سورية

فرنسا تنوي تقديم مشروع قرار جديد ضد دمشق

| وكالات

اتهمت باريس الحكومة السورية وحلفاءها باستغلال ما أسمتها حالة «عدم اليقين» في أميركا لشن حرب شاملة على المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة في سورية. وأعلنت أنها ستستضيف ممثلين عن الدول الداعمة لـ«المعارضة السورية» في أوائل كانون الأول المقبل، في وقت كشفت فيه عن نيتها تقديم مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي قريباً يدين دمشق بمزاعم الكيميائي.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول في تصريح صحفي بعد اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس: «ما نشهده في سورية يعد كارثة إنسانية، ويحفز هذا الوضع فرنسا على العمل فيما يخص المسائل الإنسانية، وعلى مستوى مجلس الأمن أيضاً، وبمبادرة من فرنسا، سيطرح في مجلس الأمن من جديد مشروع قرار يدين استخدام الأسلحة الكيميائية».
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، الذي قدم إفادة حول الوضع في سورية أمام مجلس الوزراء في هذا الاجتماع: «إن باريس ستصر على فرض عقوبات ضد دمشق على خلفية هجمات كيميائية وثقتها البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سورية».
وسبق لفرنسا أن طرحت فكرة فرض عقوبات ضد دمشق في أعقاب تقديم البعثة المشتركة تقريرها الأخير في تشرين الأول الماضي، حيث وجهت الأمم المتحدة فيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية بالوقوف وراء هجوم كيميائي آخر مزعوم وقع في ريف إدلب يوم 16 آذار عام 2015.
بدورها رفضت روسيا فكرة فرض العقوبات، وأشارت إلى أن استنتاجات البعثة تفتقد لأساس واقعي وأدلة، ولا يمكن اعتبارها لائحة اتهام.
وأول من أمس، وافقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تحقق حول هجمات كيميائية في مدينة حلب، على عرض موسكو تقديم معلومات «يمكن أن تكون مفيدة» في التحقيق، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء. وأكد الجيش الروسي في 11 من الشهر الجاري أن لديه أدلة على استخدام الميليشيات المسلحة المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب أسلحة كيميائية، الأمر الذي نفاه هؤلاء. وقال الجيش في بيان، إن خبراءه عثروا على ذخائر مدفعية لم تنفجر تعود إلى الإرهابيين وتحوي مواد سامة». وأوضحت المنظمة أنها تلقت أخيراً عرضاً من السلطات الروسية يقضي بتسليم عينات ومواد أخرى مرتبطة باستخدام مفترض لمواد كيميائية كأسلحة في حلب»، مضيفة في بيان لها أن «هذه العينات والمواد الأخرى يمكن أن تكون مفيدة في المهمة الراهنة للمنظمة المتمثلة في مقارنة المعلومات».
ولفتت إلى أنها اقترحت على الخارجية الروسية، بالنظر إلى المعارك المستمرة في حلب، أن تتسلم هذه العناصر في دمشق أو لاهاي، وقالت إنها تنتظر حالياً الرد الروسي.
وتنظر المنظمة المكلفة تدمير الأسلحة الكيميائية في أنحاء العالم في «أكثر من 20» اتهاماً حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية منذ آب، وفق ما صرح مديرها العام أحمد أوزومجو الأسبوع الفائت.
وبعد الاجتماع الحكومي، قال إيرولت للصحفيين بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة إستراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة».
وأعلن أيرولت، حسب «روسيا اليوم» أن باريس ستستضيف في أوائل كانون الأول المقبل لقاء للدول الداعمة لـ«المعارضة السورية» وقال: إن «فرنسا لا تنأى بنفسها عن تسوية الأزمة في سورية، ولذلك قدمت باريس، بعد إجراء مشاورات، مبادرة لجمع ممثلين عن الدول الأصدقاء للديمقراطية السورية والمعارضة الديمقراطية في باريس».
وأوضح أن فرنسا وجهت الدعوات لحضور اللقاء إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر والإمارات والأردن.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن