إنجاز الخطوة الأولى على طريق التقسيم الفعلي للبلاد، وليس استناداً إلى المبادئ الدينية أو العرقية، وإنما فقط بموجب أسباب سياسية صافية».
وألمحت «فزغلياد» إلى أن خطوة تركية من هذا القبيل ستكون رداً على الولايات المتحدة التي «تسرب خرائط (للشرق الأوسط الكبير) تبرز حكومة كردستان المستقلة» والتي وصفتها بـ«الكابوس الأكثر سوءاً لأنقرة». ومضت قائلة: «لذا، قررت أنقرة الأخذ بزمام المبادرة وتنفيذ عمل استباقي عبر وضعها لحكومة عميلة في مدينة الباب».
ميدانياً، انتزع مسلحو الميليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية السيطرة على قرية الشيخ ناصر شرق مدينة الباب من يد «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن طائرات حربية تركية بمشاركة طائرة أميركية من دون طيار ارتكبت مجزرة في الشيخ ناصر راح ضحيتها 7 من المدنيين على الأقل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن