رياضة

احتكار الألقاب

| المحرر الرياضي

أسدلت الستارة عصر الأحد الفائت على بطولة كأس التحدي التنشيطية بتتويج فريق الجيش على حساب جاره الوحدة بهدف مقابل لا شيء سجله محمد الواكد.
وصول الجارين الجيش الأكثر جاهزية والوحدة الأكثر جماهيرية كان متوقعاً رغم الزخم الذي عمل عليه الاتحاديون بفضل بعض الداعمين، فلم تكن الأموال كافية للقلعة الحمراء لسحب البساط من تحت فارسي العاصمة، ولم تكن الأسماء اللامعة كلمة سر في إعادة الاتحاد إلى الريادة التي يراها الكثيرون من أنصاره قريبة مع قرب انتهاء الأزمة السورية التي فعلت فعلها في الميادين الرياضية.
إنه لأمر مؤلم سطوة ناديين على كل الألقاب المتاحة خلال المواسم الأربعة الأخيرة ففاز الجيش ببطولة الدوري 2013 و2015 و2016 وحمل كأس السيد رئيس الجمهورية 2014 وعلى الضفة المقابلة توّج الوحدة بلقب الدوري للمرة الثانية بتاريخ 2014 واحتكر ألقاب الكأس أعوام 2013 و2015 و2016 وها هي كأس التحدي لم تخرج من قبضتهما، ولم يحدث بتاريخ الكرة السورية أن احتكر ناديان فقط كل الألقاب المتاحة مدة أربع سنوات، والمدقق في تفاصيل صغيرة يجد أن الألقاب المحلية الرسمية والودية احتكرها ثلاثة مدربين فقط هم رأفت محمد وأنس مخلوف وأحمد الشعار.
الاستقرار الإداري والوفر المادي عنصران مهمان في عالم اللعبة الشعبية الأولى في عالم كرة القدم وهذان العاملان توافرا في الجيش والوحدة أكثر من غيرهما فكان الحصاد المثمر ومهما يقل عن الاستقرار في ناديي المحافظة والشرطة فإنهما يفتقران لإحدى ميزتين جوهريتين، الأولى صيغة العلاقة وإمكانية نادي الجيش في تأمين الخدمة الإلزامية لأي لاعب مرموق، والثانية القدرة على إغراء أي لاعب متميز مادياً وهذا يجسده فريق الوحدة ولا خلاف أن اللاعب المحلي عندما يرتدي قميص أي منهما يرتفع منسوب أدائه ويمضي بعيداً في تألقه، ونجزم لو أن لاعبي الاتحاد ارتدوا قميص أي من الناديين لارتفعت وتيرة أدائهم وحلقوا أكثر بطموحاتهم، تماماً كما يحدث للاعبي العالم، فاللاعب الذي يرتدي قميص أي ناد من أندية أوروبا العملاقة مطالب بتقديم عصارة ما عنده لأن عدسات الكاميرات تلاحقه في حركاته وسكناته وتلاحق أدق تفاصيل حياته اليومية والحال يكون عكس ذلك عندما يلعب لنادٍ مغمور.
كلنا أمل أن تعود المنافسات الكروية إلى أوجها، فعودة الكرامة والاتحاد إلى مكانهما الطبيعي وعودة الشرطة إلى سالف أيامه يخدم الكرة السورية التي تثبت نفسها على صعيد المنتخب رغم كل المنغصات والعقبات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن