مصر اعتبرت السوريين الحاصلين على إقامات مزوّرة ضحايا ونصف مليون يقيمون فيها … القائم بالأعمال بالسفارة المصرية لـ«الوطن»: نعامل السوريين المقيمين على أرضنا كمصريين
| محمد منار حميجو
أعلن القائم بالأعمال بالسفارة المصرية محمد ثروت سليم أن الحكومة المصرية اعتبرت السوريين الذين يحملون إقامات مزورة ضحايا وبالتالي فإنه تتم تسوية وضعهم خلال فترة قصيرة جدا، مؤكداً أن الحكومة لم ترحل أي سوري يحمل إقامة مزورة.
وفي تصريح خص به الـ«الوطن» قال سليم: إننا احتوينا مسألة الإقامات المزورة من خلال سد الفجوات رغم وجود بعض الحالات إلا أنها قليلة.
تصريحات القائم بالأعمال المصري جاءت على خلفية توقيف الشرطة المصرية لسوريين يحملون إقامات مزورة حصلوا عليها من سماسرة سوريين وبعض المحامين المصريين الذين يعملون في هذا المجال بحسب مصادر مختصة.
وحول الأرقام التي نشرها بعض المصريين على صفحاتهم «فيسبوك» والتي تجاوزت الألف أكد سليم أنها غير حقيقية لأن الحكومة المصرية احتوت هذه المسألة بشكل كبير رغم أنه كان هناك من يتاجر بهذا الموضوع لافتاً إلى أن الإقامات في كل دول العالم قابلة للتزوير مثلها مثل جوازات السفر.
وبين سليم أنه لا تتم مساءلة السوري الذي يحمل الإقامة المزورة بل تتم ملاحقة الأشخاص المتورطين في هذه القضية ومن هذا المنطلق فإنه تم التعامل معهم على أنهم ضحايا وليسوا مزورين مضيفاً: إن هذا يأتي في إطار أن الشعب السوري والمصري إخوة. وأضاف سليم: إن الحكومة المصرية تعامل السوريين على أراضيها معاملة المواطن المصري، كاشفاً عن وجود نصف مليون سوري في مصر وهناك أكثر من 40 ألف طالب يدرسون في المدارس الحكومية، لافتاً إلى أن هناك نحو 25 ألف سوري تلقوا علاجات سريعة في المشافي، إضافة إلى عدد كبير منهم عولج فيها بأمراض مزمنة.
وبيّن سليم أن السوري يحصل على الدعم الذي يحصل عليه المواطن المصري بما في ذلك الصحة والتعليم العادي والعالي رغم أن هذا الموضوع يشكل عبئاً اقتصادياً على الحكومة نتيجة الضغط السكاني الكبير إلا أنها متكفلة به وهي راضية بذلك باعتبار أن السوريون هم إخوة للمصرين.
وأكد القائم بالأعمال أن الدولة المصرية رفضت إقامة أي مخيم لجوء للسوريين المقيمين على أراضيها وذلك احتراماً لمشاعرهم مضيفاً: هناك بعض المناطق مثل الرحاب و6 أكتوبر يوجد فيها عدد كبير من السوريين.
وقال سليم: إنه من الأمور الإيجابية التي أحدثها السوريون في مصر أن المطبخ السوري اقتحم المجتمع المصري بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن المصريين يفضلون الطعام السوري على المصري وأن المصريين معجبون بمطاعمهم من خلال الجودة التي تقدمها والنظافة المشهودة لهم كما أن لهم دوراً في العديد من الصناعات مثل صناعة النسيج والتي نشط فيها السوريون المقيمون في مصر بشكل ملحوظ. وفي الغضون تطرق القائم بالأعمال سليم إلى جودة الخدمات الطبية في سورية مشيداً بالأطباء السوريين قائلاً: أنا خريج كلية الطب من جامعة القاهرة وحينما عينت رئيس البعثة المصرية في سورية كنت متشوقاً لأعلم مدى جودة الخدمات الطبية في البلاد فذهلت بالمستوى الذي يتحلى به الأطباء السوريون فتعرفت إلى العديد منهم. وأضاف سليم: إن وجود مثل هذه الخدمات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد يدل على مدى الاهتمام بالمجال الطبي وهذا ما جعل له مكانة على المستوى العربي والعالمي. ويعتبر تصريح القائم بالأعمال هو الأول لصحيفة سورية منذ التخفيض الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى قائم بالأعمال وهذا يدل على بدء عودة العلاقات الدافئة بينهما وهذا ما تجلى من خلال تصريحات المسؤولين في البلدين كان آخرها تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر تقف إلى جانب الجيش السوري في محاربة الإرهاب. من جهتها أكدت مصادر مختصة بموضوع اللاجئين أن الحكومة السورية ليس لها علاقة في مسألة تزوير الإقامات في أي دولة كانت باعتبار أن الإقامة تصدر من حكومة البلاد وهو شأن داخلي فيها.
وأكدت المصادر أن هناك مافيات تزور الإقامات وتستغل أوضاع الكثير من الناس مؤكدة أن ما يحدث من تزوير للإقامات يتم بالتعاون مع السماسرة وبعض الأشخاص الذين يسهلون عملية التزوير. وأكدت المصادر أن الإقامة السورية لا يمكن تزويرها باعتبار أن المواد الداخلة في صناعتها تمنع التزوير مشيرة إلى أن الإقامة المزورة يتم اكتشافها مباشرة وهذا يعود إلى فضل الوزارات المعنية في هذا الصدد لمنع تزوير الإقامات أو جوازات السفر ولذلك فإن معظم حالات التزوير يتم خارج البلاد لاستحالة التزوير داخلها. وشهدت الأزمة التي تمر بها البلاد الكثير من الحالات الغريبة على مجتمعنا ومنها تزوير جوازات السفر السورية ولكن خارج سورية بظهور عصابات تعمل على التزوير وتستغل أوضاع السوريين الذين غادروا البلاد بطرق غير شرعية ما دفع الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات مشددة في إصدار جواز السفر بدءاً بالأوراق المطلوبة وانتهاء في منح الجواز لصاحب الجواز.