سورية

دي ميستورا يخشى ضرب مسلحي حلب قبل تنصيب ترامب

| وكالات

عاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا من جديد ليظهر خوفه وانحيازه إلى جانب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في أحياء حلب الشرقية، وذلك من خلال الإعراب عن قلقه من احتمال أن يشن الجيش العربي السوري هجوماً جديداً على تلك التنظيمات والميليشيات قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 من شهر كانون الثاني القادم.
ولم يوضح دي ميستورا بحسب وكلة «رويترز» للأنباء في تصريحه سبب اعتقاده بأن الرئيس بشار الأسد قد يقدم على مثل هذه الخطوة. لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن الرئيس الأسد قد يشجعه تعهد ترامب بتعزيز العلاقات مع روسيا وأن من المستبعد أن ترد الحكومة الأميركية الحالية مع قرب نهاية ولايتها. وانضم دي ميستورا إلى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدعوة إلى التوقف عما سماه «قصف المدنيين في سورية» وإلى حل سياسي للصراع.
وقام دي ميستورا الإثنين الماضي بزيارة قصيرة أجرى خلالها محادثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، بعد تصريحات «استفزازية» و«مثيرة للجدل» أطلقها أخيراً.
وكان دي ميستورا قد طلب الزيارة منذ فترة طويلة إلا أن قرار استقباله تأجل مراراً في رسالة لا بد أن يكون قد فهمها المبعوث الأممي جراء مواقفه المحابية للميليشيات المسلحة في حلب بما فيها جبهة النصرة الإرهابية، وذلك بحسب مراقبين هنا بدمشق.
وقالت الأوساط المراقبة: إن ضغط مدة الزيارة يعكس عدم رضا دمشق عن تصريحات دي ميستورا الأخيرة «الاستفزازية» و«غير المتوازنة» ولا تعكس دور المبعوث الأممي كوسيط في حل الأزمة.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده بعد استقباله المبعوث الدولي الخاص إلى سورية أن المتغيرات على الساحة الدولية «إيجابية وتدعونا إلى التفاؤل»، مشدداً، على رفض دمشق «جملة وتفصيلاً» لخطة ستيفان دي ميستورا بإقامة «إدارة ذاتية» تشرف عليها الميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وقال دي ميستورا أمس وفق «رويترز»: إن «تحركات الحكومة السورية لتصعيد الصراع العسكري قد يكون لها عواقب مأساوية على 275 ألف مدني لا يزالون في الجزء الشرقي من حلب». وأضاف دي ميستورا لمجموعة من المشرعين الديمقراطيين الاشتراكيين: «أشعر بقلق بالغ بشأن ما يمكن أن يحدث قبل 20 كانون الثاني». وتابع: «نحن قلقون للغاية (من احتمال إطباق الرئيس بشار الأسد)… بشكل وحشي وعدواني على ما بقي من شرق حلب. قد يكون ذلك مأساوياً. قد يصبح فوكوفار جديدة».
وقال دي ميستورا: إنه لا معلومات تذكر عن سياسة ترامب في الشرق الأوسط لكن ربما هناك فرصة للتقدم في إنهاء الحرب السورية إذا التزم بوعده الانتخابي بمحاربة تنظيم داعش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار شتاينماير إلى محادثات بشأن توصيل إمدادات إنسانية إلى حلب عبر تركيا. لكنه لم يذكر تفاصيل وقال: إنه لا يوجد ما يضمن نجاح تلك المساعي.
وقال المشرع الألماني البارز رولف متزنيخ الذي من المحتمل أن يصبح وزير الخارجية القادم لألمانيا: إن روسيا وسورية تستغلان الفترة الزمنية التي تسبق تولي ترامب لمنصبه رسمياً «لخلق أمر واقع» في سورية عبر استئناف القصف والغارات الجوية، مشدداً على أن الحل السياسي وحده هو الممكن هناك. وأضاف متزنيخ: إن ترامب لم يضع جدول أعمال محددا للشرق الأوسط ما يسبب «فراغاً في الأفكار» و«يجعلني أخشى من تزايد الاضطرابات وحتى المزيد من الحروب بالوكالة» في المنطقة.
كما حث متزنيخ الرئيس الأميركي المنتخب ترامب على عدم إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران أو التقرب كثيراً من موسكو، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسات قد تسبب المزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط.
ويجري تداول اسم متزنيخ كمرشح لخلافة شتاينماير في حال انتخاب الأخير رئيساً للبلاد في شباط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن